التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

مخاوف من تراجع الطلب العالمي على النفط بعد انتشار كورونا في الهند

وقبل أيام من اجتماع وزارء أوبك+ لتحديد سياسة الإنتاج

محمد فرج

اقرأ في هذا المقال

  • يواجه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي انتقادات متزايدة بسبب ارتفاع حالات وباء كورونا
  • تجاوزت حالات الاصابة الجديدة بوباء كورونا في الهند الذروة التي سُجِّلَت في الولايات المتحدة، ولا تزال في ارتفاع
  • من المتوقع أن تنخفض عمليات تشغيل المصافي استجابة لانكماش الطلب
  • مشتريات النفط الخام من قبل مصافي التكرير الهندية ستنخفض إذا استمر تفشّي الوباء والقيود المرتبطة به

تسبّب تفشّي وباء كورونا في الهند بإثارة الذعر لدى أكبر منتجي النفط في العالم، خاصة أنهم كانوا يعقدون آمالًا كبيرة على الهند لتكون محركًا أساسيًا بجانب الصين لتعافي الطلب العالمي على النفط مع إعادة فتح الاقتصادات.

وتشهد نيودلهي في الفترة الحالية أزمة صحية كبيرة بعد وصول عدد المصابين بوباء كورونا في اليوم الواحد لأكثر من 200 ألف مصاب، وارتفعت حالات الوفاة بمعدل كبير، ما دعا البلاد لفرض الإغلاق مرة أخرى للحفاظ على صحة المواطنين.

ويواجه رئيس الوزراء ناريندرا مودي انتقادات متزايدة بسبب ارتفاع حالات الإصابة، التي بدأت بعد وقت قصير من إعلان حكومته أن البلاد "في نهاية المطاف لوباء كورونا"، وسمح بتجمّعات انتخابية كبيرة، وأعطى إشارة البدء لمهرجان كومبهميلا الديني الذي اجتذب ما يُقدَّر بنحو 3.5 مليونًا من المصلّين.

تداعيات سلبية على الهند

وفقًا للوضع الحالي في الهند، قد يتسبب وباء كورونا في وفاة العديد من المواطنين خلال العام الجاري بصورة أكبر مما حدث في 2020، ومن المرجح أن يكون عدد الوفيات الناجمة عن الوباء أعلى بكثير مما تشير إليه الأرقام الرسمية، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم الأحد.

وتجاوزت حالات الإصابة الجديدة بوباء كورونا في الهند الذروة التي سُجِّلَت في الولايات المتحدة، ولا تزال في ارتفاع.

وكانت الهند واحدة من النقاط المضيئة لنمو الطلب على النفط، إلى جانب الصين، وكان من المتوقع أن يكون الطلب على الخام في ثالثة أكبر سوق للنفط في العالم أعلى من مستويات ما قبل الوباء هذا العام أو قريبًا منها، لكن يبدو من المؤكد الآن أن هذه التنبؤات لن تتحقق قريبًا.

الهند- النفط
أحد العمّال في مواقع النفط في الهند- أرشيفية

انخفاض متوقع في عمليات تشغيل المصافي

من المحتمل أن تؤثّر تحذيرات البقاء في المنزل بوقود السيارات، والذي كان مدعومًا حتى الآن من خلال التحول الشامل من وسائل النقل العامّ إلى السيارات الخاصة والدراجات النارية.

وأثّرت القيود أيضًا على النقل بالشاحنات والحافلات، ما أدّى إلى خفض أعمالها إلى النصف.

من المتوقع أن تنخفض عمليات تشغيل المصافي استجابة لانكماش الطلب، ما يؤدي إلى تراكم مخزونات الخام التي ستؤثر في عمليات الشراء المستقبلية حتى بعد تحسّن الوضع، حسبما ذكرت بلومبرغ.

ومن شبه المؤكد أن مشتريات النفط الخام من قبل مصافي التكرير الهندية ستنخفض إذا استمر تفشّي الوباء والقيود المرتبطة به.

الطلب العالمي على النفط
مقاعد طائرات فارغة

القلق يتزايد بعد حظر السفر الجوي من الهند

التأثير لن يقتصر على الدولة الواقعة في جنوب آسيا، حيث بدأت دول من بريطانيا إلى كندا في حظر السفر الجوي من الهند، وسيؤثّر ذلك في الطلب الدولي على وقود الطائرات، الذي لا يزال يعاني.

كما بدأ القلق يساور أكبر منتجي النفط في العالم، وكانت مجموعة أوبك+ (التي تضم دولًا مثل السعودية والعراق والإمارات وروسيا)، تعتمد على زيادة الطلب الهندي لدعم أسعار النفط الخام وتخفيف تخفيضات الإنتاج القياسية، لكن قد يتعين عليها الآن التفكير مرة أخرى.

ومن المقرر أن يعقد وزراء أوبك+ اجتماعهم الشهري في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بعد اتفاقهم في الأول من أبريل/نيسان الجاري على زيادة تدريجية في الإنتاج خلال مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز، بحد أقصى نصف مليون برميل يوميًا، لكن قد يتعين مراجعة هذه الخطط قبل أن تدخل حيز التنفيذ.

الطلب العالمي على النفط - واردات الخام الهندية

المنتجون في الشرق الأوسط أكثر عرضة للخطر

قد يكون المنتجون في الشرق الأوسط أكثر عرضة للخطر، ويستغرق شحن شحنة من النفط الخام من الخليج العربي إلى الهند من 5 إلى 6 أيام، مقارنة بـ 5 إلى 6 أسابيع للشحن من خليج المكسيك، حسبما ذكرت بلومبرغ.

ولن يكون قرار الهند بقطع المشتريات من المنتجين الأميركيين محسوسًا في انخفاض الأحجام التي تصل إلى صهاريج التخزين الخاصة بها حتى يونيو/حزيران.

كانت الهند تبحث بالفعل عن بدائل للخام السعودي، حيث توترت العلاقات بين البلدين بسبب الأسعار، لذا سيؤدي انهيار الطلب إلى تسريع هذه العملية فقط.

بعد تأجيل التسهيلات المزمعة لتخفيضات الإنتاج بدءًا من يناير/كانون الثاني، كانت مجموعة أوبك+ تأمل في إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح بحلول يوليو/تموز.

ومن المؤكد أن الركود في الطلب الهندي على النفط سيجعل ذلك أكثر صعوبة، ما يجبرهم إمّا على تأخير فتح الصنابير مرة أخرى، أو المخاطرة بتقويض أسعار النفط الخام.

لقراءة المزيد..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق