انبعاثات الميثان من مناجم الفحم الأسترالية تفوق التقديرات الوطنية (تقرير)
خفض غاز الميثان يقلل الاحتباس الحراري على المدى القصير
نوار صبح
- قدرة الميثان على إحداث الاحترار العالمي تفوق قدرة ثاني أكسيد الكربون بـ25 مرة
- يوجد نقص هائل في الإبلاغ عن انبعاثات غاز الميثان في أستراليا
- مناجم الفحم الأسترالية أطلقت 1.8 مليون طن من الميثان في عام 2021
- جلينكور احتسبت الانبعاثات من جميع عملياتها ضمن أهدافها المناخية القوية
- يجب تنفيس الميثان لأنه يهدد بخطر الانفجار عند التركيزات العالية
- التناقض في الإبلاغ عن غاز الميثان ليس بالضرورة متعمدًا
توصل تقرير أجرته مؤسسة إيمبر البحثية المستقلة إلى أن انبعاثات الميثان من مناجم الفحم في أستراليا تزيد بنحو مرتين على التقديرات الوطنية، ووجدت أن تسرب بعض المناجم يصل إلى 10 أضعاف كمية الميثان المعلنة رسميًا، وفق ما اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.
وأُعد التقرير بتكليف من المجموعة البيئية الأسترالية (لوك ذا غيت ألاينس)، من أجل تحليل البيانات المتاحة عن انبعاثات الميثان من نظام معلومات انبعاثات الاحتباس الحراري الأسترالي (إيه جي إي آي إس)، وهيئة تنظيم الطاقة النظيفة (سي إي آر)، ومؤسسات أخرى معنية في أستراليا.
ووجد التقرير أنه في عام 2019 شكّلت انبعاثات الميثان من مناجم الفحم الأسترالية 68% من إجمالي انبعاثات قطاع الطاقة، وبذلك تزيد انبعاثاتها على انبعاثات قطاع النفط والغاز، حسبما نشرت شبكة إيه بي سي الأسترالية في 7 يونيو/حزيران الجاري.
ويُعدّ الميثان من غازات الدفيئة القوية وتزيد قدرته على التسبب في الاحتباس الحراري العالمي 25 مرة عن قدرة ثاني أكسيد الكربون.
وقالت مؤلفة التقرير الدكتورة سابينا أسان: إن التقرير توصل إلى أن غاز الميثان المتسرب من مناجم الفحم الأسترالية يتسبب في ضِعف تأثير المناخ سنويًا على جميع السيارات الأسترالية.
وقالت منسقة المجموعة البيئية الأسترالية (لوك ذا غيت ألاينس) في كوينزلاند، إيلي سميث، إن التقرير وجد أن هناك نقصًا هائلًا في إعلان انبعاثات غاز الميثان في أستراليا.
وكشف التقرير عن بيانات جديدة من وكالة الطاقة الدولية، التي قدرت انبعاثات الميثان من مناجم الفحم الأسترالية بنحو 1.8 مليون طن في عام 2021، وهو ضِعف ما أُعلِن رسميًا.
موقف شركات مناجم الفحم
وجد تقرير مؤسسة إيمبر البحثية المستقلة أن منجم الفحم هيل كريك في وسط ولاية كوينزلاند كان يسرّب ما يقرب من 10 أضعاف الميثان مما أُعلِن رسميًا.
وأفادت شركة التجارة والتعدين البريطانية-السويسرية جلينكور، أكبر منتج للفحم في أستراليا، مالكة منجم الفحم هيل كريك: إنه ليس من المعقول أن يكون منجم واحد مسؤولًا عن مثل هذه الكمية الكبيرة من انبعاثات غاز الميثان.
وقال متحدث باسم جلينكور: إن لدى الشركة سجلًا حافلًا في الحد من الانبعاثات.
وأضاف أنه طوال العقد الماضي، قلصت شركة جلينكور أعمالها في مناجم الفحم في أستراليا بمقدار 28 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ عن طريق حرق الغاز المنطلق أو تحويله إلى كهرباء.
وأوضحت جلينكور أن الانبعاثات من جميع عملياتها احتُسبت ضمن أهدافها المناخية القوية.
وأشار المتحدث باسم جلينكور إلى أن هذه الأهداف تشمل تخفيضًا بنسبة 15% في إجمالي الانبعاثات (بما في ذلك النطاق 3) بحلول عام 2026، وتخفيضًا بنسبة 50% من إجمالي الانبعاثات بحلول عام 2035، وطموحًا لأن تكون شركة محايدة كربونيًا بحلول عام 2050.
وأشار تقرير مؤسسة إيمبر إلى شركة أنغلو أميركان، أكبر منتج للبلاتين في العالم، باعتبارها شركة تعدين فحم رئيسة تشغل بعض مناجم أستراليا "الأكثر إطلاقًا للغازات".
وقال متحدث باسم أنغلو أميركان: إن الشركة تسعى جاهدة لتطبيق حلول تقنية لزيادة تقليل انبعاثات الميثان من مناجم الفحم المعدني تحت الأرض، كجزء من التزام الشركة بتشغيل مناجم محايدة كربونيًا بحلول عام 2040.
انبعاثات الميثان من مناجم الفحم
يُعدّ غاز الميثان ثاني أكبر مساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.
ويتم إنتاج العروق الفحمية وغاز الميثان في أثناء عملية التحلل الجيولوجي وضغط المواد العضوية في أعماق الأرض، على مدى عشرات الملايين من السنين.
ويمثل غاز الميثان "الغاز الطبيعي" نفسه الذي تستهدفه شركات الغاز، ويُطلق في أثناء تعدين الفحم.
وفي عملية تعدين الفحم في حفرة مكشوفة، ينطلق غاز الميثان عندما تتفكك العروق الفحمية، أمّا في تعدين الفحم تحت الأرض، يجب "تنفيس" الميثان، لأنه عند التركيزات العالية يشكل خطر انفجار.
ويمكن أن يستمر الميثان في اختراق التكوينات الجوفية والتسرّب لعقود من الزمن بعد انتهاء تعدين الفحم.
التناقض في كميات الانبعاثات
أشار تقرير مؤسسة الأبحاث المستقلة إيمبر إلى أنه يتعيّن على المناجم الجوفية مراقبة انبعاثات الميثان من مناجم الفحم، لأنه يهدد بحدوث انفجار.
وبما أن قياس الميثان فوق مناجم الفحم المفتوحة الشاسعة ينطوي على صعوبة، يجب تقديره باستخدام عامل الانبعاثات.
وقالت مؤلفة تقرير مؤسسة إيمبر الدكتورة سابينا أسان: إن ولاية كوينزلاند تحتوي على متوسط محتوى الميثان في الفحم، ويستخدم منجم مفتوح للفحم في كوينزلاند هذا الرقم فقط لتقدير انبعاثاته، ولا توجد قياسات فعلية.
ويعود السبب الآخر وراء الاختلاف الكبير بين بيانات وكالة الطاقة الدولية وسجلات انبعاثات الميثان من مناجم الفحم الأسترالية إلى أنها تشير إلى معلومات الأقمار الصناعية الجديدة، حسب بيانات اطلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.
وترى الدكتورة سابينا أسان أن الحل يمكن في الجمع بين قياسات الأقمار الصناعية والقياسات المباشرة الفعلية على الأرض، وأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها الحصول على صورة جيدة لما يجري.
وقال عالم الغلاف الجوي من جامعة ملبورن بأستراليا، البروفيسور بيتر راينر، إن التناقض في الإبلاغ عن غاز الميثان ليس بالضرورة متعمدًا.
وبيّن أن جميع المشغلين، وربما الحكومة، يتهربون من فعل الأشياء ببساطة أكثر مما يستطيعون.
وأوضح أن المشكلة ليست أن الناس يحاولون إخفاء ذلك، بقدر ما يتقاعس الناس عن القيام بالقليل من العمل اللازم لمعرفة ما يحدث.
تأثير الميثان
تقيس أستراليا حاليًا إمكان تأثير الميثان على الاحترار العالمي على مدار 100 عام، لكن باحثي مؤسسة الأبحاث المستقلة إيمبر قالوا إن ذلك لم يقس تأثيره بدقة.
وقالت مؤلفة تقرير مؤسسة إيمبر، الدكتورة سابينا أسان: إن الفرق بين الميثان وثاني أكسيد الكربون هو أن الميثان له تأثير تسخين أقوى بكثير على المدى القصير مقارنة بثاني أكسيد الكربون، أي نحو 82 ضعفًا من ثاني أكسيد الكربون على مدى 20 عامًا.
وأوضحت أن خفض غاز الميثان الآن سيقلل من الاحتباس الحراري على المدى القصير.
اقرأ أيضًا..
- هل يتوقف تصدير الغاز الجزائري إلى إسبانيا؟.. ومدريد تهدد بالتحكيم الدولي
- تقنية جديدة لبطاريات تخزين الكهرباء في المنازل
- النفط في سلطنة عمان خلال 2021.. قفزة بالإنتاج والاحتياطيات (إنفوغرافيك)