قال وزير الطاقة والثروة المعدنية في الأردن، صالح الخرابشة، إن بلاده تحتاج إلى رفع أسعار الوقود، لتصل إلى المستويات العالمية.
جاء ذلك خلال إطلاقه مؤتمرًا، اليوم الأربعاء 8 يونيو/حزيران، بعنوان "حوار الطاقة المستقبلية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا"، تنظمه وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية الألمانية، بمشاركة 700 شخصية إقليمية وأوروبية، والذي شهد توقيع إعلان مشترك بشأن طموحات مكافحة تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفق بيان الوزارة.
وخلال مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر، رأى وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني أن أسعار الوقود في الأردن، والتي ارتفعت منذ بداية الشهر الجاري، تعكس أسعار النفط عند 85 دولارًا للبرميل، موضحًا أن هناك حاجة لزيادة أسعاره لتصل إلى المستويات العالمية.
- الأردن يحتضن 700 شخصية لمناقشة مشروعات الهيدروجين والطاقة والربط الكهربائي
- أسعار الوقود في الأردن لشهر يونيو 2022.. قرار صادم للمواطنين
كان وزير الداخلية، مازن الفراية، قد أعلن أمس الثلاثاء 7 يونيو/حزيران، أن الحكومة الأردنية خسرت 450 مليون دينار (634.7 مليون دولار أميركي) بسبب تثبيت أسعار الوقود خلال 3 أشهر الماضية، مؤكدًا أن قدرة المواطن الحالية على تحمّل ارتفاع الأسعار أكبر من قدرته المستقبلية على تحمّل عدم رفعها"، مشيرًا إلى وجود توجّه لرفع أسعار الوقود 4 مرات متتالية خلال الأشهر المقبلة.
الربط الكهربائي والطاقة الخضراء
قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، صالح الخرابشة، إن هدف الموتمر تعميق التعاون في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، في وقت يواجه العالم فيه ارتفاعًا في أسعار الوقود والنفط، بجانب نقص في الإمدادات.
وأوضح أن الحكومة الأردنية تهدف إلى التحول لاقتصاد منخفض الكربون ويراعي البيئة من خلال الطاقة المتجددة، وذلك ضمن مساعيها لمواجهة تغير المناخ، لافتًا إلى أن 13% من سكان العالم يفتقرون إلى الكهرباء، بينما يعتمد 3 مليارات نسمة حول العالم على الفحم والخشب مصادر للطاقة، وفق تصريحات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد الخرابشة إن الأردن يسعى لإطلاق مشروع للربط الكهربائي بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، كما يتطلع لتصدير الطاقة الخضراء عبر تحفيز استثمارات في هذا المجال، موضحًا أن موقع المملكة يؤدي دورًا مهمًا، يساعدها في أن تكون مركزًا إقليميًا لتبادل الطاقة بكل أشكالها.
وكشف أن العمل جارٍ حاليًا لتطوير البنية التحتية، وخاصة شبكة الكهرباء، للعمل على مشروعات ربط كهربائي إقليمية، والتي تعدّها نواة لرؤية المملكة لإنشاء مشروع ربط كهربائي بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، لتحقيق التكامل الكهربائي بين جميع الدول.
وأوضح أن التكامل الكهربائي سينعكس على تغطية احتياجات الدول، بسبب اختلاف أوقات الأحمال والاستهلاك بينها، لافتًا إلى أن الأردن يتمتع بارتفاع متوسط الإشعاع الشمسي المباشر، لوقوعه ضمن دول الحزام الشمسي، الأمر الذي يدعو لتصدير طاقة خضراء من خلال تحفيز الاستثمارات الخضراء، لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.
مساهمة الطاقة المتجددة
ذكر وزير الطاقة الأردني أن نسبة مساهمة الطاقة المتجددة بتوليد الكهرباء في بلاده خلال 2021 بلغت 26%، مقارنة بنسبة 1% عام 2014، لافتًا إلى أن هناك مساعي لزيادة هذه النسبة، من خلال تعزيز سلامة النظام الكهربائي وتطوير شبكة الكهرباء، والتحول التدريجي لأنظمة الشبكات والعدّادات الذكية.
وشدّد على أن بلاده تعدّ تحقيق أمن الطاقة أمرًا رئيسًا لتحقيق التنمية المستدامة المرتبطة بمختلف القضايا، لافتًا إلى أن المملكة تعتمد على استيراد الطاقة بنسبة 89%، لمواجهة التحديات المتزايدة من ارتفاع الطلب والهجرات المختلفة للأردن، وأنماط الاستهلاك الحالية، بجانب تغير المناخ.
وقال، إن الأردن يأخذ بالحسبان 4 محاور رئيسة، وهي أمن التزود بالطاقة، وخفض تكلفة الطاقة، والاستدامة، والاعتماد على المصادر المحلية للطاقة.
وأشار الخرابشة إلى العمل على مشروعات لاستغلال أمثل للثروات المعدنية في الأردن، مثل الليثيوم الذي يعدّ أنسب خامات بطاريات تخزين الطاقة، وسيدخل مستقبلًا في أنظمة الطاقة النظيفة، بجانب تعدين الذهب والنحاس والسيليكا والعناصر الأردنية النادرة.
الهيدروجين في الأردن
قال وزير الطاقة الأردني، إن الهيدروجين سيؤدي دورًا مستقبليًا مهمًا، خاصة مع انخفاض تكلفة توليده من الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تنوّع استخداماته في القطاعات المختلفة، مثل الصناعة والتكرير والنقل وتوليد الكهرباء، ما ينعكس على خفض انبعاثات هذه القطاعات.
وأوضح أن الأردن بدأ إعداد خريطة طريق لإنتاج الهيدروجين واستخدامه، على المستوى المحلي أو لأغراض التصدير، بالإضافة إلى إعداد التشريعات اللازمة لذلك، وإمكان الاستفادة من البنية التحتية المتوفرة.
واقترح الخرابشة العمل بنهج تشاركي، بهدف تأسيس تجارة دولية لوقود الهيدروجين، الهدف منها تأمين طاقة نظيفة للمجتمع.
أثر المؤتمر في قطاع الطاقة
من جانبه، قال وزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني روبرت هابك، إن المؤتمر له أهمية كبيرة بعد التضخم الكبير في أسعار الطاقة والحاجة للتحول لنظام جديد، إذ إنه مبني على سياسة حسن الجوار والتاريخ، وله أهمية في مواجهة تغير المناخ والمجاعات والحروب.
- الأردن وألمانيا ينظمان مؤتمرًا في مجال الطاقة المتجددة والمستدامة
- الخرابشة: زيادة أسعار الوقود في الأردن تمثل 20% مما هو مفترض (فيديو)
وأوضح الوزير الألماني أن هناك إمكانات غير محدودة في استخدام واستغلال الطاقة النظيفة، لذا هناك ضرورة للاستفادة من الطاقة المتجددة، وبشكل خاص طاقتي الشمس والرياح، بالإضافة إلى مصادر النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يشار إلى أن المؤتمر يستمر لمدة يومين، هما الأربعاء والخميس 8 و9 يونيو/حزيران، ومن المقرر أن يتبادل المشاركون فيه الأفكار والخبراء بمجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين، ويهدف إلى أن يصبح منتدى رائدًا لأصحاب المصلحة الرئيسيين بقطاع الطاقة، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.
اقرأ أيضًا..
- دراسة تحشد أوروبا ضد الغاز الجزائري.. و"الطاقة" تستعين بصور الأقمار الصناعية لكشف الحقيقة
- صراع النفط والغاز.. لبنان يطلب تدخل أميركا لحسم أزمة ترسيم الحدود مع إسرائيل
- منجم السكري.. هل يصبح أحد أكبر 10 مناجم ذهب عالميًا؟
- أنس الحجي: حصار النفط الروسي لن ينجح.. والأوروبيون سيشترونه من الهند والصين