شبكة الكهرباء في نيجيريا تنهار للمرة السادسة في أقل من 6 أشهر
أمل نبيل
تعرضت شبكة الكهرباء في نيجيريا للانهيار، وهي المرة السادسة التي يسود فيها الظلام الدامس -واحدة من أكبر الاقتصادات الأفريقية- منذ بداية العام الجاري، بحسب صحيفة بريميوم تايمز المحلية (premiumtimesng).
وتتمتع الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بوفرة هائلة من النفط الخام والوقود الأحفوري عامة، إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة، والتي يمكنها أن تنتشل البلاد من أزمة الطاقة الحالية، إلّا أن سوء إدارة هذه الموارد يفاقم من معاناة الشعب النيجيري.
ويشعر العديد من مستهلكي الكهرباء في البلاد بإحباط شديد، ففي الوقت الذي رفعت فيه الحكومة تعرفة المستخدم النهائي، تعجز عن توفير إمدادات مستقرة من الكهرباء.
وبحسب استطلاع للبنك الدولي، يحصل 78% من مستهلكي الكهرباء في نيجيريا على أقلّ من 12 ساعة من الإمدادات اليومية، في حين تزعم الحكومة أن أكثر من 45% من المواطنين المصنفين تحت الفئات أ، ب، ج يتمتعون بما بين 13 إلى 24 ساعة من الكهرباء يوميًا، حسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
أسباب أزمة الكهرباء في نيجيريا
عَزت الحكومة الفيدرالية الانهيار الأخير في توليد الكهرباء إلى الإغلاق الجزئي لإحدى محطات الغاز، ما تسبّب في انقطاع التيار بجميع أنحاء البلاد لعدّة أيام.
وقال المتحدث باسم وزارة الطاقة، عيسى سانوسي، إن محطة "أوبن" للغاز انهارت وفشلت في توليد الإمدادات، مشيرًا إلى إغلاقها للسماح بإصلاح معدّات معالجة الغاز الحرجة.
وأبلغت شركة إيكو لتوزيع الكهرباء عملاءها بانقطاع التيار في الساعات الأولى من أمس السبت 4 يونيو/حزيران.
وقالت: "العملاء الكرام، نأسف لإبلاغكم بالانخفاض الكبير في توزيع الأحمال على شبكتنا، والذي أدى إلى تخفيض الأحمال بشكل كبير".
وأوضح المتحدث باسم وزار الطاقة أن الأزمة وقعت في وقت تخضع فيه محطات الكهرباء الأخرى للصيانة المخطط لها واختبار السعة.
وأضاف: "نودّ إبلاغ الشعب أن شركة سيبلات إنرجي قد حشدت المعدّات والمواد والأفراد إلى الموقع؛ بهدف الإسراع في استعادة إمدادات الغاز الطبيعي لمحطات الطاقة المتضررة".
وتابع: "لقد تلقّينا تأكيدات أن أعمال الإصلاح ستنتهي في نهاية هذا الأسبوع، وستعود الأوضاع لطبيعتها، وبينما نناشد مستهلكي الكهرباء في البلاد بتحمّل الوضع، نؤكد لهم أننا نبذل كل الجهود من أجل التحسين المستمر للإمدادات في جميع أنحاء البلاد".
ويعدّ هذا سادس انهيار لشبكة الكهرباء في نيجيريا، وألقت الحكومة باللوم في الانهيار السابق على "التخريب" الذي تعرّض له برج نقل على خط أودوكباني -إيكوت إيكبيني ذو الدائرة المزدوجة 300 كيلو فولت، والذي أدى إلى فقدان نحو 400 ميغاواط من توليد الكهرباء.
وفي مارس/آذار الماضي، تعطلت 14 محطة لتوليد الكهرباء، بسبب نقص الغاز وعوامل أخرى.
استهلاك الكهرباء في نيجيريا
يبلغ حمل الطاقة اليومي الموزّع على 11 شركة لتوزيع الكهرباء في البلاد، 2000 ميغاواط، وفقًا لتصريحات رئيس التسويق في شركة أبوجا لتوزيع الكهرباء، دونالد إيتيم، لصحيفة الغارديان المحلية.
ومن المفترض أن تلبي الـ 2000 ميغاواط استهلاك أكثر من 200 مليون شخص وآلاف الصناعات في أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، والتي تشهد معدل بطالة يصل إلى 33%.
وتقترب قدرة التوليد الحالية في نيجيريا من استهلاك مدينة مثل ميامي في الولايات المتحدة، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 7 ملايين نسمة.
وتحتاج الدولة القابعة في غرب القارّة السمراء إلى أكثر من 100 ألف ميغاواط من الطاة والبنية التحتية، لحلّ أزمة الكهرباء في البلاد، بحسب تصريحات لوزير الطاقة السابق البروفيسور بارث ناجي، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وشهدت أزمة الكهرباء في نيجيريا ذروتها في عام 2012، الأمر الذي دفع الحكومة إلى خصخصة القطاع في عام 2013، مقابل 2.5 مليار دولار، وقُسِّمَ حينها قطاعا التوزيع والتوليد إلى 17 شركة.
وخلال العامين الماضيين، تلقّى قطاع الكهرباء النيجيري العديد من المنح الدولية، من بينها 1.25 مليار دولار من المصرف الدولي، و3.2 مليار دولار من شركة سيمنس، و1.6 مليار دولار من الوكالات المانحة لبرنامج إعادة تأهيل النقل والتوسع.
وفي سبتمبر/أيلول من عام 2020، وافقت الحكومة على زيادة تعرفة الكهرباء بحجّة أنها البوابة الوحيدة لتحسين إمدادات الطاقة للشعب النيجيري.
وفي يناير/كانون الثاني، رفعت الحكومة التعرفة مرة أخرى من 2 إلى 5 نايرا، استنادًا على الزيادة في أسعار الغاز والتضخم وسعر الصرف وقدرة التوليد المتاحة.
(1 نايرا = 0.0024 دولارًا)
موضوعات متعلقة..
- توليد الكهرباء في نيجيريا يتراجع.. وقرار جديد من جهاز حماية المستهلك
- قطاع الكهرباء في نيجيريا يحتاج إلى 410 مليارات دولار لتحديث البنية التحتية
- إعلان أسباب انهيار شبكة الكهرباء في نيجيريا
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تنتصر قضائيًا ضد محاولة تغريمها 18 مليار دولار
- مشروعات الطاقة المتجددة في الكونغو تتلقى دعمًا بـ16 مليون دولار
- إنجي الفرنسية تستعين بذكاء "غوغل" الاصطناعي للتنبؤ بإنتاج طاقة الرياح