ارتفاع أسعار النفط لم يحرك سوق منصات الحفر في جنوب شرق آسيا (تقرير)
نوار صبح
- تنتقل منصات الحفر البُرْجية إلى الشرق الأوسط بعد مناقصة كبيرة لشركة أرامكو السعودية.
- ما يزال الطلب على منصات الحفر البرجية عند مستويات مشجعة في ماليزيا.
- استخدام بتروناس لمنصات الحفر يمثل خطوة إستراتيجية ويحل مسألة الطلب على الحفارات.
- تتصدر ماليزيا وتايلاند قائمة النقاط الساخنة لأنشطة الحفر بجنوب شرق آسيا.
في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، التي تراوحت بين 100 دولار و120 دولارًا للبرميل في الأشهر الأخيرة؛ لم تشهد سوق منصات الحفر في جنوب شرق آسيا نشاطًا ملحوظًا.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه أنشطة الاستكشاف والإنتاج العالمية والإقليمية، بما في ذلك في جنوب شرق آسيا؛ حيث يجري تقييم المزيد من مشروعات الاستكشاف والتطوير والموافقة عليها.
رغم ذلك، تتجه معدلات الاستخدام في جنوب شرق آسيا للتحسن؛ إذ تنتقل منصات الحفر البُرْجية إلى الشرق الأوسط بعد مناقصة كبيرة من جانب أرامكو السعودية، وفقًا لما نشرته منصة "إنرجي فويس" في 3 يونيو/حزيران الجاري.
ووقّعت شركة "كيبل أوفشور آند مارين" السنغافورية مؤخرًا اتفاقيات تأجير تشمل توريد 4 منصات حفر برجية للشرق الأوسط، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
بوادر انتعاش السوق
قال محلل قطاع الحفارات في شركة ويستوود إنرجي، بالمملكة المتحدة، بول إزكيل: إنه ليست من الصعب معرفة سبب عدم وجود شركات أخرى في جنوب شرق آسيا نظرًا لوجود شروط جذابة معروضة في الشرق الأوسط والالتزامات الفورية.
وأضاف إزكيل أن إندونيسيا، الدولة الوحيدة التي لديها طلبات مستحقة، تسعى إلى استئجار 3 إلى 4 منصات حفر برجية، التي من المرجح أن تكمل عمل وحدات الحفر الموجودة في البلاد.
في المقابل، أثار العقد الأخير الذي أعلنته شركة بور دريلينغ لمنصة الحفر البرجية "ساغا" التي يبلغ ارتفاعها 400 قدمًا (121.92 مترًا)، بعض الدهشة؛ لأنها صفقة مدتها 4 سنوات في جنوب شرق آسيا بسعر يومي يقل عن 105 آلاف دولار بقليل.
وما تزال أسعار العقود الأخرى قصيرة الأجل في فيتنام في حدود 70 ألف دولار و80 ألف دولار.
حتى مقاولي الحفر الوطنيين مثل شركة فيليستو الماليزية وشركة بتروفيتنام لخدمات الحفر والآبار (بي في دريلينغ) يبحثون عن عمل خارج بلادهم.
منصات الحفر البرجية
قال المحلل المقيم في كوالالمبور في شركة الاستشارات ريستاد إنرجي، لين لينغوه، إن الطلب على منصات الحفر البرجية ما يزال عند مستويات مشجعة، في ماليزيا في ظل توقعات بأن يبلغ الاستخدام المتوقع فوق 60%، بدعم من شركة بي تي تي إي بي التايلاندية.
وبعد نجاح الشركة في التنقيب في حقل الغاز لانغ ليبا، العام الماضي، تخطط شركة بي تي تي إي بي المدعومة من الدولة التايلاندية لأكثر من 10 آبار استكشافية قبالة سواحل ولاية ساراواك الماليزية هذا العام.
من جهتها، تظل شركة فيليستو الماليزية لاعبًا مهمًا في سوقها المحلية بعد توقيع عقد شامل مع شركة النفط والغاز الماليزية بتروناس لجميع منصات "ناغا"، التي من المتوقع أن تعزز استخدام المجموعة لمنصات الحفر خلال العامين المقبلين.
وقال محلل قطاع الحفارات في شركة ويستوود إنرجي، بالمملكة المتحدة، بول إزكيل، إن استخدام بتروناس لمنصات الحفر يمثل خطوة إستراتيجية ويحل مسألة الطلب على الحفارات بطريقة ما.
وأفادت شركة فيليستو مؤخرًا بأن 3 من حفاراتها البرجية المتاحة تعمل الآن، بينما تنفذ 3 حفارات أخرى بعض الأعمال وتستعد لتلبية احتياجات العملاء المحتملين للعقود التي تُطرَح في العطاءات.
وأشار إزكيل إلى أن 5 من منصات الحفر ستتوجه إلى العمل لصالح شركة بي تي تي إي بي بدءًا من يوليو/تموز فصاعدًا، وذلك بموجب عدد من العقود طويلة الأجل التي تستمر لمدة 3 سنوات وعقود قصيرة الأجل مدتها 5 أشهر.
وتسعى شركة بي تي تي إي بي جاهدة إلى عكس اتجاه انخفاض إنتاج الغاز المحلي في حقل إيراوان، التي استحوذت عليها مؤخرًا من شركة شيفرون الأميركية.
وتتصدر ماليزيا وتايلاند قائمة النقاط الساخنة لأنشطة الحفر بجنوب شرق آسيا.
وقال إزكيل إن هناك تكهنات بأن شركة مورفي أويل الأميركية لديها حملة طويلة الأمد مخطط لها العام المقبل في فيتنام.
وأصاف أن شركة بور دريلينغ تركت بصمتها في المنطقة وتُعَد حاليًا المقاول البارز مع شركتين في تايلاند تابعتين لشركة بي تي تي إي بيو 3 وحدات في ماليزيا، كما تستعد وحدة حفر رابعة للانتقال إلى منطقة التنمية المشتركة (بين ماليزيا وتايلاند) في يونيو/حزيران.
سوق حفر المياه العميقة
ما تزال سوق التنقيب في المياه العميقة ثابتة نسبيًا؛ إذ لا يوجد سوى 3 من منصات الحفر البحرية نشطة و3 منصات غاطسة في جنوب شرق آسيا، وتم التعاقد من جميع منصات الحفر الغاطسة.
وقال محلل قطاع الحفارات في شركة ويستوود إنرجي، بالمملكة المتحدة، بول إزكيل، إنه تم التعاقد على سفينتي حفر، ومن المتوقع أن تؤمن السفينة الثالثة العمل في الهند بحلول نهاية العام.
وتوجد منصة (هاكوريو-5) التابعة لشركة "جابان دريلينغ" شبه الغاطسة موجودة في اليابان وستعود في أغسطس/آب لإبرام عقد خارج ماليزيا.
علاوة على ذلك، بدأت إندونيسيا للتو عمليات حفر في المياه العميقة في بحر أندامان باستخدام سفينة الحفر كابيلا، وتوجد عمليات مرتقبة في المياه العميقة في ماليزيا في عامي 2022 و2023.
وتعاقدت شركة النفط والغاز الماليزية بتروناس لحفر 4 آبار استكشافية في سواحل ساراواك مع منصة (هاكوريو-5)، وأفادت الشركة بأن العقد يشمل الآبار الـ4 الاستكشافية، بالإضافة إلى خيار حفر 6 آبار أخرى.
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع أسعار مكونات الطاقة الشمسية قد يعرقل خطط أوروبا (تقرير)
- واردات أوروبا من النفط الروسي بعد قرار الحظر (رسوم بيانية)