قبيل قمة المناخ كوب 27.. اتهام مجموعة الـ20 بالفشل في تعهداتها المناخية
الحد من الانبعاثات وضبط مستويات الاحترار لم يشهدا خطوات جادة
هبة مصطفى
أشهر قليلة تفصلنا عن انطلاق قمة المناخ كوب 27، المقرر انعقادها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بمدينة شرم الشيخ المصرية، وما تزال الالتزامات المناخية التي تعهدت بها الدول خلال العام الماضي غير مترجمة إلى خطط على أرض الواقع.
ورصد تقرير صادر عن مؤسسة بحثية مستقلة أن مجموعة دول الـ20 التي تضم كبرى الاقتصادات العالمية لم تنجح حتى الآن في الالتزام بالتعهدات السابقة، أو طرح تعهدات جديدة، من شأنها خفض الانبعاثات.
وركّز التقرير بصورة خاصة على ضرورة التزام الهند بتعهداتها المسبقة، حتى تتمكن من الوفاء بالالتزامات التي طرحها رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، خلال مشاركته بقمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26 العام الماضي.
فشل مناخي
اتّهم تقرير صادر عن معهد الموارد العالمية الذي يعدّ مؤسسة فكرية مستقلة معنية بأبحاث المناخ (إي 3 جي) وإدارة معلومات الطاقة والمناخ، مجموعة الـ20 التي تضم كبرى الاقتصادات العالمية -ومن ضمنها الهند- بالفشل في الالتزام بتعهداتها المناخية.
وأكد أن تلك الدول لم تطرح -أيضًا- تعهدات جديدة من شأنها خفض الانبعاثات للحفاظ على مستويات الاحترار العالمي عند 1.5 درجة، رغم أنه لم يتبقَّ على انعقاد قمة المناخ كوب 27 سوى 6 أشهر، وفق ما نشرته صحيفة إنديا تايمز من ذي إيكونوميك تايمز.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصادات الكبرى يقع على عاتقها مسؤولية كبرى ودور رئيس للحفاظ على الوجهة الصحيحة لتحقيق الأهداف المناخية وضبط مستويات الاحترار العالمي؛ إذ إن تلك الدول تسهم بما يقرب من 75% من الانبعاثات العالمية.
وإلى جانب أداء دول مجموعة الـ20، فتح التقرير النار على الأداء المناخي لمصر التي يُخطط لاستضافتها قمة المناخ كوب 27 على أراضيها، والإمارات التي يعتزم ترؤّسها قمة المناخ كوب 28 العام المقبل، لا سيما أن كلا البلدين لم يطرحا بعد أيّ تعهدات أو التزامات جديدة في هذا الشأن، رغم أن المدة المتبقية على الانعقاد لا تتجاوز الأشهر الـ6.
- وزيرة البيئة المصرية: أجندة كوب 27 ستكون متكاملة لمكافحة تغير المناخ
- بعد تعهدها في كوب 26.. هل أهداف الهند المناخية واقعية أم مراوغة جديدة؟
الهند وقمة المناخ كوب 27
لفت التقرير إلى أن الهند -بصورة خاصة- لم تطرح خطط عمل جديدة، أو تُجري أيّ تحديثات على خططها المسبقة بشأن خفض الانبعاثات، رغم اقتراب موعد انطلاق قمة المناخ كوب 27، حسبما ورد بتقرير معهد الموارد العالمية تحت عنوان "أهمية سدّ فجوة مجموعة الـ20 للحفاظ على درجات الحرارة في مستوى 1.5 درجة".
وتطرّق إلى أن نيودلهي سبق أن طرحت التزامات قوية خلال قمة المناخ كوب 26، تضمنت الحصول على نصف حصتها من الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2070.
وأكد مُعدّو التقرير أن الهند يتعين عليها طرح أهداف وطموحات مناخية محدَّدة تستهدف تحقيقها حتى عام 2030، بالتوازي مع إعلان حصص الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.
وأضافوا أنه منذ انتهاء قمة المناخ كوب 26 العام الماضي، مضى على تعهدات مودي بنشر الكهرباء النظيفة بصورة أكبر وخفض الانبعاثات ما يقارب الأشهر الـ6، وبقيت أمام الهند المدة ذاتها لاتخاذ خطوت مناخية جادة قبل انعقاد أعمال قمة المناخ كوب 27 في مصر، وطرح التقرير تساؤلًا عن مدى التزام نيودلهي تلك التعهدات.
تعهدات طموحة.. ومعوقات التمويل
رغم عدم حسم دول مجموعة الـ20 والهند خطوات كبرى في الالتزامات السابقة، أو طرح تعهدات مناخية جديدة، فإن باحثين ومهتمين بشؤون المناخ أبدوا تفاؤلهم من إمكان تحقيق إنجازات ملموسة في هذا المضمار قبل قمة المناخ كوب 27.
ورأى المستشار السياسي لدبلوماسية المناخ في "إي 3 جي"، توم إيفانز، أن تركيز الهند على التوسع بمصادر الطاقة المتجددة وخفض الاعتماد على الفحم يعزز امتلاكها نظامًا كهربائيًا متنوعًا يتّسم بالمرونة والأمان، ويتلافى الملوثات.
واتفق معه الخبير الدولي بإدارة معلومات الطاقة والمناخ، غاريث ريموند كينغ، مشيرًا إلى أن الهند تتصدّر الصفوف الأمامية للدول صاحبة التأثير المناخي، وتُسهم بنحو 7% من الانبعاثات العالمية سنويًا.
وأوضح أن حقيقة الوضع المناخي داخل الهند لم تمنعها من طرح تعهدات طموحة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، غير أن الدولة الواقعة جنوب آسيا تحتاج لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ تلك التعهدات.
وقال، إن هناك مهلة حتى انقعاد قمة المناخ كوب 27 بمصر عقب 6 أشهر، قد تُتيح للهند تنفيذ تعهداتها وطرح التزامات مناخية أخرى جادة فيما يتعلق بعام 2030، عبر دعمها ماليًا من قبل المملكة المتحدة وألمانيا وغيرهم من الدول المانحة.
وشدد على أن قدرة الهند في اتخاذ خطوات مناخية جادّة من شأنها تعزيز رئاستها مجموعة الدول الـ20 عام 2023 المقبل.
اقرأ أيضًا..
- جدول توزيع أرباح أرامكو 2022.. التواريخ كاملة
- آسيا تستعيد زخم واردات الغاز المسال بعد سيطرة أوروبا (تقرير)
- جدول توزيع أرباح أرامكو 2022.. التواريخ كاملة