جنوب أفريقيا تحتاج إلى 250 مليار دولار لتحول الطاقة
من بينها 125 مليار دولار لمشروعات الرياح والطاقة الشمسية
أمل نبيل
تعتزم جنوب أفريقيا إغلاق ثلثي محطات الفحم العاملة في البلاد بحلول عام 2030، قبل أن تتخلّص منها كليًا في عام 2040، وهو الأمر الذي يتطلّب ضخ استثمارات مليارية في واحدة من أكبر اقتصادات القارة السمراء.
وتعتمد الدولة على محطات توليد الفحم في إمدادها بأكثر من 70% من احتياجاتها من الكهرباء.
ويتطلب انتقال اقتصاد جنوب أفريقيا -الذي يهيمن عليه الفحم- إلى أسس أكثر اخضرارًا، 250 مليار دولار على الأقل خلال العقود الـ3 المقبلة، وفقًا لتقرير حديث صادر على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم الخميس 26 مايو/أيار.
مشروعات الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا
تحتاج جنوب أفريقيا ما يقرب من نصف إجمالي هذه الاستثمارات، أي ما يعادل 125 مليار دولار، لتكثيف مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتقليص الاعتماد على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم.
وتعاني الدولة الأفريقية أزمة انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، وتحتاج إلى إضافة ما يصل لنحو 6 آلاف ميغاواط من الطاقة، لتحقيق الاستقرار في الإمداد وإنهاء عجز الكهرباء، وفقًا لبيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأُنتج التقرير من قبل أكاديميين بجامعة ستيلينبوش في جنوب أفريقيا، بالاشتراك مع وحدة العمل المالية المختلطة، وهي هيئة أُنشئت في عام 2017، للمساعدة في القضاء على الفقر بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وتحتل جنوب أفريقيا المرتبة الـ12 في قائمة أكثر الدول المصدرة للغازات المسببة للاحتباس الحراري بالعالم، والأكبر في أفريقيا.
وتتطلع البلاد إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 42% بحلول عام 2025.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، وافقت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على تقديم حزمة بقيمة 8.5 مليار دولار، لمساعدة جنوب أفريقيا على تسريع انتقالها من الفحم، على الرغم من أن التفاصيل والجداول الزمنية لا تزال قيد المناقشة، بحسب رويترز.
وقال مؤلفو التقرير: "سيتطلب الأمر إنفاق 250 مليار دولار خلال الثلاثين عامًا المقبلة، لتحول جنوب أفريقيا إلى نظام منخفض الكربون، وأكثر إنصافًا، في ظل سيناريو طموح لخفض الانبعاثات بإغلاق محطات الفحم العاملة في البلاد بحلول عام 2040".
ويُسهم الفحم بنسبة 44% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، وعندما يُحرق الفحم لتوليد الحرارة أو الكهرباء، تعادل كثافته 2.2 كثافة الغاز الطبيعي.
محطات الفحم في جنوب أفريقيا
إلى جانب بناء مشروعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية، ستُوجه هذه التمويلات إلى محطات الغاز ومرونة الطاقة، وخطوط نقل جديدة، بالإضافة إلى ضمان إعادة تأهيل الآلاف من عمال الفحم، الذين تتعرض وظائفهم للخطر.
وتُعد جنوب أفريقيا سابع أكبر منتج للفحم في العالم، لذلك يعمل عدد كبير من الشعب في وظائف تتعلق بصناعة الفحم.
وقال التقرير: "إن التوفيق بين النوع الصحيح من رأس المال والاستثمارات والتكاليف المناسبة، أمر أساسي لتحقيق أهداف التحول العادل للطاقة في جنوب أفريقيا".
وأضاف، أن تعريف "التحول العادل"يجب أن يمتد إلى ما هو أبعد من العمال لمواجهة تحديات المجتمعات في المناطق التي تعتمد على الفحم.
ويحتاج تمويل المباني الخضراء في جنوب أفريقيا إلى 7 مليارات دولار بحلول عام 2030، وتقدم مؤسسة التمويل الدولية 38 مليون دولار (600 مليون راند جنوب أفريقي) إلى شركة التمويل الرائدة بيزنس بارتنرز في جنوب أفريقيا لتمويل المباني الخضراء.
موضوعات متعلقة..
- الغاز الطبيعي.. استثمار مكلف لتوليد الكهرباء في جنوب أفريقيا
- الطاقة النووية في جنوب أفريقيا تشهد تطورات جديدة
- ساسول تتخلى عن مشروع خط أنابيب غاز بين جنوب أفريقيا وموزمبيق
اقرأ أيضًا..
- أرامكو وريبسول تتصدران العالم في إنتاج الوقود الاصطناعي المستدام
- العراق يبحث مع توتال وبي بي خطط زيادة إنتاج النفط واستغلال الغاز المصاحب
- تقرير رسمي: صادرات الغاز المسال الجزائري تتراجع 25% في 3 أشهر