سوق حرق الأمونيا في محطات الفحم قد تصل لـ100 مليار دولار
بحلول عام 2050
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
في ظل صعوبة التخلّص السريع من محطات الطاقة الحرارية، يمكن أن يساعد حرق الأمونيا ضمن منشآت توليد الكهرباء العاملة بالفحم في توفير مصدر مرن للإمدادات، إلى جانب الإسهام في خفض انبعاثات الكربون.
وتتوقع شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير صادر حديثًا، أن الحرق المشترك للأمونيا بنسبة تبلغ 10% فقط في محطات توليد الكهرباء بالفحم، سيرفع الطلب على الأمونيا بنحو 50% إلى 200 مليون طن بحلول منتصف القرن.
وفضلًا عن أن الحرق المشترك للأمونيا مع الفحم سيُترجم إلى سوق قيمتها 100 مليار دولار بحلول 2050، فإنه سيؤدي إلى انخفاض انبعاثات الكربون بنحو 10%.
حرق الأمونيا في محطات الطاقة الحرارية
تعدّ الطاقة الحرارية أكبر مصدر للكهرباء والتدفئة عالميًا، ففي عام 2021، كانت حصة توليد الكهرباء من هذا المصدر 70% في آسيا والمحيط الهادئ، و50% في كل من أوروبا والأميركتين.
ومع تزايد الطلب على الكهرباء والتركيز على إزالة الكربون، هناك حاجة ملحّة لاستبدال محطات الطاقة الحرارية بمصادر الطاقة المتجددة وتخزين البطاريات، أو الاقتران بتقنيات جديدة مثل التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه؛ للحدّ من الانبعاثات.
وأمام ذلك، فإن الاستبدال السريع لمحطات الطاقة الحرارية سيكون مكلفًا، لأنها لا تزال تتمتع بسنوات عديدة من العمر الإنتاجي في العديد من الدول، لكن يظهر حرق الأمونيا أو الهيدروجين منخفض الكربون في هذه المحطات بصفته اقتراحًا جذابًا، حتى لو كانت التكاليف أعلى.
ويرى نائب رئيس أبحاث السلع في وود ماكنزي، براكاش شارما، أن حرق الأمونيا والهيدروجين منخفض الكربون في محطات الطاقة الحرارية سيكون أداة إضافية لإزالة الكربون من قطاع توليد الكهرباء.
وأكد شارما أن هذه الإستراتيجية تسمح بتحسين محطات الكهرباء، مع الحفاظ على مرونة الشبكة وخفض كثافة الكربون في توليد الكهرباء من جهة أخرى.
ماذا عن التكاليف؟
رغم توقعات تراجع تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر، فإن سلسلة قيمة الهيدروجين لا تزال تواجه تحديات فيما يتعلق بالمعالجة والتخزين والشحن وإعادة التحويل، حتى يتسنى نقل هذا المصدر منخفض الكربون، بحسب التقرير.
لذلك، يجب أن يكون الهيدروجين منافسًا عند نقطة التسليم أو الاستخدام النهائي، وليس في نقطة الإنتاج.
وتأخذ اليابان زمام المبادرة لحرق الأمونيا في كل من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم والغاز، إذ استقبلت الدولة أول شحنة من الأمونيا الزرقاء في العالم من قبل أرامكو السعودية عام 2020.
وبحسب تقديرات وود ماكنزي، فإن متوسط تكلفة تسليم الأمونيا منخفضة الكربون إلى اليابان من المتوقع أن تنخفض بنسبة 60% من 1250 دولارًا للطن حاليًا إلى أقلّ من 500 دولار بحلول عام 2050.
وأظهرت الاختبارات الأولية في اليابان نتائج مشجعة، ليكون من المقرر أن تبدأ العمليات التجارية عام 2025، ما دفع كوريا الجنوبية مؤخرًا لتخطط لاستغلال حرق الأمونيا والهيدروجين في محطات الطاقة الحرارية.
وعلى الرغم من أن الحرق المشترك للأمونيا غير قادر حاليًا على المنافسة، حتى مع وجود سعر للكربون، فإن احتمال انخفاض التكاليف جنبًا إلى جنب مع السياسات الداعمة ستخفض التكلفة المستوية للكهرباء -القيمة الحالية الصافية لتكلفة وحدة الكهرباء على مدى عمر المنشأة- إلى 90 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة بحلول عام 2050.
موضوعات متعلقة..
- تجارة الهيدروجين.. السعودية تسعى لتكون لاعبًا رئيسًا عبر الأمونيا الزرقاء
- الأمونيا.. وقود المستقبل لإزالة الكربون من قطاع النقل (تقرير)
اقرا أيضًا..
- وظائف النفط والغاز في أميركا قد تصل لمستويات ما قبل الوباء بحلول 2027 (تقرير)
- أسعار النفط والغاز تنعش خزائن سلطنة عمان بالربع الأول من 2022 (إنفوغرافيك)