أزمة الفحم في باكستان تُقلص الواردات وتضر الصناعات
مع ارتفاع أسعار الفحم من جنوب أفريقيا وانقطاع الكهرباء
مي مجدي
تواجه باكستان منذ مطلع العام الجاري العديد من الأزمات، في مقدّمتها أزمة الفحم التي أدت إلى نقص الإمدادات وانقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من البلاد.
ولمواجهة الأزمة، لجأت إسلام أباد لزيادة الواردات من جنوب أفريقيا، لكن أسعار الفحم المرتفعة دفعتها للبحث عن بدائل مثل أفغانستان وطاجيكستان.
ومع استمرار ارتفاع أسعار الفحم المستورد وتراجع الإنتاج المحلي، بدأ العديد من القطاعات في باكستان، مثل مصانع الأسمنت والصلب، العمل بقدرات محدودة، في حين يضطر بعضهم إلى غلق المصانع مؤقتًا.
إلى جانب ذلك، تعمل محطات الكهرباء بقدرات محدودة؛ بسبب نقص إمدادات الفحم وارتفاع الأسعار في جميع الأسواق البديلة.
أزمة الفحم في باكستان
لم تستطع باكستان، التي تستورد قرابة 70% من الفحم الحراري من جنوب أفريقيا، الاستيراد خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ ظلت الأسعار عند مستويات قياسية.
وتفاقمت أزمة الفحم مع تزايد المطالب الأوروبية لحظر الإمدادات الروسية عقب غزو موسكو لأوكرانيا.
واتجهت قطاعات الأسمنت وغيرها لغلق مصانعها أغلب الأيام، بسبب ارتفاع أسعار الفحم في جنوب أفريقيا، وعدم توفر بدائل بالجودة نفسها، بينما تعمل محطات الكهرباء بقدرات أقلّ من 60%، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال الشهر الماضي، أفادت إس آند بي غلوبال بلاتس أن مشتري الفحم الحراري في باكستان يبحثون عن بديل في أفغانستان، مع استمرار ارتفاع أسعار الوقود منذ مطلع العام الجاري، وارتفاع الطلب المحلي عن المعتاد؛ بسبب أزمة الكهرباء.
كما إن العديد من المناطق تواجه نقصًا حادًا في الكهرباء، ومن المرجح أن تواجه المزيد من البقاع المصير نفسه.
وربما تعاود البلاد الاستيراد من جنوب أفريقيا إذا انخفضت الأسعار عند 250 دولارًا/طن متري، على الأقلّ.
الأسعار تضر شهية الاستيراد
وفقًا لبيانات إس آند بي غلوبال بلاتس، ارتفع سعر الفحم الحراري من جنوب أفريقيا البالغ 5 آلاف و500 كيلو كالوري/كيلوغرام من 107.45 دولارًا للطن المتري فوب (على أساس التسليم على ظهر السفينة) في 4 يناير/كانون الثاني، إلى 289.45 دولارًا للطن المتري فوب في 20 مايو/أيار.
وبلغت التكلفة والشحن للفحم الحراري البالغ 5750 كيلوغرام/ كيلو كالوري أعلى مستوياتها في 2 مارس/آذار عند 457.95 دولارًا للطن المتري، بزيادة 127.95 دولارًا.
وقيّمت بيانات إس آند بي غلوبال بلاتس التكلفة والشحن للفحم الحراري البالغ 5750 كيلوغرام/ كيلو كالوري في 23 مايو/أيار عند 382.50 دولارًا للطن المتري.
ووفقًا لهذ التقييمات، بلغ سعر الشحن من خليج ريتشاردز بجنوب أفريقيا إلى ميناء قاسم بباكستان 37.50 دولارًا/طن متري، بزيادة 70 سنتًا.
وأشار تاجر أميركي إلى أن الحكومة الجديدة، بدأت -فور استقرارها- بالتشجيع على العودة إلى الأسواق وإعادة عمليات توليد الكهرباء إلى طبيعتها.
وقال: "لا يمكن للبلاد تحمّل تكلفة الفحم عالي الجودة من جنوب أفريقيا، لكنها ستشتري المنتجات منخفضة الجودة من جنوب أفريقيا وإندونيسيا، والفحم الروسي الرخيص".
في حين انخفض الطلب على الكنلكر والأسمنت من سريلانكا، وهي سوق رئيسة لباكستان، ويرجع ذلك إلى استمرار الأزمة الاقتصادية في البلاد، والتخلف عن السداد، وهذا بدوره أدى إلى انخفاض الطلب عمومًا، إلى جانب تباطؤ أعمال البناء.
في الوقت نفسه، لم يحصل العديد من منتجي الكهرباء الصينين في باكستان على مستحقاتهم، ومن ثم، يعملون بقدرات محدودة، وهددوا بإغلاق محطاتهم، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع.
البحث عن بديل
مع استمرار أزمة الفحم الفي البلاد، بدأت باكستان تبحث عن بديل للفحم من جنوب أفريقيا؛ نظرًا لارتفاع أسعاره.
واتجهت أنظار البلاد إلى أفغانستان وطاجيكستان وموزمبيق لتوفير إمدادات بأسعار معقولة، إذ تقلصت الواردات من جنوب أفريقيا منذ أواخر العام الماضي؛ بسبب الاضطرابات في البلاد ومشكلات النقل.
وأظهرت أحدث البيانات من إحصاءات التجارة العالمية أن جنوب أفريقيا زوّدت باكستان بنحو 839 ألف و322 طنًا متريًا في ديسمبر/كانون الأول 2021، وفق مصادر منصة الطاقة المتخصصة.
وبلغت الواردات من إندونيسيا 104 ألف و858 طنًا متريًا في ديسمبر/كانون الأول 2021، في حين تقلص العرض من أستراليا إلى 377 طنًا متريًا فقط، انخفاضًا من 113 ألف و552 طنًا متريًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
اقرأ أيضًا..
- هل ينتشل غاز موريتانيا أوروبا من براثن أزمة الطاقة؟
- أزمة الوقود في أوغندا تطغى على الاحتفالات برئاسة موسيفيني
- الرياح البحرية والغاز في أميركا يتأثران بخطط الطاقة الأوروبية (تقرير)