في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا إلى حظر واردات النفط الروسي، تفتح الصين أبوابها على مصراعيها لاستقبال الخام من موسكو، لتجديد المخزون الإستراتيجي للدولة القابعة في شرق آسيا.
وتجري بكين محادثات مع موسكو لشراء النفط الروسي الرخيص، لدعم احتياطياتها الإستراتيجية من الخام الأسود.
ورغم صعود أسعار النفط هذا العام، بعد غزو روسيا لأوكرانيا، تراجعت أسعار نفط موسكو مع هروب المشترين خوفًا من الإضرار بسمعتهم أو التعرّض لعقوبات مالية.
وأتاح نزوح المستثمرين عن النفط الروسي الفرصة إلى الصين لتجديد احتياطياتها الإستراتيجية الهائلة بثمن بخس.
ويستخدم احتياطي النفط الإستراتيجي عادة في أوقات الطوارئ أو الاضطرابات المفاجئة.
المباحثات الصينية لاستيراد النفط الروسي
تجري المناقشات بين الصين وروسيا على مستوى حكومي، مع حضور طفيف لشركات النفط، وفقًا لتصريحات مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ اليوم الخميس 19 مايو/أيار.
ووفقًا للتقرير الذي نقله موقع ياهو، لم يُحدد حجم النفط الخام المتوقع تصديره من موسكو إلى بكين، كما لا توجد أي ضمانات لإبرام الصفقة.
وتقلّص الطلب الغربي على الخام الروسي، بعد موجة من العقوبات على موسكو، في أعقاب قرار الكرملين غزو أوكرانيا، وفي الوقت ذاته، استمر تدفق النفط الروسي إلى الصين والهند، اللتين تمكنتا من شرائه بأسعار أرخص نسبيًا.
وتشير تقارير إلى أن الهند والصين تطلبان من روسيا تصدير النفط إليها بسعر أقلّ من 70 دولارًا للبرميل.
ويخطط الاتحاد الأوروبي لحظر جميع الواردات الروسية من النفط الخام والمنتجات المكررة بحلول نهاية هذا العام، في حين حظرت الولايات المتحدة الشحنات في أوائل مارس/آذار الماضي.
وتُعد الصين أكبر مستورد للخام في العالم، وأكبر مشترٍ للنفط الروسي، وفي عام 2021، استوردت بكين ما يقرب من 1.6 مليون برميل من الخام الروسي، وفقًا لبيانات الحكومة الصينية.
وانتعشت واردات مصافي التكرير المستقلة في الصين من النفط الروسي بنسبة 35.7% على أساس سنوي، لتصل إلى مليوني طن متري في أبريل/نيسان.
احتياطي النفط الإستراتيجي في الصين
تسعى الصين إلى تأمين احتياطياتها الإستراتيجية من النفط الخام، على الرغم من انخفاض الطلب على الخام الأسود، بسبب عمليات الإغلاق في معظم المقاطعات لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وتراجع الطلب على النفط في الصين بنسبة 6.7% على أساس سنوي، إذ أدّت عمليات الإغلاق الصارمة إلى فرض قيود على الحركة.
وقالت كبير محللي النفط في شركة كبلر للبيانات والتحليلات: "تمتلك الصين فرصة جيدة لتجديد مخزوناتها الإستراتيجية، إذا استطاعت الحصول على النفط الروسي بأسعار جاذبة تجاريًا".
وتشير التوقعات إلى أن الصين لديها القدرة على تخزين أكثر من مليار برميل من المخزونات الإستراتيجية والتجارية.
وتُقدّر كبلر إجمالي المخزونات عند 926.1 مليون برميل، ارتفاعًا من 869 مليون برميل في منتصف مارس/آذار، لكنه لا يزال أقل بنسبة 6% من الرقم القياسي المسجل في سبتمبر/أيلول 2020.
وبالنسبة إلى الدول الآسيوية، يُعد النفط الروسي فرصة جيدة للغاية لا يمكن تفويتها، وهو السبب الرئيس وراء استمرار الصين في تسلّم الشحنات القادمة من إيران وفنزويلا.
وفي محاولة لكبح جماح أسعار النفط، باعت الصين جزءًا من احتياطياتها الإستراتيجية العام الماضي، وهو ما أسهم في نفاد المخزونات وزاد من احتمالية أن الصين ستحتاج إلى إعادة التخزين بأسعار أعلى.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط الروسي يرتفع 1.7% في النصف الأول من مايو
- تقرير روسي يتوقع تراجع إنتاج النفط والغاز لأقل من مستويات 2021
- حظر النفط الروسي.. تداعيات الخطة الأوروبية على الأسواق والأسعار (مقال)
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة قد تشهد أكبر زيادة بين جميع مصادر توليد الكهرباء في أميركا
- استثمارات الطاقة في أسهم غير مستقرة محفوف بالمخاطر (مقال)
- أسعار البنزين في واشنطن تشتعل.. والمحطات خاوية