العراق لا يمكنه سداد مستحقات الغاز الإيراني قبل نهاية 2022 (خاص)
وطهران تمهل بغداد شهرًا واحدًا فقط
أحمد بدر - عبدالرحمن صلاح
صعّدت إيران موقفها من ديون العراق، مطالبةً بسداد ثمن ما اشترته بغداد من الغاز الإيراني خلال شهر واحد، وهو الأمر الذي عدّه مسؤولون عراقيون صعبَ التحقق، ويُنذر بحدوث أزمة على المدى القريب.
وقال المدير العامّ لشركة الغاز الإيرانية، مجيد جكيني، إن العراق يدين لطهران بمبلغ 1.6 مليار دولار، مقابل ما استورده من غاز طبيعي من إيران، مطالبًا بضرورة سداد هذا الدين في مدة أقصاها شهر واحد، وفق ما نقلت عنه وكالة "إيرنا" الإيرانية.
وأوضح جكيني، في تصريح اليوم الثلاثاء 17 مايو/أيار، أنه وفقًا للاتفاق الموقّع بين طهران وبغداد، ينبغي على العراق دفع 1.6 مليار دولار مقابل الغاز الإيراني الذي حصلت عليه، وذلك قبل استيراد أيّ كميات أخرى من إيران، وهو ما ردّت عليه مصادر بأن السداد سيكون صعبًا قبل نهاية العام الجاري.
تعليق عراقي
قالت مصادر عراقية، في تصريحات خاصة إلى "الطاقة"، إن بغداد لن تتمكن من سداد مبلغ 1.6 مليار دولار أميركي مقابل الغاز الإيراني، قبل نهاية العام الحالي 2022، موضحةً أنه في أحسن الظروف، يمكن سداد 50% من هذا المبلغ خلال شهر أو شهرين.
وأوضحت المصادر أن الزيارة الأخيرة التي أجراها الوفد العراقي إلى طهران كانت إيجابية للغاية، لكن وزارة الكهرباء العراقية فوجئت بتصريحات المدير العامّ لشركة الغاز الوطنية الايرانية، المعلنة اليوم.
ولفتت المصادر إلى هناك اتصالات تكاد لا تتوقف بين البلدين، خاصة مع حرص بغداد الدائم على استمرار العلاقات الثنائية مع جارتها الأقرب إيران، وخاصة بالنسبة لتوريد الغاز الإيراني.
يُشار إلى أن "الطاقة" طلبت تعليقًا من المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى، لكنه لم يردّ.
إمدادات الغاز الإيراني
رغم مطالبته بالدفع العاجل، فإن المدير العامّ لشركة الغاز الإيرانية، مجيد جكيني، قال، إن بلاده ملتزمة بتوريد الغاز إلى العراق، وفقًا للكميات المحددة في الاتفاق الثنائي بين البلدين.
ولفت إلى أنه نظرًا لظروف العراق الحالية وحاجته إلى استيراد مزيد من الغاز الايراني، فقد اتفق البلَدان على مواصلة زيادة حجم صادرات الغاز الإيراني لبغداد، على أن تسدّد الدين المستحق خلال شهر واحد.
كان وزير الكهرباء العراقي بالوكالة، عادل كريم، قد زار طهران في مطلع شهر مايو/أيار الجاري، لبحث مواصلة ضخّ الغاز بالمعدلات المتفق عليها مع جدولة الديون.
وبعدها بنحو أسبوع، أعلن متحدث وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، انفراجة في مفاوضات الغاز الإيراني، سترفع الكميات من 8 إلى 30 مليون متر مكعب يوميًا، والاتفاق على دفع المستحقات خلال 3 أعوام.
وتسعى بغداد إلى حلّ أزمة الكهرباء التي تتزايد مؤخرًا، ومن المتوقع أن تصل ذروتها في فصل الصيف المقبل، بالإضافة إلى البحث عن مصادر لتأمين الوقود المطلوب لتشغيل محطات توليد الكهرباء، التي يعمل معظمها بالغاز القادم من إيران.
اقرأ أيضًا..
- الروبل مقابل الغاز الروسي.. شركات أوروبية تلوح بـ"التحكيم الدولي" (تقرير)
- السيطرة على النفط العراقي.. حلم صيني تحبطه بغداد (تقرير)
- احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي عند أدنى مستوياته منذ 35 عامًا
- أغلى الدول وأرخصها في أسعار البنزين عالميًا.. ليبيا والجزائر في الصدارة
