احتجاز الكربون وتخزينه.. آفاق ضبابية في جنوب شرق آسيا (تقرير)

رغم الاهتمام المتزايد التي تشهده تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في منطقة جنوب شرق آسيا، فإن الآفاق المستقبلية تظل غير مؤكدة، وسط غياب العوامل الداعمة، خاصة في توليد الكهرباء.

وبحسب تقرير حديث صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، يظل اعتماد التقاط الكربون وتخزينه على نطاق واسع في جنوب شرق آسيا أمرًا غير مرجح في المستقبل القريب، مع عدم توافر التمويل الحكومي ومحركات السوق، وقلة حدود انبعاثات الكربون.

ويقول المحلل لدى معهد اقتصاديات الطاقة، بوترا أديغونا، إن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه لا يمكن اعتمادها داخل جنوب شرق آسيا، إلّا في بيئة أسعار الكربون المرتفعة مع تنظيم صارم للانبعاثات، لكن لا يوجد تسعير للكربون في المنطقة باستثناء سنغافورة.

استخدامات التقاط الكربون

هناك 3 استخدامات لاحتجاز الكربون وتخزينه، والتي تهيمن حاليًا على المناقشات في جنوب شرق آسيا: معالجة الغاز والصناعات القائمة على هذه التقنية لصادرات الهيدروجين والأمونيا، فضلًا عن الاستخدام المستقبلي المحتمل في قطاع الكهرباء.

وتبلغ القدرة العالمية الحالية لالتقاط الكربون وتخزينه 40 مليون طن سنويًا، منها 70% تُستخدم في قطاع إنتاج النفط والغاز.

وفي جنوب شرق آسيا، تُستَخدَم 75% من مشروعات احتجاز وتخزين الكربون في معالجة الغاز خلال إنتاجه.

وبصفة عامة، يُستخدم أكثر من 60% من السعة الحالية لاحتجاز الكربون عالميًا لمعالجة الغاز، وليس في توليد الكهرباء.

احتجاز الكربون في قطاع الكهرباء

بصفة عامة، تتراوح تكاليف احتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه على نطاق واسع بين أقلّ من 50 دولارًا وأكثر من 100 دولار للطن.

وعند الحديث عن استخدام احتجاز الكربون وتخزينه في محطات الكهرباء، يرى أديغونا أن التكلفة لا تزال تمثّل عائقًا، مشيرًا إلى عدم صحة الادّعاءات بشأن الانخفاض المستمر في التكاليف.

وبحسب التقرير، فإن تكلفة استخدام تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في محطة توليد الكهرباء بالفحم بقدرة 240 ميغاواط بلغت مليار دولار في عام 2017.

وبرهن المحلل على صحة كلامه بإغلاق المشروع الوحيد لالتقاط الكربون وتخزينه في محطة لتوليد الكهرباء في الولايات المتحدة عام 2021، لأسباب اقتصادية، بعد 3 سنوات فقط من التشغيل.

تحديات التكلفة

أنفقت حكومة الولايات المتحدة ما لا يقلّ عن 1.1 مليار دولار، لدعم احتجاز الكربون وتخزينه في الكهرباء والصناعة، لكن لا يوجد أيّ من المشروعات الخاصة بتوليد الكهرباء في حيز التشغيل حتى الآن، كما أنفق الاتحاد الأوروبي 424 مليون يورو (245 مليون دولار)، لكنه لم يحقق التقدم المرغوب.

وأمام ذلك، من غير المرجح أن تتحمل معظم حكومات جنوب شرق آسيا مثل هذا الدور البارز لدعم تطورات التقاط الكربون وتخزينه.

وحتى الدول المحتمل أن تكون رائدة في احتجاز الكربون وتخزينه، وهي الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ما يزال أمامها الكثير للّحاق بالركب.

ويرى أديغونا ضرورة إجراء تقييم دقيق للتكلفة الكاملة لاحتجاز الكربون وتخزينه على مدار دورة حياة المشروع.

وهذا يساعد في تقييم جدوى استخدام هذه التقنية، خاصة في الأسواق الحساسة من حيث التكلفة، كما يجب استخدامها في القطاعات التي يصعب خفض الانبعاثات منها، مع مراعاة اعتماد خيارات أخرى منخفضة التكلفة من مصادر الطاقة المتجددة، بحسب التقرير.

موضوعات متعلقة..

• احتجاز الكربون وتخزينه.. كيف تُحفّز الحكومات استثمارات الشركات؟
• الإنفاق على خدمات احتجاز الكربون وتخزينه قد يتجاوز 50 مليار دولار

اقرأ أيضًا..

• كالكاسيو باس.. سابع محطة للغاز المسال في أميركا تبدأ الإنتاج (تقرير)
• مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا تواجه شبح الإلغاء