ارتفاع أسعار الوقود ونقص إمداداته يهددان قطاع الطيران في نيجيريا
هبة مصطفى
ما زالت تداعيات ارتفاع أسعار الوقود ونقص الإمدادات تلقي بظلالها على القطاعات المختلفة في نيجيريا، وكان أحدثها تحويل رحلات قطاع الطيران إلى رحلات برية.
وأعلن اتحاد مُشغّلي الخطوط الجوية في نيجيريا توقُّف رحلاتهم، دون تحديد موعد لاستئنافها، بينما رجّحت شركة إيبوم آيرلاينز مواصلة نشاطها لالتزامها تجاه العملاء.
وانعكس الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي على أسواق الطاقة، مسببًا حالة من الاضطراب إثر نقص المشتقات النفطية، مثل وقود الطائرات والديزل، بجانب خفض الصين حصة منتجاتها النفطية المخصصة للتصدير.
أسعار الوقود.. وقطاع الطيران
تستعد نيجيريا، بدءًا من غدٍ الإثنين 9 مايو/أيار، لتصبح أولى الدول التي تقوم برحلات أرضية، نظرًا لعدم تحقيق الرحلات مكاسب عقب ارتفاع أسعار وقود الطائرات، وفق وكالة بلومبرغ.
وفسّرت 23 شركة طيران موقفها عقب إعلان وقف الرحلات الجوية بأنها كانت تقدّم الدعم لتلك الرحلات، خلال الأشهر الـ4 الماضية، وبعد ارتفاع أسعار الوقود وتسجيل وقود الطائرات ارتفاعًا يقارب 3 أمثال سعره المسبق إلى 700 نايرا (1.68 دولارًا أميركيا للّتر) لم تتمكن الشركات من مواصلة تحمّل التكلفة.
(نايرا نيجيرية = 0.0024 دولارًا أميركي)
ويثير ارتفاع أسعار الوقود القلق من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، بحساب كون وقود الطائرات يمثّل حصة كبيرة من تكاليف المدخلات وأيّة تغييرات تطرأ على النفقات قد تدفع تجاه ارتفاع أسعار التذاكر وتعطّل الرحلات.
وأكد اتحاد مُشغّلي الخطوط الجوية في نيجيريا أن أسعار وقود الطائرات "إيه 1" المرتفعة دفعت نحو رفع تكلفة مقعد رحلة مدّتها ساعة واحدة إلى 120 ألف نايرا، وهي نسبة ترتفع بنسبة 71% عن الخيارات الأقلّ.
يأتي ذلك في حين تُشير التوقعات إلى تسجيل الطلب العالمي على وقود الطائرات خلال فصل الصيف المقبل، ارتفاعًا يتجاوز الثلث في ظل الإقبال المتزايد على السفر، ليفوق 6 ملايين برميل يوميًا، وفق بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
- أكبر مطار في جنوب أفريقيا يعاني من نقص وقود الطائرات
- ارتفاع أسعار وقود الطائرات يدفع الشركات إلى زيادة أسعار التذاكر (تقرير)
الخسارة.. أو الطيران الأرضي
يواجه مُشغّلو الرحلات الجوية في نيجيريا تحديًا كبيرًا، إذ إن ارتفاع الأسعار يدفع نحو انخفاض أعداد المسافرين، ومن ثم عدم تغطية تكاليف الرحلات.
وقد تُعرّض ارتفاعات أسعار الوقود -خاصة وقود الطائرات- أكبر اقتصادات أفريقيا للضرر، وتتماشى تلك المؤشرات مع توقعات صندوق النقد الدولي للعام الجاري والمقبل بتباطؤ النمو.
ففي شهر مارس/آذار الماضي، منحت شركة النفط الوطنية النيجيرية التراخيص لشركات الطيران لاستيراد المزيد من الوقود لتعزيز الإمدادات، في محاولة كان يُنظر لها أنها قد تؤدي إلى خفض الأسعار.
أمّا الآونة الحالية، فقد باتت الحلول لتجاوز الأزمة واستمرار عمل شركات الطيران غير معلومة، خاصة أن إمدادات الوقود آخذة في التناقص مقابل زيادة أسعاره، وسط توقعات باتّساع دائرة العقوبات على موسكو لتشمل النفط الروسي في أوروبا، ما قد ينعكس الأسواق كافة.
الحكومة.. والشركات
دعا وزير الطيران، هادي سيريكا، شركات الطيران لبحث تأثير توقّف الرحلات لدى المسافرين النيجيريين وغيرهم، مبديًا قلقه من الصعوبات التي تواجهها عمليات تشغيل الخطوط الجوية.
كما دعا الوزير المساهمين وأصحاب المصالح إلى التعاون وتحسين الموقف بما يوفر الدعم لشركات الطيران.
من جانب آخر، أكد نائب رئيس التشغيل بشركة ليجر أفريك -ومقرّها مدينة لاغوس النيجيرية- فيكتور إنويزور، أن شركات طيران عدة تتكبد خسائر فعلية، وأيّة زيادات أخرى في أسعار الوقود من شأنها القضاء على أعمال تلك الشركات.
أمّا شركة إيبوم فبرّرت مواصلة رحلاتها بالمخالفة لقرار الاتحاد بأنها تلقّت مقابل الحجز المسبق للعملاء، وأن بنود التعاقد تُلزمها بتقديم الخدمات مقابل الرحلات المدفوعة تجنبًا لأخطار التقاضي.
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تخفض أسعار البيع الرسمية إلى آسيا في يونيو 50%
- الحياد الكربوني.. استثمارات عمالقة الطاقة في الخليج لمواجهة تغير المناخ (إنفوغرافيك)
- المياه الجوفية مصدر خفي لغازات الاحتباس الحراري (تقرير)