التقاريرأخبار منوعةالنشرة الاسبوعيةتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

تأجيل افتتاح سد تنزانيا يعرقل مشروع القطار الكهربائي.. ومصر تطالب بتعويضات

أمل نبيل

يواجه مشروع سد تنزانيا تحديات عديدة، دفعت الحكومة إلى تأجيل افتتاح المشروع إلى عام 2024 بدلًا من الموعد المقرر له مسبقًا في شهر يونيو/حزيران المقبل، وهو ما سيكون له تداعيات سلبية على أول مشروع للقطار الكهربائي في الدولة الواقعة في شرق القارّة السمراء.

وتعاني تنزانيا من الانقطاع المتكرر للتيار، فضلًا عن غياب الكهرباء في عدد من المدن، إذ تمتلك الدولة الأفريقية 44 محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية والغاز والديزل وأنواع الوقود الأخرى.

وتأجّل مشروع سدّ يوليوس نيريري لتوليد الكهرباء من ضفاف نهر روفيجي، والذي كان من المقرر أن يبدأ تشغيله الشهر المقبل؛ لإنتاج 2115 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، إلى عام 2024.

أسباب تأجيل افتتاح سد تنزانيا

قال المدير العامّ لشركة الكهرباء التنزانية "تانيسكو"، مهراج تشاندي، إن الجدول الزمني لمشروع سدّ تنزانيا، والمقام بتكلفة 2.9 مليار دولار، تأجّل إلى وقت لاحق، في عام 2024 على أقرب تقدير، بسبب مجموعة من التحديات.

وأوضح تشاندي أن الموعد الجديد لإطلاق السدّ سيتحدد بعد الانتهاء من تقييم المشروع المشترك مع المقاولين المصريين، مضيفًا أن التأجيل ليس متعلقًا بقضايا تمويلية، ولكن بأسباب أخرى.

سد تنزانيا
سد يوليوس نيريري في تنزانيا - أرشيفية

ويسهم مشروع سدّ تنزانيا بمضاعفة القدرات الكهربائية في البلاد، ويتيح التحكم في الفيضانات التي تسببت في وفاة الآلاف، بالإضافة إلى الحدّ من تكوين المستنقعات الموسمية التي تعدّ السبب الرئيس لانتشار أمراض خطيرة.

وتشترك شركتا المقاولون العرب والسويدي إلكتريك المصريتان في بناء السدّ الواقع بمضيق شتيجلر على ضفاف نهر روفيجي في تنزانيا

وكان التحالف المصري قد تقدّم لمناقصة عالمية طرحتها حكومة تنزانيا لصالح الشركة التنزانية للكهرباء تانيسكو، لتصميم وتنفيذ مشروع محطة توليد وسدّ يوليوس نيريري الكهرومائية .

وبدأت عملية بناء السدّ في ديسمبر/كانون الأول 2018، بجدول زمني مبدئي للانتهاء خلال 48 شهرًا.

تعويضات بملايين الدولارات

يتزامن إعلان تأجيل افتتاح سدّ تنزانيا مع وجود تقارير حكومية تؤكد تلقّي "تانيكسو" طلبات تعويض من المقاولين المصريين بسبب خرق بنود العقد.

ووفقًا للنتائج التي توصّل إليها المراقب المالي والمراجع العامّ، تشارلز كيتشيرز، تسبّب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في موقع المشروع بتوقّف العمل في السدّ، مما أدى إلى مطالبة المقاولين بتعويض قدره 8.53 مليون دولار.

وبحسب كيتشيرز، تمّ 48.02% فقط من المشروع بدلًا من 94.47% كان من المفترض الانتهاء منها بحلول أكتوبر 2021، ومن بين أسباب التأخير في تنفيذ المشروع جائحة كورونا وفيضان نهر روفيجي.

وقال المدير العامّ لتانيسكو، مهراج تشاندي، إن المشروع اكتمل بنسبة 58.8% نهاية مارس/آذار الماضي.

وأضاف: "كانت الخطة الأولية تتضمن استكمال المشروع بحلول يونيو/حزيران، لكن أصبح من الواضح أن ذلك لم يعد ممكنًا، نُجري حاليًا تقييمًا مع المقاولين لمعرفة متى يمكن أن يبدأ السدّ في توليد الكهرباء، لكن كل المؤشرات تشير إلى أن ذلك لن يكون قبل عام 2024".

تحديات أخرى

كان أحمد العصار، نائب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، قد صرّح لوفد حكومي مصري زار موقع المشروع في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، بأن هناك تحديات أخرى واجهت المشروع، من بينها موقع السدّ في غابة كثيفة، وصعوبة اختيار المُصنع المناسب لتوربينات السدّ.

سد تنزانيا
أعمال البناء في سد يوليوس نيريري بتنزانيا

وأضاف العصار، للوفد الذي رأسه وزير الإسكان المصري عاصم الجزار، أن الفيضانات الغزيرة على نهر روفيجي تسببت أيضًا في إغراق بعض معدّات العمل خلال إنشاء نفق تحويل النهر الخاص بالمشروع.

وتمّ تركيب التوربين الأول من 9 توربينات بسعة 235 ميغاواط لكل منها في أغسطس/أب 2021.

وقال مسؤول تانيسكو في يوليو/تموز من العام الماضي، إنه يجري بناء خط نقل 400 كيلوفولت إلى محطة تبريد فرعية في تشالينزي بمنطقة الساحل، يسمح بدمج فوري للكهرباء في الشبكة الوطنية بمجرد بدء تشغيل السدّ.

وتنفّذ شركة لارسن آند توبرو الهندية للإنشاءات خطَ النقل البالغ طوله 160 كيلو متر، وأكدت مصادر في وزارة الطاقة لموقع ذا إيست أفريكان أن العمل في خط النقل ومنشأة التبريد يسير بوتيرة بطئية للغاية.

تأجيل القطار الكهربائي

تسبّب التأخر في استكمال بناء سدّ جوليوس نيريري بتأجيل تشغيل أول قطار كهربائي في تنزانيا، إذ من المفترض أن يُنتج السدّ الكهرباء اللازمة لتشغيل محركات القاطرات على السكك الحديدية.

سد تنزانيا
جانب من الاحتفال بإطلاق مشروع القطار الكهربائي في تنزانيا عام 2018

وقال مسؤولون تنزانيون، إنه بدءًا من أغسطس/أب المقبل، ستُختَبَر الخدمة على خط سكة حديد دار السلام -موروغورو، الممتد على مساحة 300 كيلو متر.

ويُقدَّر حجم استثمارات البنية التحتية للمرحلة الأولى من القطار الكهربائي بنحو 71.1 مليار شلن تنزاني ( 30.7 مليون دولار أميركي).

ويفحص المهندسون حاليًا الأنظمة التي ستزوّد محركات القاطرات بالكهرباء، على الخط الذي أُطلِق يوم السبت 7 مايو/أيار، وهو الأمر المتوقع الانتهاء منه في غضون 3 أشهر.

ومن المقرر أن يتبع تلك الخطوة الإطلاقُ الرسمي لقطار الركّاب، وفقًا لمؤسسة السكك الحديدية في تنزانيا.

واشترت الحكومة التنزانية محرّكي قاطرة كهربائيين من شركة الإنشاءات التركية "يابي ميركيزي"؛ لاستخدامها في اختبار خطوط القطار.

وقالت رئيسة العلاقات العامة في هيئة السكك الحديدية، جميلة مبروك، إنّ توجيهات وُجِّهَت للمواطنين بتجنّب استخدام خط السكك الحديدية خلال مدة الاختبار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق