ميتسوي اليابانية تخفض استثماراتها بمشروعات الغاز الطبيعي المسال في روسيا
بأكثر من 600 مليون دولار
دينا قدري
أعلنت شركة ميتسوي اليابانية تخفيض استثماراتها في مشروعات الغاز الطبيعي المسال الروسية بمقدار 80.6 مليار ين (617 مليون دولار أميركي)؛ نظرًا لعدم اليقين الناتج عن العقوبات المفروضة على موسكو.
ونتيجةً لذلك، بلغت استثمارات ميتسوي القائمة والقروض والضمانات لأعمال الغاز الطبيعي المسال في روسيا 404.7 مليار ين (3.1 مليار دولار) بنهاية مارس/آذار، مقابل 430 مليار ين (3.29 مليار دولار) في نهاية ديسمبر/كانون الأول، بحسب وكالة رويترز.
بالإضافة إلى ذلك، سجّلت الشركة خسارة قدرها 20.9 مليار ين (160 مليون دولار) فيما يتعلق بمشروعات الغاز الطبيعي المسال الروسية، وهو رقم يتضمن مخصصات ضد الخسائر المحتملة على ضمانات القروض التي قدمتها الشركة.
الغاز الطبيعي المسال الروسي
أوضحت ميتسوي -خلال عرض نتائجها المالية السنوية- أنها خفضت القيمة العادلة لحصتها البالغة 12.5% في مشروع سخالين2 للغاز الطبيعي المسال بمقدار 44.1 مليار ين (338 مليون دولار).
وخفّضت القيمة العادلة لاستثماراتها في مشروع أركتيك2 للغاز الطبيعي المسال في سيبيريا بمقدار 36.4 مليار ين (279 مليون دولار)، حسبما نقلت منصة "ماركت ووتش".
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، كينيتشي هوري: "سنواصل مشاركتنا في سخالين2"، مضيفًا أن المشروع -الذي تمتلك فيه حصة 12.5%- مهم لإمدادات الطاقة اليابانية.
وأضاف أن أركتيك2 مستمر؛ لأنه لم يكن هناك قرار رسمي لتغيير الخطة، على الرغم من أن شريكتها توتال إنرجي الفرنسية أعلنت، الأسبوع الماضي، انخفاض قيمة الأصول بقيمة 4.1 مليار دولار.
وأضاف هوري: "هناك فرصة جيدة أن يتغير الوضع في أركتيك2، لكن هذا ليس هو الحال في هذه المرحلة. إذا حدث ذلك؛ فسنصدر إعلانًا بعد تقييم الموقف وتأكيد ما يجب تأكيده بين الشركاء".
اليابان والعقوبات الروسية
تنطبق العقوبات اليابانية الحالية ضد روسيا فقط على الاستثمارات المستقبلية في هذا القطاع، وليس على المشروعات القائمة مثل أركتيك2 للغاز الطبيعي المسال، الذي تمتلكه شركة نوفاتك الروسية.
وتمتلك ميتسوي في مشروع أركتيك2 للغاز الطبيعي المسال -الذي تبلغ تكلفته 21 مليار دولار- حصة 10% مع المؤسسة الوطنية اليابانية للنفط والغاز والمعادن.
وتمتد مشاركة اليابان في المشروع إلى ما هو أبعد من استثمارات الشركات العامة؛ إذ قدم بنك التعاون الدولي الياباني قروضًا تصل إلى 1.8 مليار دولار لتحالف أركتيك2 للغاز الطبيعي المسال.
ولتسليط الضوء على قضايا أمن الطاقة الإقليمية، أعرب المسؤولون اليابانيون عن قلقهم من أنه إذا خرج البنك أو ميتسوي من المشروع؛ فسوف تنتزع الصين حصصهما بسرعة؛ إذ تمتلك بالفعل حصة 20% من أركتيك2 ويامال.
أمن الطاقة في اليابان
على عكس أوروبا التي تهدف إلى تقليل اعتمادها باستمرار على النفط والغاز الروسيين، في الأشهر والسنوات المقبلة، من المرجح أن تستمر اليابان في الاعتماد على الطاقة الروسية لتلبية طلبها على الطاقة.
وتمثل روسيا بالفعل ما يقرب من 10% من واردات اليابان من الغاز الطبيعي المسال، بشكل أساسي من مشروع سخالين2.
وأوضح هوري -في مؤتمر صحفي-: "عدم اليقين آخذ في الارتفاع، والمخاطر الجيوسياسية لا يمكن التنبؤ بها. سنضع في اعتبارنا الحاجة إلى أمن الطاقة".
وأضاف: "أود أن أتعاون مع الأطراف ذات الصلة في أعمال الغاز الطبيعي المسال في روسيا مع إدراك الدور المهم لإمدادات الطاقة المستقرة".
حظر الواردات الروسية
في سياقٍ آخر، أبدى وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، كويشي هاغيودا، وجهة نظر سلبية بشأن مواكبة الاتحاد الأوروبي بشأن خطته لحظر واردات النفط الروسي، بوصفه عقوبة إضافية ضد موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
وقال للصحفيين في واشنطن، بعد اجتماع مع كبار المسؤولين الأميركيين، الأربعاء الماضي: "اليابان لديها موارد محدودة، ومن الصعب علينا أن ننضم على الفور" إلى الاتحاد الأوروبي.
وجاءت تصريحاته بعد أن قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن المجموعة تقترح حظر جميع واردات النفط من روسيا بحلول نهاية هذا العام، بحسب ما نقلته وكالة كيودو.
وقال هاغيودا: "من الضروري أن تفعل الدول ما يمكنها فعله لمواكبة الوتيرة"، مضيفًا أن حكومته تريد "الاتجاه نفسه" بعد أن أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن نيته إجراء محادثات بين مجموعة دول السبع بحلول نهاية الأسبوع الجاري بشأن فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
تقليل الاعتماد على روسيا
شدد هاغيودا، في لقائه وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، على "أهمية الحفاظ على أمن الطاقة"، وسط الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في أواخر فبراير/شباط، وفقًا لبيانهما المشترك.
وقال هاغيودا إنه أخبر غرانهولم بأن لكل دولة وضعًا مختلفًا لأمن الطاقة، وأن موقف كل دولة مهم.
وأوضح أنه لتقليل الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة، طلبت اليابان من الولايات المتحدة زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال، مضيفًا أن اليابان تدرس تقديم قروض للشركات اليابانية التي تشارك في مشروعات الغاز الطبيعي المسال الأميركية.
كما أعرب الجانبان عن نية التعاون في تحقيق الحياد الكربوني؛ إذ يعملان بشكل مشترك لتطوير حلول الطاقة النظيفة المتطورة في المجالات التي تشمل الرياح البحرية والطاقة الحرارية الأرضية والهيدروجين والطاقة النووية.
موضوعات متعلقة..
- هل الغاز المسال بديل آمن لأوروبا حال قطع الإمدادات الروسية؟
- إيرادات النفط والغاز في روسيا قد ترتفع لـ260 مليار دولار هذا العام (تقرير)
- الغاز الروسي.. أوروبا تخطط لاستبدال ثلث وارداتها بحلول نهاية 2022
اقرأ أيضًا..
- شركات الاستكشاف والإنتاج قد تحقق أرباحًا قياسية مع قفزة أسعار النفط (تقرير)
- ألمانيا تتخذ خطوات جادة للتحرر من الغاز الروسي بتخزين الوقود استعدادًا للشتاء
- السيارات الكهربائية.. أفضل 10 نماذج سعرًا مقارنة بنطاق القيادة (صور)