تغير المناخ.. 4 طرق لتعديل سلوك الأفراد تجاه الكوارث (تقرير)
أحمد بدر
- شهد الأستراليون عدة كوارث مناخية بجميع أنحاء القارة خلال الأشهر الـ4 الماضية
- على العالم توقع المزيد من الكوارث والتغيرات البيئية طويلة الأجل
- التحولات الكبيرة في سلوك الأفراد تجاه الكوارث المناخية يمكن أن تُحدث الكثير من التغيرات
- الاستعداد الجيد لظواهر تغير المناخ يمكن أن يقلل المخاطر المباشرة الناجمة عن الكوارث
كشف تغير المناخ عن وجهه القبيح في أستراليا مبكرًا؛ فرغم مرور 4 أشهر فقط من عام 2022؛ فقد شهد الأستراليون عدة كوارث مناخية بجميع أنحاء القارة، من بهتان المرجان إلى الفيضانات وحرائق الغابات المدمرة.
في منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إن على العالم توقع المزيد من الكوارث والتغيرات البيئية طويلة الأجل، الذي اعتبره تحليل لموقع "ذا كونفرسيشن" تذكيرًا صارخًا بالكيفية التي يمكن أن يتسبب بها تغير المناخ في إحداث الفوضى في المجتمعات، وتدمير المنازل والأرواح والنظم البيئية.
ووفقًا للتحليل؛ فقد تحدثت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، عن ضرورة التكيف بشكل أفضل مع التحديات الحادثة بالفعل. ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا أمرًا مروعًا عندما يكون العديد من الإجراءات المطلوبة للتكيف خارج السيطرة، مثل تعزيز الاقتصاد الوطني وتقليل الانبعاثات الصناعية.
- تغير المناخ والاحتباس الحراري يغيران ملامح جنوب أفريقيا (صور)
- كيف تحولت تقارير هيئة تغير المناخ إلى أداة للضغط على دول النفط والغاز؟ (تحليل)
تغيير السلوك المجتمعي
حدد التحليل 4 طرق، يمكن من خلالها تغيير السلوك المجتمعي، للتعامل بشكل أكثر مسؤولية مع تغير المناخ والكوارث التي يتسبب فيها؛ حيث إنه غالبًا ما تحدث مشكلة عند تأطير التحديات المعقدة بشكل ضيق على أنها مسؤولية الأفراد لإصلاح أنفسهم.
مع ذلك، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن التحولات الكبيرة يمكن أن تأتي من العديد من هذه التغييرات السلوكية؛ ففي أثناء جائحة كورونا -على سبيل المثال- أحدثت العديد من القرارات والسلوكيات الفردية فرقًا كبيرًا في نتائج الصحة العامة.
وتساءل التحليل: "إذن كيف يمكننا بشكل شخصي الاستعداد لمستقبل ليست به كوارث طبيعية أكثر تواترًا فحسب، بل سيغير البيئة والمجتمعات والاقتصاد بعمق؟" دعونا نلقي نظرة على خياراتنا.
في أواخر عام 2021، أصدرت الحكومة الفيدرالية في تحديثها للإستراتيجية الوطنية لمرونة المناخ والتكيف معه، وهو مخطط لتنسيق المؤسسات وتوفير معلومات عن تأثير تغير المناخ، والتمويل المباشر ورصد جهود التكيف.
وبالمثل، طورت الولايات والأقاليم إستراتيجيات تكيف إقليمية شاملة وخطط عمل عبر المؤسسات.
ومع ذلك، يتفق الباحثون والممارسون في مجال التكيف في جميع أنحاء العالم على وجود فجوة بين حجم تحديات التكيف والعمل المطلوب لمواجهتها؛ حيث توصي الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن التكيف يتطلب تغييرًا تدريجيًا وتحوليًا.
4 طرق لإحداث الفرق
لا يعد الأفراد والمجتمعات والحكومات جاهزين جيدًا لإجراء تغييرات استباقية؛ استجابة للتهديدات التي تبدو بعيدة وغير مؤكدة، لكن هذا بالضبط هو ما يتطلبه التكيف مع المناخ؛ فكما رأينا في الكوارث السابقة، بما فيها جائحة كورونا، يمكن التصرف بطرق حكيمة ودقيقة.
ولكن ما الطرق الـ4 التي حددها التحليل، للتكيف مع المناخ وتحسين الاستجابة لتغير المناخ؟
أولًا- التعاون والعمل الجماعي:
تتمثل إحدى طرق السعي وراء مجتمع وبيئة واقتصاد سليمين، في المطالبة بمشاركة الحكومات والجهات الفاعلة القوية الأخرى.
ويمكن أن يشمل ذلك الضغط على الشركات المعرضة للتأثر بتغير المناخ، أو التصويت على سياسات فعالة للتكيف مع المناخ، مثل تعديل مساكن ذوي الدخل المنخفض لتحمل موجات الحر بشكل أفضل، وأهداف تكيف مجتمعية أخرى.
ويمكن أن يعود إجراء تغييرات في الحياة اليومية للأفراد بفوائد متعددة على حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، مثل غابات أستراليا والأراضي الرطبة، مع تقليل الانبعاثات الخاصة بها.
على سبيل المثال، يمكنك تقليل أو تجنب شراء المنتجات التي تؤدي إلى تجريف الأرض (مثل لحوم الأبقار) أو تفضيل الغذاء من المزارع التي تتبنى ممارسات إدارة الأراضي المستدامة التي تحبس الكربون.
ثانيًا- الحفاظ على الإمكانات المتاحة:
لا يحمي الاستعداد لمستقبل غير مؤكد في ظل تغير المناخ -فقط- جوانب الحياة، بل يقلل أيضًا من المخاطر المباشرة الناجمة عن الكوارث؛ حيث يمكن توفير المساحات الخضراء الحضرية عن طريق زراعة حدائق على جوانب الشوارع أو على الأسطح، أو زراعة حديقة طعام أصلية حساسة للماء.
وتُعَد زراعة حديقة على السطح طريقة رائعة لتشجيع التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية، ولكن من المهم التفكير فيما إذا كان هذا الإجراء المفيد شخصيًا على المدى القصير سيئًا للمجتمع أو للأفراد على المدى الطويل، من خلال فرض تأثيرات غير مقصودة وتحويل المخاطر إلى الآخرين.
على سبيل المثال، قد يؤدي توجيه المياه الفائضة عن الحديقة الخاصة بفرد لتصطدم بحاجز يخص جيرانه.
ويندرج اتخاذ إجراءات لحماية العائلة والمنزل والممتلكات بشكل استباقي من الكوارث الطبيعية التي يسببها المناخ ضمن هذه الفئة، ويتضمن ذلك إنشاء مجموعات وخطط طوارئ، وعزل المنازل بشكل أفضل، وتركيب مصدات للعواصف، والحصول على تأمين ضد الفيضانات أو الأعاصير.
ومن المهم أيضًا تقليل مخاطر الضرر المستقبلي لأفراد المجتمع الضعفاء، مثل كبار السن أو المشردين.
ثالثًا- تجنب الضرر عند حدوث التأثيرات
ما الذي يمكن أن نفعله عند حدوث كارثة مناخية؟ يجيب التحليل عن هذا السؤال بالقول إن التركيز الفوري يكون على حماية الذات أو الآخرين، سواء من خلال الإجراءات المخطط لها أو غير المخطط لها؛ للتخفيف مباشرة من التهديد أو تجنب الضرر الذي يمكن أن تسببه هذه الكارثة.
وتشمل الأمثلة، توفير الماء للحفاظ على الرطوبة في أثناء موجة الحر، أو الاحتماء بالمكان، أو التطوع لإنقاذ الناس في محيطنا؛ فخلال موجة الفيضانات الأخيرة في نيو ساوث ويلز، أنقذ السكان المحليون الجيران الذين تقطعت بهم السبل باستخدام قواربهم أو زلاجاتهم النفاثة.
وقد يكون من بين الإجراءات أيضًا مغادرة المنزل بشكل مؤقت، أو الانتقال تمامًا منه.
رابعًا- الحفاظ على الصحة العقلية
بينما يحتاج الأشخاص إلى إدراك الآثار المادية لتغير المناخ، سلطت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضوء على قضايا الصحة العقلية المرتبطة به لأول مرة.
نظرًا لأن المزيد من الأشخاص يتعرضون لظواهر جوية شديدة؛ فمن المتوقع أن تزداد تحديات الصحة العقلية مثل القلق والتوتر واضطراب ما بعد الصدمة؛ لذا تكون هناك حاجة إلى بناء إستراتيجيات التأقلم واليقظة لحماية بعضهم بعضًا، والبحث عن المشورة.
ويمكن أن يساعد التعاون بين الأفراد في إجراء تغييرات طويلة الأجل في نمط الحياة، مثل منح المدارس إجازات لتجنب تفاقم حرائق الغابات.
اقرأ أيضًا..
- الغزو الروسي لأوكرانيا يعدل قانون أمن الطاقة الألماني بعد 50 عامًا
- توليد الكهرباء في أميركا من المصادر المتجددة يتجاوز الطاقة النووية
- مستقبل الرياح البحرية في المملكة المتحدة (تقرير)