السيارات الكهربائية.. فين فاست الفيتنامية تعتمد خططًا جريئة لغزو السوق الأميركية
مي مجدي
ترى شركة فين فاست أن صناعة السيارات تشهد نقطة تحول، ورغم أنها شركة ناشئة، يمكنها أن تنافس عمالقة السيارات الكهربائية بفضل خططها الطموحة.
فالشركة الفيتنامية تخطو خطوات ثابتة نحو العالمية، بعد تقديم طلب للاكتتاب العامّ الأولي في الولايات المتحدة، وإرساء موطئ قدم لها في سوق السيارات الكهربائية الأميركية، بحلول نهاية العام الجاري.
كما تمتلك الشركة خططًا لإنفاق 4 مليارات دولار لبناء أول مجمع صناعي لها في الولايات المتحدة، حسبما نشر موقع تك واير آسيا.
غزو السوق الأميركية
في عام 2019، أصبحت شركة فين فاست أول شركة محلية لتصنيع السيارات في فيتنام، وبعد النجاح الكبير الذي حققته على مدار عامين، قررت اقتحام سوق السيارات الكهربائية.
ولتحقيق لذلك، قررت الشركة شقّ طريقها إلى ثاني أكبر سوق للسيارات في العالم، الولايات المتحدة، في محاولة جريئة لمنافسة عدد ضخم من مصنّعي السيارات الكهربائية، بما في ذلك تيسلا.
بيد أن ما بدأ بفكرة لبيع بعض السيارات الكهربائية، أصبح خطة طموحة لاستثمار أكثر من 200 مليون دولار أميركي لفتح مقرّ بمدينة لوس أنجلوس.
بعد ذلك، عززت الشركة هذا التقدم، لافتتاح أكثر من 60 فرعًا للبيع، ومراكز خدمات متعددة بحلول هذا العام.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدّمت فين فاست طلبًا للاكتتاب العامّ الأولي في الولايات المتحدة لدعم نمو مبيعات السيارات الكهربائية في البلاد.
وكشفت عن خطط للحصول على تمويل من وزارة الطاقة الأميركية في محاولة واضحة ليصبح اسمها معروفًا في ثاني أكبر سوق عالمية للسيارات.
وخلال العام الجاري، تتوقع الشركة أن تصل مبيعات السيارات الكهربائية العالمية 42 ألف سيارة.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت أن أسعار سيارتها الرياضية متعددة الأغراض "في إف8" يبدأ من 41 ألف دولار في الولايات المتحدة، وهو سعر تنافسي مقابل سعر سيارة تيسلا الرياضية البالغ 63 ألف دولار.
إنتاج السيارات الكهربائية
خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية "سي إي إس" المنعقد في يناير/كانون الثاني الماضي، قالت الشركة الفيتنامية، إنها ستتوقف عن إنتاج السيارات التي تعمل بالبنزين بحلول نهاية عام 2022، وستتجه إلى السيارات الكهربائية؛ لتصبح قادرة على المنافسة في سوق السيارات العالمية.
وكشفت النقاب عن العديد من السيارات الكهربائية في المعرض، وبدأت في تلقّي الطلبات المسبقة على مستوى العالم لسيارتين كهربائيتين من السيارات الرياضية متعددة الأغراض هذا العام، بهدف البدء في التسليم في الربع الرابع.
وبعد شهرين، أعلن ذراع السيارات لأكبر تكتل خاص في فيتنام "فين غروب" خططًا لبدء تصنيع السيارات الكهربائية بالولايات المتحدة بحلول 2024.
وفي البداية، ستقوم الشركة بالإنتاج في مصنع بولاية كارولينا الشمالية، تبلغ تكلفته ملياري دولار أميركي، وتبلغ طاقته السنوية 150 ألف سيارة.
وتسعى الشركة لاستثمار إجمالي قدره 4 مليارات دولار في أول مجمع صناعي لها بأميركا، فضلًا عن خطط لبناء مصنع بألمانيا.
نمو سريع
في عام 2017، أعلنت مجموعة "فين غروب" خططًا لدخول صناعة السيارات، وبدأت الشركة من خلال "فين فاست" في تصنيع السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي في عام 2019، داخل مصنع بمدينة هايفونغ الساحلية بشمال فيتنام.
ونمت فين فاست بسرعة كبيرة، وكانت قادرة على صنع السيارات في غضون عامين فقط، مع الأخذ في الحسبان أن صناعة قطع غيار السيارات في فيتنام ما تزال متأخرة.
وكانت الشركة تركّز على تجميع وشراء المنصات والمحركات والأجزاء الرئيسة الأخرى من الشركات الأجنبية، مثل: بي إم دبليو، وبوش، وجنرال موتورز.
علاوة على ذلك، تقف الحكومة الفيتنامية وراء الملياردير ورئيس مجموعة فين غروب، فام نهات فونغ، وبدأت بتقديم إعفاءات ضريبية لمشتري السيارات الكهربائية، بعدما أصدرت فين فاست أول طراز كهربائي في أواخر العام الماضي، بحسب مجلة نيكي آسيا.
وسبق أن أشار فونغ إلى أن الهدف من نجاح إعماله في صناعة السيارات هو أن يعود ذلك بالنفع على بلده، وليس لشركته.
خطط جريئة أم طريق للفشل؟
أعلنت فين فاست -العام الماضي- نواياها لوقف إنتاج سيارات البنزين بحلول نهاية هذا العام.
ومع ذلك، باعت الشركة في فيتنام العام الماضي 36 ألف سيارة؛ ما جعلها في المرتبة الرابعة بعد هيونداي موتور وتويوتا وكيا، وكان طرازها "فاضيل" الأكثر مبيعًا في السوق المحلية، وبلغت المبيعات 24 ألف وحدة.
وإذا كانت الشركة تخطط للتركيز على المركبات الكهربائية، فمن المنطقي أن تتطلع إلى الولايات المتحدة وأوروبا، إذ سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً لانتشار السيارات الكهربائية في فيتنام.
وخلال الأشهر الـ3 الأولى من عام 2022، باعت الشركة 6 آلاف و728 سيارة في السوق المحلية، لكن المركبات الكهربائية تمثّل أقل من 10% من الإجمالي، وبلغت المبيعات 505 سيارات فقط.
وأنتجت الشركة أكثر من 30 ألف سيارة العام الماضي، لكن من المرجح أن ينخفض هذا الرقم مع التوقف التدريجي عن إنتاج السيارات التقليدية، في حين تبلغ القدرة الإنتاجية السنوية 250 ألف سيارة في الوقت الراهن.
ومن ثم، فإن الشركة لا تركّز على صناعة السيارات في فيتنام، ناهيك عن علامة تجارية وطنية للسيارات.
وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع أن تواجه فين فاست مهمة صعبة في السوق الأميركية، ويرى المحلل في شركة الوساطة الأميركية "ويدبوش سكيوريتيز"، دانيال آيفز، أن العلامة التجارية والتسويق سيكونان عاملين رئيسين لنجاح الشركة، بالإضافة إلى توسيع شبكات التوزيع، موضحًا أن أكثر من 100 شركة عالمية تسعى وراء سوق السيارات الكهربائية، وكلها تطارد تيسلا.
ولا تتفوق فين فاست في أيّ من المجالات الرئيسة التي ذكرها المحلل آيفز، كما إنها لم تحقق ربحًا بعد حتى في بلدها الأمّ، لذا فإن خططها قد تُعدّ خطوة ذكية لملاحقة الركب، أو قد تؤدي إلى فشلها.
وقال مسؤول في شركة يابانية لصناعة السيارات لموقع نيكي آسيا: "إن مجموعة فين غروب هي الدعامة الأساسية للاقتصاد الفيتنامي، وإذا أضرّ الاستثمار المتهور بأعمالها، فسنواجه صعوبات -أيضًا-".
اقرأ أيضًا..
- الفحم أو الانهيار.. العالم يختار بين الوقود الملوث والأهداف المناخية (تقرير)
- الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا يؤمن احتياجات 7 ملايين منزل
- مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي يشهد تطورًا مهمًا
