تيسلا تتجاوز توقعات "وول ستريت" وتسلم 310 آلاف سيارة في الربع الأول

بزيادة 68% على أساس سنوي رغم تراجع الإنتاج

نوار صبح - حياة حسين

2022-04-03

0 269

سلّمت عملاقة السيارات الكهربائية الأميركية تيسلا 310 آلاف و48 سيارة خلال الربع الأول من العام الجاري، بزيادة طفيفة عن الربع السابق، وبزيادة 68% عن العام السابق، في حين كانت بورصة وول ستريت تتوقع تسليم أقلّ من 309 آلاف سيارة، وفقًا لمنصة بيانات الأسواق رفينيتيف.

وأعلنت الشركة، أمس السبت، 2 أبريل/نيسان الجاري، تسليمات قياسية من السيارات الكهربائية للربع الأول، بما يتوافق إلى حدّ كبير مع تقديرات المحللين، لكن الإنتاج تراجع عن الربع السابق؛ بسبب تعطّل سلسلة التوريد وتعليق العمل بمصنع الشركة في الصين، حسب رويترز.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك، بتغريدة له في تويتر، إن هذا الرُّبع كان صعبًا إلى حدّ كبير بسبب انقطاعات سلسلة التوريد وسياسة "الصين لمكافحة وباء كورونا "تشاينا زيرو كوفيد"، مشيرًا إلى أن العمل المتميز لفريق الشركة والمورّدين الرئيسيين أنقذ الموقف.

السيارات الكهربائية.. لوسيد آير تنافس تيسلا طراز إس على لقب الأفضل

تراجع الإنتاج

أنتجت تيسلا 305 آلاف و407 سيارات، خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار، انخفاضًا من 305 آلاف و840 سيارة في الربع السابق.

ولكن نجحت الشركة في اجتياز تداعيات الوباء واضطرابات سلسلة التوريد بشكل أفضل من منافسيها، وكان مصنعها الجديد في شنغهاي الداعم الرئيس للنمو.

ويكشف أداء الشركة الأميركية قدرتها على مجابهة المشكلات مقارنة بمنافسيها، إذ استطاعت تيسلا التغلب على وباء كورونا وما أسفر عنه من عجز سوق الرقائق الإلكترونية اللازمة لتصنيع السيارات، إضافة إلى أزمة سلسلة الإمدادات، واضطرابات الأسواق؛ على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا.

وكانت تيسلا قد أغلقت مصنع شنغهاي في 28 مارس/آذار الماضي، للمرة الثانية، خلال أسبوعين، بسبب تشديد الإجراءات الصينية في مواجهة تفشّي وباء كورونا الواسع.

وتحوّلت شنغهاي إلى أكبر بؤرة لفيروس كورونا في الصين، ما دفع السلطات الصينية إلى إغلاق المدينة بالتناوب.

يُذكر أن شركة تيسلا خصصت مصنع شنغهاي للتصدير إلى عدّة دول أوروبية وآسيوية، من بينها ألمانيا واليابان، إضافة إلى سوق الصين المحلية.

ولا يزال مصنع تيسلا في شنغهاي متوقفًا رغم حلول شهر أبريل/نيسان الجاري، بسبب استمرار تفشّي الوباء، ورغبة سلطات المدينة في إجراء اختبار الإصابة بالفيروس لكل سكانها.

مبيعات أفضل

تيسلا - إيلون ماسك — الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك

قال المحلل في شركة "ويدبوش"، دانيل لفز، في تقرير عن شركة تيسلا الأميركية: "لقد كانت مبيعات تيسلا أفضل من مخاوف أزمة سلسلة الإمدادات".

وقالت تيسلا، إنها باعت 295 ألفًا و324 سيارة من طرازَي 3 سيدان، و"واي" سبورت، في حين باعت نحو 14 ألفًا و724 سيارة من طرز إس الفاخرة من سيدان، وسيارة الدفع الرباعي إكس بريميوم.

وقال محللون، إن الارتفاع القياسي لسعر الغاز، عقب غزو روسيا لأوكرانيا، سيدفع إلى زيادة الطلب على السيارات الكهربائية، لكن هبوط المخزونات، وارتفاع الأسعار مقارنة بسيارات حرق الوقود، سيحدّان من هذا الطلب.

ويشهد سعر الغاز ارتفاعًا متناميًا منذ بداية العام الماضي؛ بسبب زيادة الطلب، تزامنًا مع التعافي من وباء كورونا، واتجاه الدول الغربية إليه، بوصفه وسيلة انتقالية للتحول إلى الطاقة المتجددة، كونه أقلّ تلويثًا للبيئة من النفط والفحم.

وقد زادت الحرب الروسية الأوكرانية الأسعار اشتعالًا، إذ ارتفعت في 24 فبراير/شباط بنسبة 60%، وهو يوم بدء الغزو.

ارتفاع الأسعار

شهدت أسعار سيارات شركة تيسلا ارتفاعًا في مارس/آذار الماضي، عقب تصريح لرئيسها إيلون ماسك، بأن منتجي السيارات الكهربائية في أميركا يواجهون ضغوطًا تضخمية شديدة جراء ارتفاع الخامات، وتكلفة الشحن، وذلك بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال الرئيس المشارك في شركة "لوب فينشر" لرأس المال الخاطر، جين منستر: "إن أداء تيسلا ومبيعاتها كانا قويين بصورة مؤثرة، رغم ما واجهته من رياح معاكسة.. وأتوقع أن تواصل تفوقها على الآخرين من منتجي السيارات في سوق المبيعات".

وكانت شركات تويوتا اليابانية، وهيونداي الكورية الجنوبية، وجنرال موتورز الأميركية، قد أعلنت تراجع مبيعاتها بسوق الولايات المتحدة في الربع الأول يوم الجمعة 1 أبريل/نيسان الجاري.

وقال رئيس شركة تيسلا، إيلون ماسك، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن إنتاج مصنع شنغهاي تجاوزَ أول مصانع الشركة في كاليفورنيا الأميركية، والمصنعان يمثّلان أهمية خاصة للشركة في تحقيق هدف زيادة التسليمات 50% هذا العام.

وأضاف أن إنتاج مصانع تيسلا الجديدة لن يفي باحتياجات التسليم المستهدفة، لأنه سينمو ببطء في عامه الأول.