شركات النفط والغاز في أميركا وكندا تواجه أزمة جديدة لزيادة الإنتاج
دينا قدري
تواجه شركات النفط والغاز في الولايات المتحدة وكندا أزمة نقص العمالة، في وقت تتدافع فيه الحكومات لزيادة الإنتاج من أجل تعويض البراميل الروسية المفقودة في أعقاب غزو أوكرانيا.
ويرجع ذلك إلى ترك العمال الصناعة بأعداد كبيرة بعد أن بدأت جائحة فيروس كورونا، بسبب الظروف الشاقة، والمواقع النائية، والتعويض غير الكافي، أو لأن قطاع الطاقة المتجددة جذبهم مع انتقال العالم إلى طاقة أنظف، حسبما أفاد تقرير نشرته وكالة رويترز.
وانخفض معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.6%، وهو معدل أعلى بقليل من أدنى مستوى قبل انتشار الجائحة، ولكن ما زال هناك ما يقرب من 100 ألف عامل في قطاع النفط والغاز الآن أقل مما كان عليه قبل الجائحة.
وانتعش التوظيف في صناعة النفط في كندا بسرعة أكبر؛ ما سمح للعمال بإجراء صفقة للحصول على مزايا وحزم الأجور، في وقت تحاول فيه الشركات الحفاظ على قوتها العاملة.
التوظيف في النفط والغاز
بلغ التوظيف في خدمات حقول النفط الأميركية وقطاع المعدات ما يقرب من 609 آلاف في مارس/آذار، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2021، لكنه ما زال أقل من مستويات ما قبل الجائحة بنحو 707 آلاف، وفقًا لمجلس القوى العاملة والتكنولوجيا في قطاع الطاقة.
واستقال ما يقدر بنحو 14 ألف عامل في يناير/كانون الثاني، في صناعات التعدين وقطع الأشجار، التي تشمل أعمال النفط والغاز، وهو أعلى مستوى منذ أوائل عام 2020، وفقًا لبيانات من مكتب إحصاءات العمل الأميركي. وتشير التقديرات إلى استقالة نحو 13 ألف عامل في فبراير/شباط.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة "باترسون-يو تي أي إنرجي" الأميركية، آندي هندريكس: "في معرض الوظائف في مكان مثل سان أنطونيو، قبل فيروس كورونا، ربما يحضر 200 شخص. الآن يبلغ عددهم 50-100".
وقد توظف شركته 3 آلاف عامل آخرين هذا العام بعد إعادة توظيف 3 آلاف في عام 2021، كما أن لديها مكاتب توظيف في مركز تسوق في ويليستون بولاية داكوتا الشمالية، للعثور على عمال محتملين.
ارتفاع أجور عمال النفط والغاز
في ألبرتا، ارتفع متوسط الأجر الأسبوعي -بما في ذلك العمل الإضافي- لجميع العاملين في التعدين والمحاجر واستخراج النفط والغاز بنسبة 7.3% منذ فبراير/شباط 2020، وفقًا لبيانات من هيئة الإحصاء الكندية.
وفي الولايات المتحدة، تُعد الأجور بالساعة للعاملين في مجال الإنتاج وغير المشرفين حاليًا أعلى بنحو 5% في المتوسط من مستوى العام الماضي.
ومن المقرر أن ترتفع أجور حقول النفط بنحو 10% لهذا العام، وفقًا لشركة سبيرز آند أسوشيتس لاستشارات حقول النفط.
ومع ذلك، ما زال متوسط الأجور بالساعة في صناعة استخراج النفط والغاز الأميركية أقل من مستويات ما قبل الجائحة، والتي تقدر حاليًا بـ45.45 دولارًا للساعة لشهر فبراير/شباط 2022، مقابل 48.37 دولارًا للساعة في فبراير/شباط 2020، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل.
توقعات بزيادة الإنتاج
من المتوقع أن ينمو الإنتاج في الولايات المتحدة وكندا حتى مع وجود سوق عمل ضيقة، لكن المسؤولين التنفيذيين قالوا إن الإنتاج يمكن أن يتجاوز التوقعات إذا توافر المزيد من العمال.
وفي الولايات المتحدة، من المتوقع أن ينمو الإنتاج بنحو 800 ألف برميل يوميًا في عام 2022، إلى متوسط 12 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتوقعات إدارة معلومات الطاقة، وهو ما يقل عن أعلى مستوى سُجل في عام 2019 عند 12.3 مليون برميل يوميًا.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن إنتاج كندا -بما في ذلك سوائل الغاز الطبيعي- من المتوقع أن يرتفع 190 ألف برميل يوميًا إلى 5.75 مليون برميل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- كندا تكشف عن خطط لزيادة صادرات النفط والغاز لتعويض الإمدادات الروسية
- النفط والغاز في أميركا.. لماذا تتباطأ الشركات في زيادة الإنتاج رغم ارتفاع الأسعار؟
- هل تحظر أوروبا واردات النفط الروسية مع تراجع الإنتاج العالمي؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- الكونغرس الأميركي يعيد إحياء قانون ضد أوبك للسيطرة على أسعار النفط
- بدائل إيطاليا للاستغناء عن الغاز الروسي.. مصر والجزائر وليبيا في المقدمة
- الفحم أو الانهيار.. العالم يختار بين الوقود الملوث والأهداف المناخية (تقرير)
- شراكة بين فولكس فاغن وبي بي لنشر محطات شحن السيارات الكهربائية السريعة