ضمن مساعي تعزيز إنتاج الليثيوم في زيمبابوي، والاستفادة من الاحتياطيات الهائلة للدولة، كشفت شركة "بريمير أفريكان مينرالز" عن توقيع اتفاقية مشروع مشترك ملزمة مع شركة "إل آي ثري ريسورسز".
وبموجب الاتفاقية، ستستحوذ شركة "إل آي ثري ريسورسز" على حصة بنسبة 50% في أصول الليثيوم الصلبة المملوكة بالكامل لشركة بريمير، والمعروفة باسم مشروع "إل آي ثري".
تفاصيل الصفقة
يقع مشروع "إل آي ثري" في منطقة "موتار غرينستون بلت"، التي تمتد من نهر أودزي في الغرب إلى الحدود الشرقية لموزمبيق، وهي منطقة تحظى باهتمام كبير؛ بفضل الليثيوم ورواسب الذهب المحتملة.
واستحوذت شركة بريميز على المشروع من شركة "ليثيوم كونسليداتيد" في 28 يوليو/تموز 2020، وتحتفظ بمساحة 1500 هكتار من التراخيص داخل منطقة "موتار غرينستون بلت".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بريمير، جورج روتش، إن شركة "إل آي ثري" تخطط للإدراج في بورصة تورنتو، وهذا سيلفت انتباه العالم إلى زيمبابوي،وسيجذب المزيد من الاستثمارات للبلاد، مضيفًا أن الاتفاق يغذّي مصالحها في مجال الليثيوم.
وبدورها، وافقت شركة "إل آي ثري ريسورسز" على استثمار 250 ألف دولار أميركي لتطوير الأعمال الاستكشافية الحالية والدراسات البيئية والتقنية وأيّ نفقات إدارية أخرى.
وستحصل الشركة على مهلة حتى 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل، لاستثمار الإنفاق بهدف الاستحواذ على حصة 50% في مشروع "إل آي ثري"، وفي حال عدم استيفاء الإنفاق المطلوب خلال المدة الزمنية المحددة، يسقط القرار، حسبما نشر موقع نيوز ريليسيز.
وتعدّ شركة "إل آي ثري" شركة خاصة تركّز على اكتشاف الليثيوم، ويدعمها كبار المديرين التنفيذيين في قطاع التعدين، الذين سبق أن حققوا نجاحات في القطاع.
ويمثّل مشروع "إل آي ثري" الأول للشركة بين عدد من عمليات الاستحواذ المستهدفة، إذ تخطط للحصول على محفظة استثمارية في مشروعات التنقيب عن الليثيوم بجميع أنحاء العالم، ومن ثم إدراج أسهمها في بورصة دولية معترف بها.
جذب الاستثمارات
مع تزايد الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، من المتوقع أن تحقق زيمبابوي مكاسب ضخمة بفضل احتياطيات الذهب الأبيض، لكن القطاع تأثّر بالعقوبات الغربية التي فُرضت خلال حكم رئيس زيمبابوي السابق روبرت موغابي.
فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، فرضت عقوبات على شركة تسويق المعادن في البلاد "إم إم سي زد"، وهي كيان تديره الدولة، ومسؤول عن جميع صادرات المعادن في البلاد.
وبعد سنوات من الركود الاقتصادي، تحولت هراري إلى الصين، التي أعطت منحًا وقروضًا إلى الحكومات الأفريقية.
وفي المقابل، حصلت بكين على امتيازات تعدين الماس والذهب والليثيوم والكروم.
وخلال العام الماضي، شهدت البلاد صفقة استحواذ بين شركة بروسبكت الأسترالية وشركة تشجيانع هوايو كوبالت الصينية، إذ حصلت الأخيرة على حصة الشركة الأسترالية البالغة 87% بقيمة 422 مليون دولار أميركي؛ لشراء منجم أركاديا لليثيوم في زيمبابوي.
ويهدف مشروع أركاديا إلى معالجة 2.4 مليون طن من الخام سنويًا، لكنه لم يبدأ الإنتاج التجاري حتى الآن.
وقبل ذلك، حصلت شركة تشنغشين ليثيوم الصينية على حصة بنسبة 51% في منجم الليثيوم سابي ستار بشرق زيمبابوي التابع لشركة ماكس مايند إنفستمنت، وبلغ حجم الصفقة قرابة 77 مليار دولار أميركي.
إنتاج الليثيوم في زيمبابوي
وفقًا لتقرير أسواق التعدين الأفريقية، تعدّ زيمبابوي الدولة الأفريقية الرائدة في مجال إنتاج الليثيوم، ورابع أكبر دولة عالميًا.
ومع دعوات قادة العالم لاعتماد تقنيات تعزز إنتاج الطاقة النظيفة، لفت قطاع التعدين في زيمبابوي الأنظار العالمية كافة.
فبالنظر إلى احتياطياتها الهائلة، تؤكد المشروعات في زيمبابوي -خاصة مشروع أركاديا- أن تلك الدولة الأفريقية يمكن أن تهيمن على الإمدادات العالمية.
وتُصدّر البلاد -حاليًا- المعادن الخام بدلًا من المنتجات المصنّعة، إلى جانب معاناتها من الآثار السلبية للتعدين، دون جذب القوى العاملة والعملات الأجنبية.
ووفقًا للتقارير، تتعرض المجتمعات المحلية للاختناق؛ بسبب التنقيب عن المعادن، بينما يواجه آخرون شبح الإخلاء من المناطق؛ نتيجة عمليات الاستكشاف والاستخراج، ويتسبّب ذلك في تكبّد الدولة الأفريقية خسائر فادحة مقارنة بالمكاسب.
اقرأ أيضًا..
- روسنفط الروسية تخسر مناقصة ضخمة
- المعادن الأرضية النادرة.. تقنية جديدة تساعد على استخراجها من نفايات الفحم
- كيف تسهم كفاءة الطاقة في تحقيق الحياد الكربوني؟ (إنفوغرافيك)