يواجه إنتاج النفط في نيجيريا تحديات عديدة ومتلاحقة، جعلت البلاد عاجزة عن تلبية حصتها الشهرية المقررة من قبل منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، وتعدّ سرقة الخام الأسود أبرز هذه التحديات.
وفي أقلّ من عامين، تراجع عدد حفارات إنتاج النفط الخام العاملة في نيجيريا بنسبة 37.5% إلى 10 حفارات فقط خلال مارس/آذار الماضي، وفقًا لبيانات أوبك.
ويشير مصطلح حفارات النفط أو الغاز إلى برج يتخلله عمود (أنبوب)، في أسفله رأس مصمم مواد خاصة، لاستخراج ومعالجة النفط والغاز الطبيعي الموجود في التكوينات الصخرية تحت قاع البحر، هذا البرج يمكن أن يُرَكّب على الأرض أو على شاحنة، أو على سفينة، أو على منصة بحرية، ويمكن نقله من مكان لآخر.
تراجع حفارات النفط
نيجيريا واحدة من أكبر دول العالم امتلاكًا للاحتياطيات النفطية، كما إنها أكبر دولة أفريقية إنتاجًا للذهب الأسود.
وبحسب أحدث تقرير لمنظمة أوبك عن سوق النفط، والصادر في أبريل/نيسان الجاري، كانت نيجيريا تمتلك 16 حفارة نفط عام 2019، لكن هذا العدد تراجع إلى 11 حفارة في عام 2020، ثم هوى إلى 7 حفارات فقط في 2021.
وخلال الربع الثاني من عام 2021، تراجع عدد حفارات النفط في نيجيريا إلى 5 حفارات، قبل أن يرتفع إلى 10 خلال الربع الثالث من العام ذاته، لكن قبل نهاية العام، هبط عدد الحفارات النفطية في نيجيريا إلى 7 فقط.
وشهد الربع الأول من العام الجاري إضافة حفارة جديدة، ليرتفع العدد إلى 8 خلال فبراير/شباط الماضي، بحسب بيانات أوبك.
وفي مارس/آذار الماضي، قُدِّرَ عدد حفارات النفط في نيجيريا بـ 10، مقابل 16 في عام 2019، بانخفاض قدره 37.5%.
وتراجع عدد حفارات النفط في عدّة دول أخرى من أعضاء المنظمة، باستثناء إيران التي احتفظت بـ 117منصة حفر منذ عام 2019.
على سبيل المثال، تراجع عدد منصات الحفر في المملكة العربية السعودية من 115 إلى 74، كما انخفض في الجزائر من 45 حفارة إلى 30، وفي الإمارات العربية المتحدة تراجع عدد حفارات النفط من 62 إلى 41، بين عامي 2019 ومارس/آذار 2022.
وعلى الرغم من ذلك، شهدت دول، مثل أنغولا وفنزويلا وليبيا، ارتفاعًا هامشيًا في عدد حفارات النفط العاملة لديها.
سرقة النفط في نيجيريا
تُرجع الشركات العاملة في قطاع الطاقة النيجيري الانخفاضَ في إنتاج النفط إلى سرقة الخام الأسود، في حين تتصاعد حدّة المخاوف لدى الحكومة النيجيرية من تخارج شركات النفط الدولية العاملة في البلاد، بسبب الضغط العالمي لتحقيق الحياد الكربوني.
وأظهر التقرير الشهري لمنظمة أوبك تراجُعَ إنتاج نيجيريا من النفط، تدريجيًا، بدءًا من شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري.
وأنتجت نيجيريا 1.413 مليون برميل/ يوميًا من النفط الخام في يناير/كانون الثاني، تراجعت إلى 1.378 مليون برميل/يوميًا في فبراير/شباط، ثم هبطت إلى 1.354 مليون برميل/يوميًا في مارس/آذار.
وخلال المدة من يناير/كانون الثاني 2021 إلى فبراير/شباط 2022، بلغت القيمة الإجمالية للنفط الخام المسروق من نيجيريا نحو 3.27 مليار دولار، بحسب بيانات هيئة تنظيم قطاع النفط في نيجيريا، والتي نقلتها صحيفة ذا بانش المحلية.
وأكدت شركات النفط العالمية العاملة في نيجيريا أن سرقة الخام الأسود لاتشكّل تهديدًا فقط لاستمرار أعمالها في البلاد، ولكن تمثذل خطرًا على الاقتصاد النيجيري عمومًا.
عزا المدير العامّ لشركة النفط الوطنية النيجيرية، مالام ميلي كياري، تراجع إنتاج الخام في البلاد لأقلّ من 1.5 مليون برميل يوميًا إلى تعرُّض الحقول النفطية للسرقة والتخريب منذ ما يزيد عن عام.
وأطلقت البحرية النيجيرية، مطلع الشهر الجاري، عملية خاصة تستمر 3 أشهر؛ لمنع لصوص النفط من القيام بمزيد من عمليات التخريب لمنشآت الغاز والنفط في نيجيريا، عبر نشر 40 سفينة و5 طائرات هليكوبتر و200 قارب.
وحددت منظمة أوبك حصة نيجيريا من إنتاج النفط عند 1.8 مليون برميل يوميًا، وهي الحصة التي لم تستطع الدولة الأفريقية الوفاء بها بسبب عمليات سرقة الخام الأسود.
وتمتلك نيجيريا أكثر من 206.53 تريليون قدم مكعبة من احتياطي الغاز المؤكد، ما يجعلها واحدة من أكبر 6 دول في العالم من حيث احتياطيات الغاز، بحسب بيانات إدارة الموارد النفطية، ويستحوذ إنتاج النفط في نيجيريا على نحو 9% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
موضوعات متعلقة..
- حجم التسربات النفطية في نيجيريا يتضاعف خلال 2021
- نيجيريا.. مصرع أكثر من 100 شخص في انفجار مصفاة نفط غير قانونية
- دعم الوقود في نيجيريا يواجه عقبة جديدة بعد ارتفاع أسعار النفط (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الطلب على الفحم.. أزمة الطاقة والحرب في أوكرانيا تعيد الوقود الملوث إلى الواجهة
- تحديات تهدد صادرات النفط الروسي إلى آسيا (تقرير)
- كيف تُسهم آبار النفط والغاز في توفير الكهرباء النظيفة والوظائف؟ (تقرير)