النفط والغاز في أميركا.. لماذا تتباطأ الشركات في زيادة الإنتاج رغم ارتفاع الأسعار؟
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
أجبرت ضغوط المستثمرين شركات النفط والغاز في أميركا على الإحجام عن زيادة الإنتاج بوتيرة كبيرة، رغم تحقيق أسعار الخام مكاسب قوية هذا العام، متجاوزة حاجز 100 دولار للبرميل.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، لا تُترجم ارتفاعات أسعار النفط والغاز الطبيعي إلى زيادة الإنتاج؛ بسبب ضغوط المستثمرين للحفاظ على انضباط رأس المال،
وخلُص التقرير إلى أن نمو الإنتاج لم يعد الهدف الرئيس لصناعة النفط والغاز في أميركا، بل تعمل الشركات على تعزيز الإيرادات التشغيلية مع ارتفاع الأسعار، واستخدام التدفقات النقدية الحرة، لسداد الديون ومنح مكافآت للمساهمين.
إنتاج النفط والغاز
تزايدت الدعوات في الولايات المتحدة لزيادة إنتاج النفط والغاز وخفض الأسعار للمستهلكين، مع إقرار العديد من الدول -منها أميركا- حظرًا على واردات الطاقة الروسية.
ورغم ذلك، وعلى عكس السنوات السابقة التي شهدت ارتفاعًا في أسعار النفط والغاز، لم يستجب المنتجون الأميركيون بمزيد من عمليات الحفر، حسب التقرير.
ويقول محلل تمويل الطاقة في معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، تري كوان: "يُظهر هذا الاتجاه أن القضية الرئيسة لشركات النفط والغاز في أميركا ليست زيادة الإنتاج، بل سداد الديون ومكافأة المساهمين".
ووفقًا لمسح صادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، قال 59% من المسؤولين التنفيذيين المشاركين في الاستطلاع، إن ضغط المستثمرين للحفاظ على انضباط رأس المال -في ظل ارتفاع الأسعار- هو السبب وراء عدم زيادة الإنتاج.
ووفقًا للتقرير، فإن شركات النفط والغاز في وضع ضعيف لزيادة الإنتاج، فقد استنفدت العديد من الشركات مخزوناتها من الآبار غير مكتملة الحفر للحفاظ على انخفاض التكاليف.
وبحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة، من المتوقع ارتفاع إنتاج النفط الأميركي بنسبة 7.6%، ما يعادل 850 ألف برميل يوميًا في عام 2022، في حين سيشهد إنتاج الغاز زيادة بوتيرة أبطأ تُقدَّر بنحو 3.3%، أو 3.1 مليار قدم مكعبة يوميًا.
الإنفاق الرأسمالي
كانت الإدارة الأميركية قد انتقدت شركات النفط؛ لأنها تختار تحقيق أرباح دون القيام باستثمارات إضافية للمساعدة في تعزيز إنتاج النفط والغاز في أميركا، مشيرةً إلى أنها تعتزم فرض رسوم على المنتجين الذين يكدّسون التصاريح وعقود الإيجار دون استخدام.
وبحسب مسح أجراه معهد اقتصاديات الطاقة، فإن 27 من شركات النفط الأميركية المدرجة في البورصة، قد خصصت 35.2 مليار دولار للنفقات الرأسمالية لتمويل عمليات الحفر في 2022، بزيادة 8% عن العام الماضي.
وسجلت أسعار النفط هذا العام مكاسب تفوق 45%، مع تجاوز خام غرب تكساس الوسيط مستوى 100 دولار للبرميل.
ويأتي ذلك بعد أن تراجعت النفقات الرأسمالية بشكل كبير في عام الوباء، إثر انخفاض كل من الطلب وأسعار النفط.
ويحذّر التقرير من أن اتّساع الفجوة بين التغيّرات في النفقات الرأسمالية وأسعار النفط سيكون له عواقب على إنتاج النفط والغاز في أميركا مستقبلًا.
وبحسب التقرير، فإنه منذ بداية العام، حقق قطاع الطاقة أداءً أفضل من 10 قطاعات أخرى في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم الأميركية.
ومع ذلك، كان أداء أسهم شركات قطاع الطاقة أقلّ -رغم ارتفاع الأسعار- مقارنةً مع شركات السلع الأخرى، التي ارتفعت أسعارها أيضًا.
موضوعات متعلقة..
- النفط والغاز.. كيف دفع غزو أوكرانيا إلى تعديل أميركا شروط استئناف التنقيب البري؟
- توقعات بارتفاع إنتاج النفط والغاز في أميركا قرب مستويات قياسية
اقرأ أيضًا..
- توليد الكهرباء في أميركا.. حصة الطاقة المتجددة قد ترتفع لـ33% بحلول 2026
- مخزونات النفط الأميركية تهبط 8 ملايين برميل في أسبوع