النفط الروسي.. الهند تغير إستراتيجيتها بحثًا عن خصومات أكبر
دينا قدري
تعتزم مصافي التكرير الهندية شراء أكبر قدر ممكن من النفط الروسي، مع تطلّعها إلى الحصول على خصومات أكبر، من خلال تحويل إستراتيجية الشراء الخاصة بها.
إذ عادةً ما تشتري مصافي التكرير التابعة للدولة من السوق الفورية من خلال المناقصات، وتلتقط أقلّ عطاء، حسبما نقلت منصة "ذي إيكونوميك تايمز".
وقال مصدر مطّلع على الأمر، إنه ما دام النفط الروسي يُتَداوَل بسعر مخفض، فإن مورّد مثل هذا الخام سيفوز بالمناقصة بسهولة بخصم ضئيل، ما يؤدي إلى تغيير في الإستراتيجية.
واردات النفط الروسي
اشترت مصافي التكرير الهندية أكثر من 15 مليون برميل من النفط الروسي من تجّار وكذلك شركات روسية، منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط، ودفعت بالدولار عبر قنوات مصرفية عادية، بحسب ما أفادت به المصادر.
إذ أفلتت صادرات الطاقة الروسية حتى الآن من العقوبات الغربية، ما يضمن قنوات دفع خالية من المتاعب للمشترين الهنود.
مع ذلك، لم تتلقَّ مصافي التكرير الهندية حتى الآن نوع الخصومات المذكورة في تقارير المحللين، وتسعى الآن إلى خصومات أكبر من المورّدين الروس.
قيّمت إس آند بي غلوبال بلاتس خصمًا قدره 33 دولارًا للبرميل من الخام الروسي، مقارنةً بمؤشر برنت القياسي الشهر الماضي.
خصومات غير كافية
كانت مصافي التكرير الهندية تحصل على الخام الروسي على أساس التسليم فقط، لتجنّب مخاطر الشحن والتأمين التي ارتفعت بشكل كبير، إذ لا ترغب السفن بالدخول في مناطق الحرب، وتتقاضى شركات التأمين وشركات إعادة التأمين أقساطًا باهظة.
وقال أحد المصادر: "إذا افترضنا تكلفة 10 دولارات للبرميل لزيادة أقساط الشحن والتأمين، فإن الخصم على أساس التسليم كان ينبغي أن يكون نحو 23 دولارًا".
وأضاف: "لكن أفضل الخصومات لمصافي التكرير الهندية تراوحت بين 10 دولارات و15 دولارًا للبرميل"، مضيفًا أن الخصومات في الأيام الأولى للحرب كانت أقلّ من ذلك.
وعد بايدن للهند
في هذا السياق، تزايدت أعداد شركات النفط وشركات التكرير الهندية التي وقّعت صفقات ضخمة، لتأمين احتياجاتها من النفط من خام الأورال الروسي.
إذ اشترت شركة بهارات بتروليوم المحدودة الهندية مليوني برميل من الأورال الروسية للتحميل في مايو/أيار من التاجر ترافيغورا، لتنضم إلى هندوستان بتروليوم وإنديان أويل.
كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أبلغ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أنه ليس من مصلحة نيودلهي شراء النفط الروسي، وأن "مصلحة الهند تقتضي عدم زيادة وارداتها من إمدادات الطاقة الروسية".
وشدد بايدن -خلال اجتماع افتراضي في 11 أبريل/نيسان- على استعداد الولايات المتحدة لمساعدة الهند على تنويع وارداتها من الطاقة، إذا التزمت بعدم زيادة إمداداتها من روسيا.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية: تأثيرات العقوبات ضد روسيا تظهر بشكل كامل في مايو
- خدعة موسكو لتصدير النفط الروسي وتجنب العقوبات.. نصفه يمر عبر قناة السويس (خريطة)
- مسؤولون هنود: واردات النفط الروسي ضئيلة ونأمل في عودة الخام الإيراني والفنزويلي
اقرأ أيضًا..
- أوابك: الجزائر والسعودية تتصدران اكتشافات النفط والغاز العربية خلال 2022
- الغاز الجزائري.. إسبانيا تطالب بزيادة حصتها و"سوناطراك" تراجع الأسعار
- أفضل أنواع الألواح الشمسية للاستخدام المنزلي.. الشركات والأسعار
- أزمة الرقائق الإلكترونية تجبر جنرال موتورز وتويوتا على خفض الإنتاج في أميركا
الهند تستغل الحرب الاوكرانية للحصول على الكثير من الفوائد بخلاف مواقف معظم العرب التي لم تحقق اية تنازلات من اية جهة في هذا الظرف.