وقف إزالة الغابات.. 3 أسباب مهمة لتحقيق الحياد الكربوني
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
وقف إزالة الغابات أمر لا غنى عنه في خطط معالجة تغير المناخ؛ لأن الأشجار المقطوعة لا تُسهم فقط في إطلاق انبعاثات كربونية، بل تُقلل كمية الكربون الممتصة من الغلاف الجوي، الأمر الذي يصعب معه تحقيق أهداف الحياد الكربوني.
ومن شأن الفشل في تقليل إزالة الغابات بسرعة، أن يجعل التحدي الهائل المتمثل في الحدّ من درجات الحرارة عند 1.5 درجة أكثر صعوبة- وربما مستحيلًا، بحسب تقرير حديث نشره المنتدى الاقتصادي العالمي.
ويمثّل سوء استخدام الأراضي، الناتج في الغالب عن إزالة الغابات، نحو 16% من إجمالي الانبعاثات البالغة 42 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، والتي تتسبّب فيها الأنشطة البشرية، وفقًا للتقرير.
دور الغابات
تقوم حسابات ميزانية الكربون العالمية بافتراض أن امتصاص الكربون من قبل الغابات مستمر، ولكن كل جزء من الغابات المفقودة يؤثّر سلبًا في هذا الامتصاص، بحسب التقرير.
وميزانية الكربون هي كمية ثاني أكسيد الكربون المسموح بها مع استمرار وجود فرصة لاحتواء الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
وفي المناطق الاستوائية، تبلغ المساحة الإجمالية للغابات المفقودة منذ عام 1990 نحو مليوني كيلومتر مربع، ما يعادل مساحة دولة المكسيك، بحسب منتدى الاقتصاد العالمي.
ليس هذا فحسب، بل إن في بعض المناطق، مثل الأمازون، قد تحوّل إزالة الغابات بشكل كبير فيها مناطقَ بأكملها من امتصاص الكربون إلى إطلاقه.
وأظهرت دراسة لمجلة نيتشر البريطانية، نشرها المنتدى الاقتصادي العالمي، أنَّ تحلُّل الأشجار الميتة أو الخشب المتناثر على الأرض في الغابات يُطلق نحو 10.9 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وفي هذا الإطار، تُعدّ عملية إعادة التحريج -إعادة تشجير الغابات- أداة لمعالجة تغيّر المناخ، لكن مساحة الأرض التي يمكن إعادة تشجيرها محدودة؛ بسبب المطالب المتنافسة، مثل إنتاج الغذاء أو نمو الوقود الحيوي.
أهمية وقف إزالة الغابات
في قمة المناخ كوب 26 المنعقدة أواخر العام الماضي في غلاسكو، تعهّد أكثر من 100 من قادة العالم بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030، من خلال تقديم دعم بنحو 19.2 مليار دولار من الأموال العامة والخاصة.
ومن شأن التوقف عن إزالة الغابات عالميًا -خاصة في المناطق المدارية- بحلول عام 2030، أن يُسهم بشكل كبير في تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي، لعدّة أسباب، بحسب التقرير.
السبب الأول: أنه من شأن الانبعاثات الناتجة عن تغيير استخدام الأراضي أن تستهلك نحو 15% من الميزانية العالمية للكربون خلال العقد المقبل وحده، بافتراض استمرار المعدل الحالي، الأمر الذي يجعل عملية إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي صعبة.
السبب الثاني: أن وقف إزالة الغابات لا يعني وقف جميع الانبعاثات الناتجة عن هذه العملية في الماضي، لكن التخلي المبكر عن إزالة الغابات من شأنه أن يسمح لهذه الانبعاثات السابقة بالاقتراب من هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
السبب الثالث: أن الغابات تعدّ أكثر من مجرد مُخزّن للكربون، بل إنها تستهلكه بشكل كبير، إذ تعمل على إزالة 20% من الانبعاثات الناتجة عن النشاط البشري سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- كوب 26 والبرازيل.. التزام بالحياد الكربوني وتعهُد بوقف إزالة الغابات
- مقاطعة بولدر الأميركية تقاضي إكسون موبيل وسنكور بسبب حرائق الغابات
اقرأ أيضًا..
- الطاقة في باكستان.. أزمات مزمنة رغم وفرة الموارد المتجددة (تقرير)
- قطاع الطاقة النيجيري في مرمى نيران التخريب.. هجمات وسرقة وتعطيل الإنتاج