الغاز الطبيعي المسال.. اليابان تطالب شركات الكهرباء بتوفير احتياطي 3 أسابيع
بعد تخليها عن الواردات الروسية
أحمد بدر
طلبت الحكومة اليابانية من شركات الكهرباء زيادة احتياطياتها من الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى تقاسم موارد الطاقة، وذلك بعدما أوقفت طوكيو وارداتها من الطاقة الروسية، على خلفية غزو أوكرانيا.
وتسعى اليابان -التي تفتقر إلى موارد الطاقة- إلى الحصول على مصادر أخرى من الغاز الطبيعي المسال، بعد انضمامها إلى الدول التي تعاقب روسيا، المنتج الرئيس عالميًا للنفط والغاز، وزاد الأمر صعوبة بإعلان رئيس الوزراء فوميو كيشيدا حظر الفحم الروسي، وفقًا لوكالة رويترز.
ويعمل رئيس الوزراء الياباني، الذي يخوض الانتخابات مرة أخرى في يوليو/تموز المقبل، على تحقيق التوازن بين أمن الطاقة لثالث أكبر اقتصاد في العالم، والضغوط المتزايدة على مجموعة الدول الصناعية الـ7 لفرض عقوبات أشد على روسيا، مع انتشار أنباء عن ارتكاب فظائع في أوكرانيا.
احتياطي ضعيف
وجّهت وزارة الصناعة اليابانية شركات الكهرباء إلى التأكد من أنها تملك احتياطيات من الغاز الطبيعي المسال تكفي 3 أسابيع، كما حثّت شركات الغاز والكهرباء على تبادل عمليات البيع للغاز الاحتياطي فيما بينها، بدلًا من عرضه للبيع في الخارج.
ويناقش مسؤولو وزارة الصناعة اليابانية إجراءات توفير الغاز الطبيعي المسال مع ممثلي الصناعة، مؤكدين أن الإجراءات ستكون متواضعة، وتتطابق مع الخطوات التي اتخذتها المرافق خلال أزمة الطاقة، العام الماضي.
ويمثّل الغاز الطبيعي المسال القادم من روسيا نحو 3% فقط من إجمالي إنتاج الكهرباء في اليابان، ولكن اليابان ليس لديها مجال للخطأ، إذ جرى الضغط على قدرة التوليد بسبب إغلاق محطات الطاقة النووية في أعقاب كارثة فوكوشيما عام 2011.
بالإضافة إلى ذلك، هناك آثار زلزال الشهر الماضي، الذي أدى إلى تدمير مؤقت لبعض محطات الطاقة، ونتجت عنه تحذيرات كبيرة من احتمالات انقطاع التيار الكهربائي.
أزمة التوريد
قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، مؤخرًا، إن بلاده تهدف إلى تقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، لكنها ستواصل الاستيراد من مشروعات سخالين للنفط والغاز في الشرق الأقصى لروسيا، حيث تمتلك الحكومة والشركات اليابانية حصصًا.
ومع ذلك، فإن قدرة اليابان على الحفاظ على تدفق الغاز الطبيعي المسال من مشروع سخالين أصبحت أقل تأكيدًا، بعد أن هددت روسيا بقطع الغاز عن الدول الأوروبية "غير الصديقة"، ما لم تدفع بالروبل.
وعلى عكس الدول الأوروبية التي يمكنها تخزين كميات احتياطية من الغاز الطبيعي المسال تكفيها لعدّة أشهر تحت الأرض، لا تملك اليابان سوى مساحة تخزين كافية فقط للاحتفاظ بالوقود شديد البرودة لمدة 3 أسابيع.
ومع تزايد عدم اليقين بشأن واردات الطاقة الروسية، بدأت المرافق اليابانية تبحث عن طرق لاستبدال الغاز الروسي، الذي يشكّل 9% من الغاز الطبيعي المسال المستهلك في اليابان، إذ يُستخدَم لتوليد الكهرباء، بجانب توصيله بالأنابيب إلى المنازل والشركات.
مصادر أخرى
كان رئيس شركة هيروشيما للغاز كينسوكي ماتسوفوجي، قد قال في وقت سابق، إنه في حال استحالة الحصول على الغاز الطبيعي المسال من سخالين، ستبحث اليابان عن مصادر أخرى، أو تحصل على بعضها من شركات أخرى.
وأوضح متحدث باسم الشركة لـ"رويترز" أن هيروشيما للغاز -التي تزوّد مسقط رأس كيشيدا بالغاز، وتحصل على نصف الغاز الطبيعي المسال من روسيا- تُجري محادثات للشراء من أماكن أخرى، من بينها ماليزيا.
وتحاول شركة طوكيو غاز -التي تحصل على عُشر إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال من روسيا- شراء المزيد من الغاز مباشرة من المنتجين لتجنّب الأسواق الفورية، حيث تبلغ تكلفته 5 أضعاف.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: دون الطاقة النووية ستواجه دول مثل المغرب والجزائر كارثة
- اكتشافات النفط في الجزائر خلال 2022 (إنفوغرافيك)
- شل تستأنف تشغيل أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا