5 تغيّرات في سوق النفط نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- العقوبات ضد روسيا طالت كمية صغيرة من صادرات النفط
- غزو أوكرانيا أحدث تقلبات كبيرة في أسعار خامات النفط
- مصافي التكرير العالمية تتجه لتحقيق أرباح قياسية مع الأزمة الأوكرانية
- ارتفاع الأسعار يهدد الطلب العالمي على النفط
- تحقيق التوازن في سوق النفط يحتاج إلى بضعة أشهر
تغلغلت آثار الغزو الروسي لأوكرانيا في سوق النفط، مع مخاوف من صدمات في الطلب والمعروض، ما دفع أسعار الخام فوق مستويات 100 دولار للبرميل.
وبدأت الحكومات اتخاذ تدابير عديدة لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، مع لجوء أعضاء وكالة الطاقة الدولية للسحب من احتياطي النفط الإستراتيجي.
ومن المرجح أن تظل حالة عدم اليقين المحيطة بالحرب والاستجابات المحتملة للحكومات المختلفة قائمة لبعض الوقت.
وتوضح شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير حديث، 5 اتجاهات شهدت تغييرًا في سوق النفط؛ بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
حظر النفط الروسي
لم تتأثر إمدادات سوق النفط كثيرًا بالعقوبات ضد روسيا، على الرغم من فرض الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية حظرًا على استيراد النفط الروسي، واتجاه العديد من الدول والشركات إلى تقليل اعتمادها على الخام والمنتجات الروسية، بحلول نهاية عام 2022.
وبحسب وود ماكنزي، فإنه من إجمالي صادرات النفط الروسية البالغة 4.6 مليون برميل يوميًا، يخضع مليون برميل يوميًا فقط للعقوبات الأحادية من قبل الدول، وهي كمية من خام الأورال الروسي مخصصة في الغالب للمصافي الأوروبية.
ومن المتوقع أن ترتفع الكمية الخاضعة للعقوبات إلى 1.2 مليون برميل يوميًا، عندما توقف شركة توتال إنرجي استخدام الخام الروسي في مصفاة ليونا الألمانية.
ويواجه التجّار صعوبات في التعامل مع صادرات النفط الروسية؛ بسبب العقوبات، ومع ذلك، لا يزال معظم النفط الخام والديزل الروسي يصل إلى السوق.
ولا تزال شركات النفط التي أوقفت شراء النفط الروسي ملتزمة بالشراء بموجب العقود، وقد يستغرق إنهاء بعضها شهورًا، بحسب التقرير.
تقلبات أسعار خامات النفط
من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على سوق النفط أيضًا، أنها أحدثت تقلبات كبيرة في فروق أسعار النفط الخام خلال الأسابيع الـ5 الماضية، مع تدافع المصافي على المواد الأولية البديلة.
وتاريخيًا، يحظى خام برنت، القياسي العالمي بعلاوة سعرية تتراوح بين 2 و3 دولارات للبرميل على خامي الأورال الروسي ودبي، اللذينِ عادةً ما يُسعّران بالمستويات نفسها في أسواقهما الإقليمية، نظرًا لجودتهما المماثلة.
ومع ارتفاع أسعار النفط مؤخرًا، زادت هذه العلاوة، ليُتداول خام برنت أعلى بنحو 10 دولارات للبرميل مقارنة مع خام دبي، و30 دولارًا عن خام الأورال الروسي.
وبحسب التقرير، فإن هذا الفارق الهائل بين خامي الأورال ودبي يعكس علاوة المخاطرة الهائلة التي تتطلبها سوق النفط للتعامل مع الشحنات الروسية.
وقفزت أسعار خام برنت أكثر من 40% خلال الربع الأول من العام الجاري، مع تداول الذهب الأسود أعلى من 105 دولارات للبرميل.
أرباح مصافي التكرير
تبدو ظروف السوق الحالية مشجعة للغاية لشركات التكرير، التي بصدد تحقيق أرباح قياسية، كما ترى وود ماكنزي.
وأدت العقوبات إلى تحويل صادرات الديزل الروسية المتجهة إلى أوروبا لمناطق أخرى، مما جعل القارّة تواجه نقصًا في الإمدادات، إذ كانت أحجام التخزين منخفضة نهاية فصل الشتاء.
ونتيجة لذلك، قفزت أسعار الديزل مع زيادة الطلب من جانب السوق الأوروبية، مما رفع هوامش ربح مصافي التكرير.
وبلغ مقياس هامش التكرير العالمي المركب لدى وود ماكنزي 15 دولارًا للبرميل في مارس/آذار الماضي، أي أعلى 5 مرات من المتوسط السنوي لعام 2021.
ورغم الاختلافات الإقليمية، ارتفعت هوامش التكرير في آسيا والولايات المتحدة بالوتيرة نفسها.
الطلب على النفط
أحدث الغزو الروسي لأوكرانيا اضطرابات في إمدادات سوق النفط، ما رفع أسعار الخام فوق 100 دولار للبرميل.
وبحسب التقرير، تُشكّل الأسعار المرتفعة تهديدًا للطلب العالمي على النفط، وكلما طالت مدة الصعود، زاد التهديد.
وفي الشهر الماضي، قلّصت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط بنحو 950 ألف برميل يوميًا، ليكون من المرجح ارتفاع الطلب 2.1 مليون برميل يوميًا في 2022، كما حذّرت أوبك من تضرر استهلاك الخام، جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
وتظهر العلامات الأولى عند مضخة البنزين، ومن الواضح أن سائقي السيارات حول العالم يشعرون بالأزمة، جراء ارتفاع الأسعار.
ويُعدّ الطلب على الديزل أقلّ تأثرًا؛ بسبب الأسعار، مع الاستهلاك الأكبر من قطاعات التوزيع والصناعة.
العودة الكاملة للصادرات الروسية
من المتوقع ألّا تعود صادرات النفط الخام والمنتجات النفطية من روسيا بكامل قوّتها حتى حلّ الأزمة الأوكرانية، وفق وود ماكنزي.
وبالنظر إلى التحديات الراهنة، سوف تستغرق سوق النفط بضعة أشهر للعودة إلى التوازن من جديد.
وفي الوقت الحالي، بدأت سوق النفط تتكيف مع الأزمة، وسط تدفّق خام الأورال الروسي غير المرغوب فيه من أوروبا إلى آسيا، واتجاه خامات الشرق الأوسط وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى أوروبا.
كما قد تجد صادرات الديزل الروسية موطنًا لها في الأسواق الأخرى التي تعاني من عجز الإمدادات، مثل أفريقيا وحتى أميركا اللاتينية، وفق التقرير.
موضوعات متعلقة..
- توقعات بتراجع الطلب على النفط مليون برميل يوميًا مع غزو أوكرانيا
- سوق النفط.. كيف يرى كابسارك الأسعار والطلب في 2022؟
اقرأ أيضًا..
- سرقة النفط تهدد 8 دول.. وقصة "الحمار في الجزائر" أبرز الحوادث
- تواصل إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.. ورد موحد ضد قرار الدفع بالروبل
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
- السيارات الكهربائية.. هل تنصاع الشركات لخطط تبديل البطاريات الصينية؟