وكالة الطاقة الدولية: أهداف الوصول الشامل للكهرباء مهددة بسبب الوباء
وأفريقيا الأكثر تضررًا
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
ترى وكالة الطاقة الدولية أن جائحة كورونا تسببت في عرقلة التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة حتى مع استمرار الإضافات القياسية للطاقة المتجددة.
وعلى الرغم من أن الطاقة المتجددة أظهرت مرونة كبيرة في مواجهة صدمة فيروس كورونا؛ فإن الوباء أثر سلبًا في التقدم المحرز للحصول على الكهرباء ووقود الطهي النظيف، مع إبطاء تحسينات كفاءة الطاقة، بحسب تقرير صادر، اليوم الجمعة، عن وكالة الطاقة الدولية.
والأكثر من ذلك، أنه حتى إذا حافظت مصادر الطاقة المتجددة على نموها السريع، وتعافت تحسينات كفاءة الطاقة إلى مستويات ما قبل الوباء؛ فإن هذه التدابير ستظل متأخرة عن المعدل المطلوب لتحقيق أهداف الوصول الشامل إلى الكهرباء بحلول عام 2030 والحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، بحسب التقرير.
الوصول إلى الكهرباء
بحسب وكالة الطاقة الدولية؛ فإن هناك 770 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يفتقرون إلى الكهرباء بنهاية عام 2020.
ودون اتخاذ إجراءات سياسية إضافية، سيظل هناك 670 مليون شخص يفتقرون إلى الكهرباء بحلول عام 2030، جميعهم تقريبًا في أفريقيا، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
ونتيجة لتداعيات الوباء، زاد عدد الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الكهرباء في أفريقيا خلال 2020، للمرة الأولى منذ عام 2013، ليمثل ما يقرب من 80% من الإجمالي العالمي.
ورغم تباطؤ معدل الوصول إلى الكهرباء في آسيا؛ فإن القارة أثبتت أنها أكثر مرونة من أفريقيا، بفضل السياسات الفعالة وسهولة الوصول إلى التمويل.
الطهي النظيف
ارتفع عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى وقود الطهي النظيف في عام 2020، مع تداعيات خطيرة على تلوث الهواء المنزلي وإزالة الغابات.
ولم يُغيّر الوباء أولويات الحكومة بعيدًا عن مبادرات الطهي النظيف فحسب؛ بل أجبرت المصاعب الاقتصادية العديد من الأشخاص على العودة إلى حرق الفحم أو الحطب.
وفي جميع أنحاء العالم، يفتقر 2.5 مليار شخص إلى خيارات الطهي النظيف، وسينخفض العدد إلى 2.1 مليارًا بحلول عام 2030، في ظل السياسات الحالية، بحسب التقرير.
ورغم ذلك؛ فإن تحقيق الوصول الكامل إلى خيارات الطهي النظيف بحلول 2030، سيتطلب إيجاد حلول نظيفة لنحو 280 مليون شخص سنويًا، وهذا يعادل 5 أمثال معدل النمو في السنوات التي سبقت الوباء، وفق وكالة الطاقة الدولية.
وترى وكالة الطاقة أن تحقيق الوصول الكامل للكهرباء والطهي النظيف بحلول عام 2030، يتطلب استثمارًا سنويًا يبلغ 43 مليار دولار؛ ما يعادل 2% فقط من الاستثمار العالمي الحالي في الطاقة.
كفاءة الطاقة
تسبب وباء كورونا في تباطؤ تقدم كفاءة الطاقة؛ إذ تحسنت كثافة الطاقة العالمية بنسبة 0.5% فقط في عام 2020.
ولم يكن هذا نتيجة لاضطراب السوق العالمية فحسب، بل أدّى انخفاض أسعار الطاقة والتحول في النشاط الاقتصادي نحو التصنيع إلى انخفاض مستويات تحسينات كثافة الطاقة.
ورغم توقعات ارتفاع معدل التحسن في كفاءة الطاقة هذا العقد إلى 2.3% سنويًا؛ فإنه سيظل أقل بكثير من الوتيرة 3.2% المطلوبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والوتيرة التي تزيد على 4% للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وفي المقابل، تتمثل إحدى النقاط المضيئة في ارتفاع الإضافات القياسية لقدرة الكهرباء المتجددة، بقيادة طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
مع السياسات الحالية، يسير العالم على الطريق الصحيح لزيادة حصة الطاقة المتجددة من إجمالي الاستهلاك النهائي للطاقة إلى 18% بحلول 2030، ارتفاعًا من 12% في عام 2019.
ويتطلب تحقيق الحياد الكربوني ارتفاع حصة الطاقة المتجددة في الاستهلاك النهائي للطاقة إلى 32% بحلول 2030، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
موضوعات متعلقة..
- اجتماع وكالة الطاقة الدولية.. 3 نتائج تحدد مستقبل الطاقة عالميًا
- دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحتاج 350 مليار دولار للوصول إلى الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- التغير المناخي.. كيف تستطيع الدول النامية مواجهة تحديات خفض الانبعاثات؟
- خطة أميركا لخفض أسعار البنزين مع الغزو الروسي لأوكرانيا (إنفوغرافيك)
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
- السيارات الكهربائية.. هل تنصاع الشركات لخطط تبديل البطاريات الصينية؟