سينوك الصينية تستعد لمغادرة أكبر حقول بحر الشمال
وبيع أصولها هناك للتركيز على استثمارات أكثر ربحًا
أحمد بدر
تستعد عملاقة النفط سينوك الصينية لمغادرة أكبر حقل في بحر الشمال، بهدف التركيز على تطوير استثمارات جديدة للنفط والغاز بعيدًا عن الأصول الغربية.
ووفقًا لمصادر مصرفية وصناعية، فإن سينوك كلّفت "بنك أوف أميركا" ببدء التحضير لعملية بيع رسمية لأصولها في بحر الشمال، وهي الخطوة التي قد تمكّنها من جمع أكثر من 3 مليارات دولار، حسبما نقلت وكالة رويترز.
ويتزامن البيع المخطط له مع ارتفاع حادّ في أسعار النفط والغاز العالمية، بعد شحّ الإمدادات العالمية وغزو روسيا -أكبر مصادر النفط- لأوكرانيا.
أكبر صفقة استحواذ
كانت سينوك الصينية قد استحوذت -عام 2013- على مجموعة من الأصول في بحر الشمال، بجزء من عملية شراء بقيمة 15 مليار دولار في "نيكسين" الكندية، وهي أكبر عملية استحواذ خارجية لها حتى الآن.
ورأى الخبراء -حينها- أن الصفقة دليل على دور الصين المتنامي في صناعة النفط والغاز العالمية، إذ استحوذت سينوك على مشغّل حقل "بازارد" النفطي، وهو أكبر حقل في بريطانيا، الذي يعدّ خامه من بين التدفقات التي تحدد سعر نفط بحر الشمال القياسي.
وحسب المصادر، فإنه بالنظر إلى التقلب الشديد في الأسواق، من غير الواضح ما إذا كان المشترون والبائعون قادرين على الاتفاق على قيمة الأصول.
استثمارات سينوك
أشرفت سينوك الصينية -التي تمتلك 43.2% من حقل بازارد- على الاستثمار في حفر آبار جديدة، الأمر الذي أوقف تراجع إنتاجها، إذ ينتج حقل بازارد نحو 80 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
كما تمتلك الشركة حصصًا في مجموعة حقول سكوت وتلفورد وروشيل نوث سي، بجانب امتلاكها حصة تبلغ 36.5% في حقل "غولدن إيغل".
وبحسب مسؤولين تنفيذيين في الصناعة الصينية، فإن البيع كان جزءًا من مراجعة أوسع لأصول سينوك الصينية حول العالم، إذ تسعى الشركة إلى التركيز على أصولها الأكثر ربحًا، بالإضافة إلى آفاق التنمية الجديدة في جويانا وأوغندا.
وقال مصدر، إن إدارة سينوك الصينية، مع رئيس مجلس الإدارة وانغ دونغ جين، وجدت أن إدارة أصول نيكسين السابقة في الدول الغربية، مثل بريطانيا وكندا والولايات المتحدة، كانت غير مريحة، بسبب الروتين وتكاليف التشغيل المرتفعة مقارنة بالدول النامية.
دعم الصين لروسيا
قال مصدر مصرفي صيني، إن التوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تفاقمت بسبب موقف الصين من الحرب في أوكرانيا، أدت دورًا أيضًا في اتخاذ سينوك هذا القرار، إذ تخشى بكين أن تؤثّر الرسوم الجمركية والعقوبات المحتملة في المستقبل باستثماراتها.
وأكدت المصادر لـ"رويترز" أن نجاح سينوك في تحقيق اكتشافات ضخمة قبالة سواحل الصين -لا سيما في حوض خليج بوهاي الكبير- منحها الثقة للتخلص من هذه الأصول التي تعدّها هامشية.
وأعلنت الشركة الصينية، اليوم الأربعاء 30 مارس/آذار، أرباحًا صافية سنوية قياسية لعام 2021، إذ تضاعفت أرباحها 3 مرات تقريبًا عن عام 2020.
اقرأ أيضًا..
- عبدالمجيد عطار لـ"الطاقة": بئر ترسيم تفتح الطريق إلى اكتشاف حوض ضخم للنفط والغاز
- البنك الدولي: مرونة العرض في الخليج قادرة على تخفيف تقلبات أسعار النفط
- احتياطيات الغاز.. أرقام عن 6 دول من بينها الجزائر والمغرب والسعودية (إنفوغرافيك)