هل تتدخل السياسة في قرارات أوبك+؟.. وزير الطاقة السعودي يجيب
الأمير عبدالعزيز بن سلمان: عندما ندخل غرفة الاجتماعات يترك الجميع السياسة عند الباب الخارجي
جدّد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان تأكيد الدور الكبير الذي يؤديه تحالف أوبك+ في دعم استقرار سوق النفط العالمية.
وقال خلال كلمته في مراسم الافتتاح الرسمي لأسبوع المناخ الإقليمي 2022، الذي يُعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتستضيفه حكومة الإمارات: إنه "لولا أوبك+ ما كنّا نحتفل بسوق مستدامة للطاقة، على الرغم من التقلبات الحالية، وكان الأمر أسوأ".
تأتي تصريحات الوزير السعودي في الوقت الذي تترقب فيه أسواق النفط اجتماع أوبك+ المقرر الخميس المقبل، لإقرار سياسة الإنتاج خلال مايو/أيار، وسط توقعات بأن يسير التحالف في خططه بزيادة الإنتاج بـ400 ألف برميل يوميًا، ويتجاهل دعوات الولايات المتحدة والدول المستهلكة بضخّ مزيد من الإمدادات.
قرارات أوبك+
قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال كلمته اليوم الثلاثاء: "بالنسبة لأوبك+ فالجميع يُنَحُّون السياسة جانبًا، وإذا لم نقم بهذا، فلن نستطيع التعامل مع الكثير من الدول المختلفة في أوقات".
وأكد أن أوبك+ ستُبعد السياسة عن عملية صنع القرار لـ"الصالح العامّ" المتمثل في استقرار أسعار الطاقة.
وأضاف أن وجود المنظمة ذاته يعتمد على فصل مهمتها في تثبيت أسعار النفط عن العوامل الجيوسياسية الأخرى، حتى في حال الغزو الذي أُدينَ على نطاق واسع، حسبما ذكرت سي إن بي سي عربية.
وأوضح أن روسيا تنتج نحو 10 ملايين برميل نفط يوميًا، ما يشكّل قرابة 10% من الاستهلاك العالمي، وهي مساهمة كبيرة.
وحاولت عدد من الدول، ومن بينها أميركا، وبريطانيا، وألمانيا، الضغط على السعودية والإمارات، خلال المدة الماضية، من أجل استخدام الطاقة الفائضة وسط مساعٍ للاستغناء عن النفط الروسي.
سياسة أوبك وأوبك+
قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: إن "هناك منتديات أخرى يمكن للمملكة من خلالها التعبير عن رأيها في تصرفات روسيا، لكن في أوبك+ نترك السياسة خارج الباب".
صوّتت المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذا الشهر لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يحثّ روسيا على التوقف عن غزوها لأوكرانيا وسحب جميع القوّات.
يقول وزير الطاقة السعودي: "على مدار 35 عامًا، كنت موجودًا فيها داخل أوبك، أعرف كيف تمكّنّا من فصل خلافاتنا السياسية عمّا هو من أجل الصالح العامّ لنا جميعًا".
وأشار إلى أن هذه الثقافة تسرّبت إلى أوبك+، قائلًا: "عندما ندخل غرفة اجتماعات أوبك، أو أوبك+، يترك الجميع سياسته عند الباب الخارجي".
وأكد وزير الطاقة أن أوبك+ (التي تشكّلت بعد الاتفاق على صفقات خفض الإنتاج مع دول من خارج أوبك، بما في ذلك روسيا)، تعاملت مع دول مختلفة متورطة في صراع أو أعمال عدوانية عبر تاريخها، بما في ذلك العراق وإيران.
وأضاف: "السبب وراء تمكُّننا من الحفاظ على أوبك+ هو أننا نناقش هذه الأمور، هذه القضايا، في أسلوب منعزل تمامًا، إذ نركّز أكثر على الصالح العامّ، بغضّ النظر عن السياسة".
مخاطر أمن الإمدادات
شدّد وزير الطاقة السعودي على أن "الناس يركّزون على القضايا الإقليمية، دون النظر بشكل شامل إلى التأثير العالمي"، مشيرًا إلى أن بيان المملكة، الأسبوع الماضي، كان واضحًا بخصوص عدم تحمّلها مسؤولية أمن الإمدادات.
ولفت إلى أن المنطقة تواجه مخاطر متعددة، في إشارة إلى التهديدات المتكررة من ميليشيات الحوثي، والتي تستهدف منشآت النفط السعودية.
وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان ضرورة العمل بشكل جماعي لضمان أمن الطاقة، موضحًا أن دول الخليج نفّذت المطلوب منها في تلك المسألة، لكن ينبغي للآخرين الوفاء بتعهداتهم.
وقال: "لا شك أنه في حالة تأثّر أمن الإمدادات، فإنه سيؤثر ذلك في الاقتصاد، وسيؤثر أيضًا في الاقتصاد العالمي".
وجدّد وزير المسؤول السعودي التأكيد أنه لا يمكن الالتفات إلى تغير المناخ دون النظر إلى أمن الطاقة، مشددًا على أنه دون أمن الطاقة لن يكون هناك انتقال سلس في القطاع على مستوى العالم.
موضوعات متعلقة..
- وزير الطاقة السعودي يشهد التوقيع على مشروعين لإنتاج الكهرباء النظيفة
- وزير الطاقة السعودي يبحث التعاون المشترك مع نظيرته القبرصية
اقرأ أيضًا..
- أزمة حقل الدرة.. إيران تتحدى السعودية والكويت بتصعيد جديد
- السيارات الكهربائية.. هل تنصاع الشركات لخطط تبديل البطاريات الصينية؟
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
- شرق المتوسط.. إمكانيات ضخمة للغاز والطاقة المتجددة بين 3 قارات