مطالب بزيادة دعم أسعار الوقود في المغرب وحماية القطاع من نزيف الخسائر
بعد ارتفاع الأسعار بالسوق العالمية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا
هبة مصطفى
تصاعدت المطالبات الشعبية بدعم أسعار الوقود في المغرب، بعدما ألقى الغزو الروسي لأوكرانيا بظلاله على الأسواق العالمية، ورفع أسعار الطاقة لمستويات قياسية.
وشرعت دول عدّة -من ضمنها بلدان أفريقية- بإعلان تخصيص حزم حكومية لدعم أسعار الوقود، أو إجراء تخفيضات على الرسوم الضريبية.
وسجلت أسعار الوقود الخالي من الرصاص في المغرب 14.16 درهمًا (1.46 دولارًا أميركيًا)، ووقود إكسيليوم 12.53 درهمًا، والبنزين 10 سجّل 11.89 درهمًا، وفق بيانات توتال إنرجي.
وفي تعاملات اليوم الثلاثاء، وتحديدًا بحلول الساعة 12:43 مساءً بتوقيت غرينتش (03:43 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، سجلت أسعار النفط من خام برنت (العقود الآجلة تسليم مايو/أيار)، 105.98 دولارًا للبرميل.
دعم أسعار الوقود في المغرب
بعدما ارتفعت أسعار النفط والطاقة لمستويات قياسية عالميًا، عانت دول عدّة من نقص الوقود، أو ارتفاع أسعاره حال توافره.
وبالمثل، سجلت أسعار الوقود في المغرب ارتفاعًا، ما دفع الاتحاد الوطني المغربي لمالكي وبائعي ومديري محطات الغاز لمطالبة الحكومة بتوفير الدعم اللازم لتلك الأسعار، بعدما قدَّر الاتحاد حجم الزيادة في تكلفته بما يصل إلى الثلث.
ودعا الاتحادُ الحكومةَ المغربية إلى إضفاء المزيد من الضبط على قطاع الطاقة، إذ اتّهم المورّدين ببيع الوقود خارج المحطات، ما يكبد خزينة الدولة خسائر مالية ضخمة.
ورغم إطلاق الحكومة لبرنامج دعم مالي، يهدف لخفض آثار ارتفاع أسعار الوقود في المغرب على مُشغّلي قطاع النقل، فإن الاتحاد رأى أنه خطوة غير كافية تتطلب المزيد من الدعم.
وأكد الاتحاد أن ارتفاع الأسعار كان له تأثير سلبي في محطات الوقود، ما دفع أصحابها للاقتراض في محاولة لتوفير النفقات المطلوبة، وفق بيان للاتحاد نشره موقع موروك وورلد نيوز.
وطالب الاتحاد المغربي الحكومةَ بتفعيل إجراءات دعم شركات القطاع، لضمان أمن الطاقة في ظل انخفاض أرباح تلك الشركات.
إضرابات النقل بالمغرب
شهد قطاع النقل البري بالرباط، يوم 8 مارس/آذار الجاري، إضرابًا لعمّال القطاع؛ تأثرًا بارتفاع أسعار الوقود في المغرب، وأعلنوا استمراره لمدة 3 أيام، بعدما تجاوزت أسعار البنزين 1.4 دولارًاأميركيًا للّتر الواحد، وأسعار الديزل زادت عن 1.1 دولارًا أميركيًا للّتر.
وردّت وزراة الداخلية على دعوات الإضراب ببيان يؤكد حرصها على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تنقّل الأشخاص والبضائع بسهولة، إلّا أن دائرة الإضراب اتّسعت لتشمل سائقي شاحنات نقل البضائع والقليل من سائقي سيارات الأجرة.
ويتطلع مُشغّلو محطات الوقود لاستئناف التشاور مع الوزارات المعنية حول مستقبل القطاع، في ظل ارتفاع الأسعار العالمية، والتوجه الحكومي نحو مسارات الطاقة النظيفة والمستدامة.
دعم النقل.. والاحتجاجات العالمية
كان وزير النقل المغربي، محمد عبد الجليل، قد أعلن يوم الإثنين 14 مارس/آذار الجاري، أن الحكومة تدرس توفير مخصصات مالية للعاملين بقطاع النقل البري ممن لحق بهم الضرر جراء ارتفاع أسعار الوقود في المغرب والأسواق العالمية.
جاء ذلك بعدما طالب العاملون بالقطاع -منذ رفع البلاد الدعم- بوضع حدّ أقصى لأسعار المحروقات، مع تحديد هوامش الربح لشركات التوزيع، وفق فرانس 24.
وعلى الصعيد العالمي، راهنت روسيا على تأثّر أنحاء العالم كافة بتبعات غزوها لأوكرانيا، سواء بفعل نقص الإمدادات تخوفًا من وقوع المورّدين تحت طائلة العقوبات المفروضة على موسكو، أو نتيجة الحظر الأميركي لورادات الطاقة الروسية.
وبينما لم يصب الارتفاع أسعار الوقود في المغرب وحدها، شرعت حكومات عدّة في إعلان دعم أسعار الطاقة، مثل فرنسا وزيمبابوي وإيطاليا، بينما منعت الميزانيات والتكلفة دولًا أخرى من اتخاذ الخطوة ذاتها.
ورغم أن الغزو الروسي لأوكرانيا لم يتجاوز سوى شهر وأيام قليلة، فإن الاحتجاجات الرافضة لارتفاع أسعار الوقود أشعلت 3 قارّات (آسيا وأوروبا وأفريقيا)، في حين ما زالت الأميركتان تحاولان تهدئة الموقف الشعبي.
اقرأ أيضًا..
- بئر ترسيم غرب عقلة الناصر 2.. اكتشاف نفطي باحتياطيات ضخمة في الجزائر
- منتدى الطاقة الدولي يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل
- أرامكو السعودية تعتزم رفع سعر بيع الخام العربي لمستويات قياسية (مسح)