ارتفاع أسعار الوقود يدفع باكستان إلى شراء الفحم الأفغاني
المصانع تحصل عليه بسعر أقل من جنوب أفريقيا 45%
حياة حسين
دفعت الحرب الروسية الأوكرانية أسعار الوقود إلى ارتفاع كبير، اضطر باكستان إلى الاعتماد على جارتها أفغانستان لتلبية احتياجاتها من الفحم الرخيص.
وتواصل أسعار النفط والغاز والفحم ارتفاعها، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وزادتها أزمة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على موسكو، وما سبّبته من اضطراب في الإمدادات من أحد أكبر منتجي خامات الوقود الأحفوري في العالم.
وعلى سبيل المثال، ارتفع سعر النفط في الأيام الأولى للحرب، التي دخلت أسبوعها الخامس، واقترب من 140 دولارًا للبرميل من خام برنت، قبل أن يهبط ليدور حول 120 دولارًا حاليًا، بينما قفز سعر الغاز بنسبة 60% يوم بدء الغزو.
السوق الفورية
قوَّض ارتفاع أسعار الوقود قدرة باكستان على الشراء من السوق الفورية، ودفعها للبحث عن بدائل أرخص، مثل شراء الفحم من جارتها الشمالية دولة أفغانستان، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وتأتي مشكلة ارتفاع أسعار الوقود متزامنة مع معاناة باكستان من أزمة حادة في إمدادات الطاقة، تزداد سوءًا يومًا عن يوم.
ودفعت الأزمة شركة الغاز الطبيعي المسال -المملوكة للدولة- إلى الانسحاب من مناقصة شراء كميات تسليم شهر مايو/أيار، بسبب ارتفاع الأسعار.
وقال تجّار، إن باكستان ألغت مؤخرًا عدّة شحنات غاز طبيعي مسال -أيضًا- كان من المفترض تسلّمها في شهر يوليو/تموز المقبل، وأكدوا "أن هذا يهدد بخطر نقص الكهرباء للمصانع والشركات".
وقبل الحرب الروسية بأيام قليلة، أعلنت الحكومة في باكستان عن مساعٍ لحلّ أزمة الغاز، عبر استيراد شحنات من السوق الفورية، وذلك عقب إلغاء شركتي إيني الإيطالية، وغنفور السنغافورية، شحنات من الغاز الطبيعي المسال كان مقررًا تسلّمها في مارس/آذار الجاري.
استئناف الاستيراد
قال وزير الطاقة الباكستاني، حماد أظهر، إن الحكومة تدرك أهمية صناعة الغاز الطبيعي المضغوط، وإنها ستحاول استئناف استيراد الغاز الطبيعي في أسرع وقت ممكن.
يُذكر أن أسعار الوقود تواصل الارتفاع منذ بداية العام الماضي، تزامنًا مع التعافي من وباء كورونا، وعودة النشاط الاقتصادي، وزيادة الطلب.
وعلى سبيل المثال، اقترب سعر النفط من 100 دولار مع نهاية العام الماضي.
تعاني الدول الفقيرة، مثل باكستان، جراء ارتفاع الأسعار بصورة حادّة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتمثّل خامات الفحم والديزل والغاز الطبيعي المسال ضرورة قصوى للدولة الآسيوية، لإنارة المنازل وتشغيل المصانع.
كما تضغط الأسعار المرتفعة على التمويلات الحكومية، بعد قرار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بخفض سعر الوقود والكهرباء، بدءًا من أول مارس/آذار الجاري.
خفض السعر
أعلن رئيس وزراء باكستان، في نهاية شهر فبراير/شباط الماضي، خفض أسعار الوقود بمقدار 10 روبيات (0.13 دولارًا) للّتر، مؤكدًا أن المعدلات الجديدة ستظل سارية حتى موازنة السنة المالية 2023.
وتحولت باكستان إلى شراء الفحم من أفغانستان بدلًا من جنوب أفريقيا، التي وصلت الأسعار فيها إلى أعلى مستوى على الإطلاق.
وقال رئيس قطاع البحوث في شركة "عارف حبيب"، طاهر عباس، إن بعض مصنّعي الأسمنت يشترون الفحم من أفغانستان بسعر أرخص من المنقول بحرًا بنسبة تتراوح بين 40 و45%.
وأضاف أن باكستان تشتري نحو 85% من شحنات الفحم عبر البحر.
نصف مليون طن
قال المدير المالي لشركة "أسمنت" محسن راز، مابل ليف، إن واردات باكستان من الفحم الأفغاني بلغت نصف مليون طن شهريًا مؤخرًا، مقابل صفر واردات في الصيف، وتمثّل حاليًا أكثر من 70% من إمدادات بعض المصانع.
وأضاف ليف أن أفغانستان زادت إنتاجها من الفحم، لكن لا تزال تجارتها غير منتظمة، مشيرًا إلى أن التجّار الأفغان يحصلون على مستحقاتهم بالروبية الباكستانية، ثم يشترون سلعًا من السوق المحلية، مثل القمح واللحوم.
وتوقّع مواصلة نمو مشتريات المصانع الباكستانية من الفحم الأفغاني، إذا واصلت أسعار الوقود وأسعار الطاقة العالمية ارتفاعها.
موضوعات متعلقة..
- روسيا ترغب بإنشاء محطة للغاز الطبيعي المسال في باكستان
- مسؤول باكستاني: الطلب سيرتفع على البنزين والديزل خلال السنوات المقبلة
- تأخر توقيع صفقات الكهرباء في باكستان يثير غضب الحكومة
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية.. هل تنصاع الشركات لخطط تبديل البطاريات الصينية؟
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
- أزمة حقل الدرة.. إيران تتحدى السعودية والكويت بتصعيد جديد
- 3 مجالات يناقشها أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2022