محطات الغاز.. التوسع مستمر رغم التعهدات المناخية (تقرير)
والطاقة المتجددة بديل جذاب لاستثمارات مشروعات الغاز
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تستمر عمليات التوسع لسعة محطات الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء عالميًا، رغم أنها مشروعات محفوفة بالمخاطر، وسط التعهدات المناخية ودعوات الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
ومن المتوقع ارتفاع سعة محطات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي بمقدار الثلث حال بناء القدرة المقترحة وقيد التشييد والبالغة 615 غيغاواط بنهاية يناير/كانون الثاني 2022، بحسب تقرير حديث صادر عن مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور.
في المقابل، هناك مشروعات لتوليد الكهرباء من الفحم قيد التطوير بسعة 457 غيغاواط.
مشروعات محطات الغاز الطبيعي
بحسب التقرير، توجد مشروعات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي بسعة 454.139 غيغاواط في مرحلة ما قبل البناء (المشروعات المقترحة)، بالإضافة إلى مشروعات قيد التشييد بقدرة 160.927 غيغاواط.
وتبلغ تكلفة هذه المشروعات ما يقارب 509 مليارات دولار من النفقات الرأسمالية.
أما بالنسبة إلى مشروعات محطات الغاز الطبيعي المقترحة؛ فتُعد فيتنام والصين والبرازيل الدول الرائدة؛ إذ تستحوذ على 32% من الإجمالي.
وتأتي الصين في المرتبة الأولى، مع امتلاكها سعة قيد التطوير تبلغ 77.152 غيغاواط، بحسب التقرير.
وتمتلك الولايات المتحدة أكبر سعة من محطات الغاز الطبيعي قيد التشغيل حول العالم بنحو 29% من الإجمالي العالمي.
سعة محطات الغاز حسب المنطقة
من حيث المناطق، تمتلك دول شرق آسيا، بقيادة الصين، نحو 121 غيغاواط من سعة محطات الكهرباء العاملة بالغاز قيد التطوير (في مرحلتي البناء وما قبل البناء).
وتمتلك المنطقة ما يقرب من 244 غيغاواط من سعة محطات الغاز الطبيعي في الوقت الحالي، وفق التقرير.
بينما تحتل منطقة جنوب شرق آسيا، المرتبة الثانية بقدرة 120 غيغاواط من السعة قيد التطوير، بالإضافة إلى 89.5 غيغاواط المشغلة بالفعل.
وتمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 93 غيغاواط من سعة توليد الكهرباء بالغاز قيد التطوير، كما يوجد نحو 73.6 غيغاواط في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وتمتلك أوروبا وأميركا الشمالية أكثر من 65 و40 غيغاواط على التوالي من قدرة الكهرباء التي تعمل بالغاز قيد التطوير، بينما يوجد في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا ما يزيد على 38 و34 غيغاواط على التوالي.
المشروعات تعرقل مسار الحياد الكربوني
يتعارض التوسع في قدرة محطات الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، مع سيناريو خفض الاحتباس الحراري بمقدار 1.5 درجة مئوية، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وحال رغبة العالم في تحقيق الحياد الكربوني، يجب أن يصل توليد الكهرباء من الغاز إلى ذروته بحلول عام 2030، قبل أن يتراجع بنسبة 90% بحلول عام 2040، مقارنة بمستويات عام 2020، بحسب وكالة الطاقة.
كما يتعارض تعزيز محطات الغاز الطبيعي مع تعهد أكثر من 140 دولة في قمة المناخ كوب 26 العام الماضي، بخفض انبعاثات غاز الميثان 30% بحلول 2030.
ليس هذا فحسب، بل تعمل أوروبا على زيادة سعة محطات الغاز الطبيعي بأكثر من 65 غيغاواط، حتى في الوقت الذي تسعى فيه القارة إلى تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
وبين عامي 2020 و2021، شهد العالم إغلاق 14.4 غيغاواط من سعة محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز.
الطاقة المتجددة بديل
يرى التقرير أن الطاقة المتجددة أصبحت بديلًا جذابًا لاستثمارات مشروعات الغاز من ناحية التكلفة والاستدامة.
ووجدت دراسة لمعهد جبل روكي أن 80% من مشروعات محطات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تكون فاعلة من حيث التكلفة، حال الاستثمار في الطاقة النظيفة بدلًا من الغاز.
كما ترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) أن 62% من إجمالي سعة توليد الكهرباء المضافة من الطاقة المتجددة عام 2020، كانت بتكاليف أقل من أي وقود أحفوري.
ليس هذا فحسب، بل إن الاستثمارات في محطات الغاز الطبيعي تواجه مخاطر من أن تصبح أصولًا عالقة؛ لأن الإجراءات الحكومية الصارمة لخفض الانبعاثات قد تُجبر هذه المحطات على الإغلاق مبكرًا.
وبحسب غلوبال إنرجي مونيتور؛ فإن الوقت ما زال مناسبًا لكبح جماح التوسع في سعة الكهرباء العاملة بالغاز؛ إذ إن 74% من قدرة المشروعات قيد التطوير حاليًا -615 غيغاواط- ما زالت في مرحلة ما قبل البناء.
موضوعات متعلقة..
- خطوط أنابيب الغاز.. استثمارات ضخمة تخاطر بالأهداف المناخية (تقرير)
- ألمانيا.. تطورات جديدة بشأن موعد التخلص من الفحم وغلق محطات الغاز
اقرأ أيضًا..
- خطط كندية لزيادة صادرات النفط الخام لتخفيف أزمة السوق العالمية
- صادرات النفط من بحر قزوين تفقد مليون برميل يوميًا بسبب العواصف