غايانا.. خام ليزا يستعد لرحلة نادرة متجهًا إلى أوروبا
خلال الشهر المقبل
مي مجدي
رسّخت غايانا مكانتها بصفتها منتجًا مهمًا للنفط بمجرد دخول المشهد النفطي وبدء إنتاج خام ليزا وتصديره في ديسمبر/كانون الأول 2019.
واتجهت أنظار العالم صوب خام ليزا بعد موجة ارتفاع الأسعار بسبب الطلب المتزايد والغزو الروسي لأوكرانيا مؤخرًا، وكانت آخرها القارة الأوروبية المتعطشة للبحث عن إمدادات بديلة للنفط الروسي.
وفي أوائل أبريل/نيسان المقبل، ستنطلق شحنة من خام ليزا في رحلة نادرة من غايانا إلى أوروبا، بدعم من جهات مشاركة في السوق العالمية تحاول العثور على خيارات أخرى للإمدادات الروسية، حسب موقع آرغوس ميديا.
التوجه إلى أوروبا
وفقًا لتقارير تجهيزات الشحن المتعلقة بعقود ومفاوضات استئجار الناقلات، سجّلت شركة إكسون موبيل ناقلة "هومريك" من فئة "سويس ماكس" للسفر من غايانا إلى أوروبا بدءًا من 3 أبريل/نيسان محملة بشحنة من النفط الخام التقليدي.
ومصطلح سويس ماكس يُطلق على الناقلات الضخمة القادرة على عبور قناة سويس بكامل حمولتها.
وقالت شركة "فورتيكسا" للتحليلات النفطية إن الناقلة الفارغة في طريقها -حاليًا- إلى منصة ليزا ديستني البحرية للإنتاج والتخزين والتفريغ، بعد تفريغها مؤخرًا في مصفاة توبراش إزميت التركية.
ومنذ بداية الإنتاج في مربع ستابروك بالمياه العميقة أواخر عام 2019، نُقلت غالبية خام ليزا، وهو خام حلو متوسط الكثافة، إلى الولايات المتحدة وسنغافورة.
بينما صُدرت كميات صغيرة إلى أوروبا لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، من خلال ناقلة تحمل شحنة لا تتجاوز 10 آلاف برميل لتسليمها إلى المملكة المتحدة، إلى جانب شحنة أكبر لسنغافورة محملة في الشهر نفسه، وفقًا لتحليل بيانات الجمارك.
وعمومًا، تبلغ كثافة خام ليزا32 درجة (وفقًا للمعيار المحدد من معهد النفط الأميركي "إيه بي آي")، ومحتوى الكبريت أقل من 0.6%.
هل غايانا قادرة على حل الأزمة؟
تسير صناعة النفط في غايانا على الطريق الصحيح لتعزيز الإنتاج، ومن المتوقع أن تضخ من مليون إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030.
ورغم أن التقديرات تشير إلى أن غايانا ستسهم بشكل كبير في توفير إمدادات النفط الخام العالمية؛ فإن حجم الإنتاج في 2022 البالغ 220 ألف برميل يوميًا لن يكفي لسد النقص الذي خلّفه الحظر على واردات النفط الروسية، حسب موقع أويل برايس.
فخلال العام الماضي، ضخّت روسيا ما يعادل 10.5 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات يوميًا، ويتوقع الكرملين ارتفاع النسبة إلى 5%؛ أي ضخ 11.05 مليون برميل خلال 2022.
وتعد روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم بعد المملكة العربية السعودية، وتمثل أوروبا الغربية الوجهة الرئيسة لهذه الصادرات.
ومن الصعب أن يُحدث إنتاج النفط الخام المتنامي بسرعة في غايانا فرقًا، وأن يحل محل صادرات النفط الروسية أو التصدي لأزمة نقص الإمدادات الحالية على المديين القصير والمتوسط.
فخلال هذا العام، تتوقع غايانا إضافة 220 ألف برميل يوميًا فقط، وهو ما يمثل 4% فقط من صادرات النفط والمكثفات الروسية.
وحتى بعد إضافة مشروع "بايارا" التابع لشركة إكسون موبيل، والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 220 ألف برميل يوميًا، ستزيد غايانا الإنتاج من الخام بمقدار 440 ألف برميل بحلول نهاية عام 2024.
اقرأ أيضًا..
- مسؤولة أوروبية تتجاهل الجزائر وتضع مصر ونيجيريا في مقدمة إمدادات الطاقة
- النفط الروسي.. كم يبلغ حجم واردات دول أوروبا؟
- مديرة الاتحاد الدولي لمنتجي النفط والغاز: نحتاج تطوير الوقود الأحفوري.. و3 معوقات أمام تحول الطاقة (حوار - فيديو)