أوروبا تغض الطرف عن انبعاثات الكربون وتتجه لتوليد الكهرباء بالفحم

توقعت منظمة بحثية أن تصل انبعاثات الكربون إلى مستوى قياسي في عام 2022، بالتزامن مع تزايد الاعتماد على توليد الكهرباء بالفحم لحلّ أزمة الطاقة التي تزايدت في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية

وأشارت منصة معلومات وبيانات الطاقة والسلع العالمية "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس أناليتكس"، في نشرتها لهذا الأسبوع، إلى أن الانبعاثات ستزداد بنسبة 2.5% عن مستويات عام 2021، على الرغم من الاهتمام الكبير بالتغير المناخي والتأثير المستمر لوباء كوفيد-19.

يأتي ذلك بعد زيادة انبعاثات الكربون العام الماضي، نتيجة التوسع في توليد الكهرباء بالفحم وارتفاع الطلب على الطاقة في ظل تعافي الاقتصادات من تداعيات الوباء، وفقًا لما نشره موقع "إس آند بي غلوبال بلاتس".

وأفاد المشاركون بلجنة الشحن في قمة فايننشال تايمز العالمية للسلع الأساسية، في 23 مارس/آذار، أن الفحم سيسهم في تخفيف ضغط أسعار الطاقة الحالي في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من التوقعات بأن تسرّع الأزمة الروسية الأوكرانية الإجراءات نحو تحول الطاقة.

تجارة الفحم

قالت الرئيسة التنفيذية لمجموعة أنجيليكوسيس للشحن، ومقرّها اليونان، ماريا أنجيليكوسيس، إن الفحم أصبح عاملًا متأرجحًا في أسواق الشحن، نتيجة تحوّل أنماط التجارة مرة أخرى بعد الحظر الذي فرضته الصين على واردات الفحم من أستراليا في أواخر عام 2020.

وأضافت أن مجموعة أنجيليكوسيس للشحن لن تنقل شحنات الفحم الروسية.

بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة أنجيليكوسيس للشحن، سفينونغ ستولهي، إن الفحم سيؤدي دورًا مهمًا للغاية بحلّ أزمة الطاقة في أوروبا على المدى القصير.

وأوضح ستولهي أن تجارة الفحم شهدت نموًا، في حين ظلت تجارة خام الحديد الجافة ثابتة نسبيًا منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

• المنقذ المنبوذ.. الفحم يعود لتوليد الكهرباء في غياب الغاز الروسي

وأضاف أن نمو تجارة الفحم سيدعم سوق الشحن، خصوصًا أن الفحم يُشْحَن لمسافات طويلة، وستزداد أجرة نقل شحنات الفحم، مشيرًا إلى محاولات استبدال فحم وارد من مناطق بعيدة مثل أستراليا إلى أوروبا بطلبات الفحم من روسيا .

وأكّد أن الفحم ضروري لتمكين محطات الكهرباء الأوروبية من تقليل استخدام الغاز من روسيا، الذي سيجري التخلص منه تدريجيًا، بموجب توجيهات وعقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة.

وأشار إلى أن اعتماد أوروبا على الغاز أعلى بكثير مما هو عليه في معظم الاقتصادات الآسيوية.

وبيّن أن الغاز يمثّل ما لا يقلّ عن 30-40% من إجمالي الطلب على الطاقة في معظم الدول الأوروبية، مقارنة بنسبة 6-7% في الصين، ويمثّل الغاز الطبيعي المسال نصف قيمة الطلب.

• ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا يفتح الأبواب لتوليد الكهرباء بالفحم
• البوسنة والهرسك.. محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم بتمويل صيني

وألمح إلى ازدياد الحاجة للفحم في أوروبا حتى تشغيل المزيد من محطات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي المسال، بينما ستستمر دول آسيا في حرق الفحم أو النفط حسب الضرورة.

وتوقعت منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس أناليتكس" أن يزداد الطلب الصيني على الفحم المنقول بحرًا في المدى القريب، إذ يتطلع المشترون المحلّيون إلى التخزين قبل فصل الصيف.

ارتفاع أسعار الفحم

تأتي توقعات ارتفاع الطلب على الفحم الحراري في وقت تأثّر فيه الإنتاج المحلي بعمليات الإغلاق والقيود المفروضة على الحركة، بسبب تفشّي فيروس كورونا.

وأظهرت بيانات منصة"إس آندآند بي غلوبال" أن سعر 4200 كيلو كالوري/ كغم من الفحم الإندونيسي ارتفع إلى 108.05 دولارًا / طن متري، بشرط التسليم على ظهر السفينة بتاريخ 23 مارس/آذار، من 65.45 دولارًا / طن متري في 3 يناير/كانون الثاني.

• أسعار الفحم الأسترالي ترتفع بعد تعطل عودة مناجم أنغلو أميركان للعمل

علاوة على ذلك، تراجعت أسعار الفحم التي سلّمتها دول آسيا إلى الصين في 23 مارس/آذار، مع تراجع السوق المحلية في الصين وسط تفاقم انتشار الوباء، ودخول منطقة صناعة الصلب الرئيسة "تانغشان" في مقاطعة "هيبي" بإغلاق مؤقت في 22 مارس/آذار الجاري.

وانخفض سعر فحم الكوك الصلب الممتاز بمقدار 8.00 دولارات للطن المتري عند 590 دولارًا للطن المتري، بشرط التسليم على ظهر السفينة في أستراليا، وانخفض 8.00 دولارات للطن المتري عند 440 دولارًا للطن المتري في الصين، 23 مارس/آذار.

إزالة الكربون

قالت الرئيسة التنفيذية لمجموعة أنجيليكوسيس للشحن، ماريا أنجيليكوسيس، إن حملة إزالة الكربون في قطاع الشحن ستتعزز من خلال فرض ضريبة الكربون العالمية التي يمكن أن تخلق مجالًا متكافئًا في هذا القطاع.

وأوضحت أن آليّات ضرائب الكربون الإقليمية ستُعَقّد الأمور، وسيكون فرضها صعبًا، وستؤدي إلى تراجُع التجارة.

اقرأ أيضًا..

• الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
• مسؤولة أوروبية تتجاهل الجزائر وتضع مصر ونيجيريا في مقدمة إمدادات الطاقة