توتال إنرجي تعلن بدائل النفط الروسي.. والسعودية في المقدمة
دينا قدري
أعلنت شركة توتال إنرجي الفرنسية توقّفها عن شراء النفط الروسي والمنتجات النفطية المختلفة بحلول نهاية عام 2022 على أقصى تقدير، وتوجّهها إلى السعودية وبولندا لتعويض الشحنات الروسية.
وأكدت -في بيان صحفي- مساهمتها بضمان أمن إمدادات الطاقة في أوروبا، ضمن الإطار الذي تحدّده السلطات الأوروبية، واصفة الاتهامات التي وُجِّهت إليها بشأن "التواطؤ في جرائم الحرب" بأنها لا أساس لها من الصحة.
إذ شددت على أنها تضمن الامتثال التامّ للعقوبات الأوروبية الحالية والمستقبلية -بغضّ النظر عن العواقب على إدارة أصولها في روسيا-، والتعليق التدريجي لأنشطتها في موسكو، مع ضمان سلامة قوّتها العاملة.
قرارات توتال إنرجي
أوضحت توتال إنرجي أنها تواصل تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال من مشروع يامال للغاز المسال في إطار العقود طويلة الأجل التي يجب أن تفي بها، ما دامت الحكومات الأوروبية ترى أن الغاز الروسي ضروري.
وذكرت -في بيانها-: "على عكس النفط، من الواضح أن القدرات اللوجستية للغاز في أوروبا تجعل من الصعب الامتناع عن استيراد الغاز الروسي في العامين أو الـ3 أعوام المقبلة، دون التأثير بإمدادات الطاقة في القارّة".
ومع ذلك، نظرًا لتدهور الوضع في أوكرانيا، ووجود مصادر بديلة لتزويد أوروبا، قررت توتال بشكل أحادي عدم الدخول في عقود شراء النفط والمنتجات النفطية الروسية أو تجديدها، من أجل وقف جميع مشترياتها من النفط والمنتجات النفطية الروسية في أقرب وقت ممكن، وبحلول نهاية عام 2022 على أقصى تقدير.
وقد أعلنت الشركة الفرنسية أنها أوقفت جميع تعاملات السوق الفورية منذ 25 فبراير/شباط على النفط والمنتجات النفطية الروسية، وهذه هي الحال أيضًا بالنسبة للمعاملات التجارية الفورية المتعلقة بالغاز الطبيعي الروسي أو الغاز الطبيعي المسال.
بدائل النفط الروسي
أشارت توتال إنرجي إلى أنها تمتلك عقودًا آجلة لشراء النفط والمنتجات النفطية الروسية، تنتهي بأقصى تقدير في 31 ديسمبر/كانون الأول 2022.
تغطي هذه العقود المحددة أساسًا الإمدادات الخاصة بمصفاة ليونا في شرق ألمانيا، والتي يخدمها خط أنابيب دروزبا من روسيا.
كما إنها تتعلق بإمدادات زيت الوقود في أوروبا، والتي تعاني من نقص في هذا المنتج (نحو 12% من واردات زيت الوقود الروسي في أوروبا في عام 2021).
بالتعاون الوثيق مع الحكومة الألمانية، ستُنهي شركة توتال عقود توريد النفط الروسي لمصفاة ليونا في أقرب وقت ممكن وبحلول نهاية عام 2022 بأقصى تقدير، وستضع حلولًا بديلة عن طريق استيراد النفط عبر بولندا. وبالفعل، لن يُجدَّد العقد الأول في نهاية مارس/آذار 2022.
وفيما يتعلق بنقص زيت الوقود في أوروبا، ستُنهي شركة توتال أيضًا عقود شراء زيت الوقود الروسي بأقرب وقت ممكن، وبحلول نهاية عام 2022 على أقصى تقدير.
ستستورد الشركة المنتجات النفطية من قارّات أخرى، لا سيما حصتها من زيت الوقود الذي تنتجه مصفاة ساتورب في المملكة العربية السعودية.
أعمال توتال إنرجي في روسيا
ذكّرت توتال إنرجي أنها -على عكس الملحوظات التي أدلى بها العديد من المعلّقين- لا تدير أيّ حقول نفط وغاز، أو أيّ محطات للغاز الطبيعي المسال في روسيا.
وتُعدّ الشركة من المساهمين الأقلية في عدد من الشركات الروسية غير المملوكة للدولة، إذ تمتلك حصة 19.4% في نوفاتك للغاز الطبيعي، و20% في مشروع يامال للغاز الطبيعي المسال، و10% في مشروع أركتيك للغاز المسال-2، و49% في ترنفتغاز.
كما قررت الشركة عدم تسجيل الاحتياطيات المؤكدة لمشروع أركتيك للغاز الطبيعي المسال-2 في حساباتها، مع عدم تقديم أيّ رأس مال إضافي لهذا المشروع.
وأوضحت أن قرارها جاء نظرًا لعدم اليقين الناجم عن العقوبات التكنولوجية والمالية بشأن القدرة على تنفيذ المشروع قيد الإنشاء حاليًا، وتشديدها المحتمل مع الصراع المتفاقم.
اقرأ أيضًا..
- نوفاك يحذر من انهيار أسواق النفط والغاز العالمية
- هل يمكن لتركيا تصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا؟.. 5 نقاط تجيب
- ماذا يعني ارتفاع أسعار الوقود لمبيعات السيارات الكهربائية في أميركا؟