بدأت بالجزائر ومصر.. أنظار إيطاليا تتجه صوب أفريقيا لتأمين الغاز المسال (فيديو)
مي مجدي
تكافح إيطاليا -مثل غيرها من الدول الأوروبية- لتأمين الغاز المسال بعيدًا عن الإمدادات الروسية، وبدأت في البحث عن شركاء جدد.
وبناءً على ذلك، وجّهت إيطاليا بوصلتها إلى القارّة الأفريقية، وسافر وزير الخارجية لويجي دي مايو إلى عدّة دول أفريقية من أجل توفير إمدادات بديلة، من بينها الجزائر والكونغو وأنغولا، وكان آخرها دولة موزمبيق.
ووفقًا لتصريحات وزير الخارجية الإيطالي الأخيرة، يمكن لروما خفض اعتمادها الغاز الروسي إلى النصف في غضون شهرين، وسيتحسّن الوضع خلال فصل الشتاء، موضحًا أن "إيطاليا لن تعتمد بعد الآن على روسيا".
علاقة قوية مع موزمبيق
خلال زيارته الأخيرة لدولة موزمبيق، أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو استعداد بلاده لاستغلال الغاز الطبيعي المسال في حوض روفوما، بداية من النصف الثاني من العام الجاري، من خلال شركة إيني الإيطالية.
وتعمل شركة إيني الإيطالية مع شركائها إكسون موبيل الأميركية وشركة النفط الوطنية الصينية (سي إن بي سي) لإنتاج الغاز المسال باستخدام محطة عائمة بطاقة إنتاجية تبلغ 3.4 مليون طن متري سنويًا.
والتقى لويجي دي مايو مع رئيس موزمبيق فيليب نيوسي، يوم السبت الماضي 19 مارس/آذار، لتأكيد العلاقات وتعزيز سبل التعاون بين البلدين.
وأوضح دي مايو أنه يمكن تطوير شراكات جديدة بين موزمبيق وإيطاليا في قطاع الطاقة المتجددة، مضيفًا أن العديد من رجال الأعمال الإيطاليين أعربوا عن اهتمامهم باستكشاف هذا القطاع، حسب موقع "كلاب أوف موزمبيق".
وقال دي مايو -الذي زار موزمبيق مع الرئيس التنفيذي لشركة إيني كلاوديو ديسكالزي- بصفحته الرسمية في فيسبوك، إنه توصّل إلى اتفاق لتعزيز الشراكة في قطاع الطاقة بين البلدين، وأكدت السلطات المحلية جاهزيتها للعمل.
وتابع: "على غرار الجزائر وقطر والكونغو وأنغولا، نواصل تعزيز العلاقات في قطاع الطاقة، من أجل الحدّ من الغاز الروسي، وحماية العائلات والشركات الإيطالية".
ووصف وزير الخارجية الإيطالية الاتفاق مع موزمبيق بأنه "أحدث خطوة في الخطة الإيطالية لتحرير نفسها من روسيا".
الشراكة مع الدول الأفريقية
وخلال الأسبوع الماضي، زار وزير الخارجية الإيطالية، برفقة الرئيس التنفيذي لشركة إيني، جمهورية الكونغو وأنغولا.
وفي هذه الزيارة، أعلن لويجي دي مايو أن إيطاليا ستشتري المزيد من حصص الغاز المسال من أنغولا وجمهورية الكونغو لتلبية احتياجاتها؛ بهدف تنويع مصادر الطاقة وخفض الأسعار، حسب موقع إنرجي فويس.
وقال، إن قدرة إيطاليا -حاليًا- على إعادة تغويز الغاز محدودة، لكنه أعرب عن ثقته في أن بلاده ستتمكّن من التغلب على هذه المسألة، وقال "بحلول الشتاء سيكون لدى إيطاليا خطة شاملة لأمن الطاقة".
وتابع: "من أجل تأمين إمدادات جديدة، سنستأنف مشروعات استيراد الغاز الطبيعي المسال".
وفي الوقت الراهن، ما تزال شركة إيني منهمكة بوضع خطط جديدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الكونغو، بعدما استعانت بشركة نيو فورتريز إنرجي الأميركية لتوفير محطة عائمة للغاز المسال بسعة 1.4 مليون طن سنويًا.
وفي الوقت نفسه، تتوقع إيني وشركة النفط البريطانية بي بي إعلان صفقة ضخمة لدمج أصولهما الأنغولية من النفط والغاز والغاز الطبيعي المسال في مشروع مشترك جديد لتشكيل واحدة من أكبر شركات الطاقة في أفريقيا، ومن المقرر أن يبدأ إنتاج الغاز للتصدير عام 2023.
الإمدادات الجزائرية والمصرية
تتطلع إيطاليا -أيضًا- إلى زيادة إمدادات الغاز الجزائرية والمصرية، ضمن مساعيها للحدّ من الاعتماد على روسيا وسدّ احتياجاتها خوفًا من نقص الإمدادات في ضوء الأزمة الأوكرانية.
وتنقل الجزائر -حاليًا- نحو 60 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى إيطاليا عبر خط أنابيب ترانسميد، حسب موقع إنرجي كابيتال آند باور.
وفي نهاية الشهر الماضي، سافر وزير الخارجية الإيطالي إلى الجزائر مع الرئيس التنفيذي لشركة إيني، مصرّحًا بأن الجزائر ستدعم إيطاليا في إمدادات الغاز، معلنًا شراكة قوية بين البلدين على المدى القصير والمتوسط والطويل.
كما أثبتت شركة إيني نشاطًا حثيثًا في مصر مؤخرًا، بعدما حصلت على مربعات لاستكشاف الغاز في جولة عطاءات لعام 2021.
ومن المتوقع أن يتجاوز حجم الغاز الطبيعي المسال للشركة 15 مليون طن سنويًا مع تكثيف الشركة جهودها لتطوير مشروعات الغاز في مصر والكونغو وأنغولا وإندونيسيا ونيجيريا وموزمبيق.
هل يمكن الاستغناء عن الواردات الروسية؟
تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا في فرض عقوبات غربية تهدد بعرقلة تدفّق الطاقة، ما يزيد من شبح نقص إمدادات الغاز.
وإيطاليا -بصفة خاصة- معرّضة للخطر، إذ تشكّل الواردات أكثر من 90% من احتياجاتها من الغاز، ومثّل الغاز الروسي قرابة 40% من تلك الواردات خلال العام الماضي.
ومنذ أن غزت روسيا أوكرانيا، كثّفت إيطاليا جهودها لتأمين مصادر بديلة للغاز، وحظيت قطر الغنية بالغاز الطبيعي المسال باهتمام خاص، إذ تعدّ ثالث أكبر مورّد للغاز الطبيعي في العالم، بعد روسيا والجزائر.
وفي مطلع الشهر الجاري، توجّه وزير الخارجية الإيطالي والرئيس التنفيذي لشركة إيني إلى قطر، وركّزت المحادثات على الشراكة القوية بين البلدين والتعاون في مجال الطاقة.
وعلى صعيد متصل، كشف وزير التحول البيئي في إيطاليا روبرتو سينغولاني، يوم الثلاثاء الماضي 15 مارس/آذار، أن إيطاليا ستحتاج إلى 3 سنوات على الأقلّ لاستبدال مصادر طاقة أخرى بواردات الغاز الروسي، حسب وكالة رويترز.
وقال، إنه يمكن استبدال 20 مليار متر مكعب سنويًا على المديين القريب والمتوسط، من خلال عدّة إجراءات، من بينها زيادة واردات الغاز الجزائري إلى 9 مليارات متر مكعب، وزيادة توليد الكهرباء العاملة بالفحم والنفط، لتحلّ محلّ 3-4 مليارات متر مكعب من الغاز.
وتشمل التدابير الأخرى زيادة واردات الكهرباء من شمال أوروبا، ومضاعفة قدرات خط أنابيب "تاب" الذي يحمل الغاز الأذربيجاني، وإنتاج 8 غيغاواط من الطاقة المتجددة، ومضاعفة إنتاج الغاز المحلي.
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي.. هؤلاء أبرز المشترين بعد قرارات الحظر (إنفوغرافيك)
- أوروبا تراهن على الهيدروجين الأخضر لتعزيز إمدادات الطاقة (تقرير)
- هل ينضم الاتحاد الأوروبي للجبهة الأميركية البريطانية ويحظر النفط الروسي؟