تخزين الهيدروجين الأخضر داخل كهوف تحت الأرض في السويد
ضمن مبادرة إنتاج نظيف للحديد والصلب
هبة مصطفى
تعتزم السويد بدء تخزين الهيدروجين الأخضر بكهوف ملحية تحت الأرض منتصف العام الجاري، في إطار توسعاتها بمشروعات الطاقة النظيفة التي تتسق مع الأهداف المناخية وخطط الحياد الكربوني.
وعلى مساحة تمتد مسافة 100 متر مكعب، وعمق تحت الأرض يصل إلى 30 مترًا، تواصل 3 شركات أعمال بناء منشأة لتخزين الهيدروجين الأخضر في شمال السويد.
وانتهت ما يقرب من نصف أعمال البناء في منشأة التخزين التي تتخذ شكل الكهوف الصخرية، وهي تقنية جديدة أثبتت فعاليتها في تخزين الهيدروجين الأخضر.
تخزين الهيدروجين الأخضر
شهدت مدينة لوليو، الواقعة قرب الساحل الشمالي للسويد، تعاون 23 شركة لبناء منشأة لتخزين الهيدروجين الأخضر في صورة كهف صخري، حملت اسم "هاي بريت".
وأعلنت 3 شركات سويدية وهي: فاتنفول للطاقة، وسساب للصلب، ولكاب للتعدين، أن تطور أعمال البناء في منشأة تخزين الهيدروجين الأخضر وصلت إلى المنتصف، وقدّروا بدء تشغيل المشروع بحلول العام المقبل.
وتعتمد تقنية تخزين الهيدروجين الأخضر في المنشأة على تقنيات الكهوف الصخرية المبطنة، التي تتطلّب تغليف جدرانها بمواد عازلة لمنع تسرّب الهيدروجين المُخزن، وفق مجلة بي في مغازين.
وتُعدّ الكهوف الملحية خيارًا ملائمًا لتخزين الهيدروجين، وتشير التوقعات إلى نمو قدرات تخزين الهيدروجين الأوروبية في تلك الكهوف المبطنة بقدرة 84.8 باسكال واط/ساعة، وفق دراسة لباحثين في معهد أبحاث الطاقة والمناخ (آي إي كيه -3).
وأكد الباحثون أن فائدة تخزين الهيدروجين الأخضر في كهوف الملح تزداد كلما اقتربت منشأة التخزين من الساحل، إذ يكتسب التخلي عن المحلول الملحي فائدة اقتصادية حتى مسافة 50 كيلومترًا من البحر.
- الحياد الكربوني.. 5 مشروعات عالمية تستخدم الهيدروجين لخفض الانبعاثات (تقرير)
- تقنية جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بكفاءة أعلى (فيديو)
أعمال البناء في المنشأة
انتصفت أعمال بناء منشأة "هاي بريت" لتخزين الهيدروجين الأخضر للشركات الـ3، وأكد ائتلاف الشركات أنه -حتى الآن- تم الانتهاء من مراحل بناء الكهوف الصخرية وتوصيل الأنفاق في الصخور، إلى جانب حفر فتحة للتهوية، مشيرًا إلى أن غالبية أجزاء المنشأة أصبحت جاهزة.
وبلغت استثمارات ائتلاف الشركات لمنشأة تخزين الهيدروجين الأخضر تحت الأرض ما يقرب من 200 مليون كرونة سويدية (21.2 مليون دولار) بحصص متساوية بين الشركات الـ3.
(كرونة سويدية = 0.11 دولارًا أميركيًا)
ودعّمت وكالة الطاقة السويدية مشروع منشأة تخزين الهيدروجين الأخضر تحت الأرض في السويد "هاي برت"، بما يقارب 50 مليون كرونة سويدية، ما يرفع إجمالي استثمارات المشروع إلى 250 مليون كرونة.
ويكثّف ائتلاف الشركات نشاطه لمتابعة التركيبات والتدقيق في أعمالها، وتثبيت المنشأة في الكهف الصخري عبر لحام البطانة الحديدية للمنشأة في جدار الكهف الملحي المبطن.
وبينما تشير التوقعات لبدء تشغيل عمليات التخزين في المنشأة العام المقبل، يحاول ائتلاف الشركات بدء التشغيل العام الجاري، على أن تبلغ المنشأة طاقتها الإجمالية للتشغيل عام 2024.
مبادرة الصلب والهيدروجين
يُعدّ مشروع هاي بريت لتخزين الهيدروجين الأخضر بالكهوف الصخرية الملحية في السويد أحد مشروعات مبادرة لتطوير سلاسل القيمة في صناعة الحديد والصلب عبر تقنيات الهيدروجين.
وأُطلقت المبادرة عام 2016، وتهدف إلى تعزيز إنتاج الحديد والصلب الخالي من الوقود الأحفوري، ويوفّر تخزين الهيدروجين في منشأة "هاي بريت" فرصة لضمان إنتاج مستقر ونظيف للكهرباء.
وتهدف المبادرة إلى إنتاج الهيدروجين خلال توافر إمدادات الكهرباء النظيفة مثل طاقة الرياح، ثم تخزينها في المنشأة لإعادة استخدامها في حالة نقص إمدادات الكهرباء، بما يضمن انتظام عملية الإنتاج، وفق الموقع الإلكتروني للمشروع.
وتبلغ قدرة منشأة هاي بريت على تخزين الهيدروجين الأخضر المضغوط 250 بارًا، بطاقة تخزين كاملة تتراوح بين 100 و120 ألف متر مكعب لتخزين 100 غيغاواط/ساعة من الكهرباء المحولة في صورة هيدروجين، وهي إمدادات تكفي لتشغيل مصنع صلب بالطاقة النظيفة لمدة تصل إلى 4 أيام.
وبدأت أعمال بناء المنشأة "هاي بريت" منذ مايو/أيار عام 2021، وانتهت مراحل تجريبية عدة من ضمنها اختبار خطوط أنابيب نقل الهيدروجين لمنشأة التخزين، وفق صحيفة رينيوبلز ناو.
وأكد مدير تطوير الشراكات الصناعية في شركة فيتنفول، ميكائيل نورد لاندر، أنه استُعين بتقنيات الكهوف الصخرية المبطنة لتخزين الهيدروجين بعمق تحت الأرض، عبر إجراء لحامات لربط المنشأة الحديدية في جدران الكهف.
اقرأ أيضًا..
- تقنية جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بكفاءة أعلى (فيديو)
- النفط الروسي.. هؤلاء أبرز المشترين بعد قرارات الحظر (إنفوغرافيك)
- 500 أكاديمي وعالم يطالبون الجامعات بالتوقف عن قبول تمويلات شركات الوقود الأحفوري