هل ينضم الاتحاد الأوروبي للجبهة الأميركية البريطانية ويحظر النفط الروسي؟
مساع لفرض الحظر قبل وصول بايدن لبروكسل.. ومخاوف من أمن الطاقة
هبة مصطفى
تزداد خطوات حصار موسكو، ويضيق الخناق عليها، بطرح بعض دول الاتحاد الأوروبي إمكان فرض عقوبات على النفط الروسي وقطاع الطاقة، ليلحق -عقب ما يقرب الأسبوعين- بالحظر الأميركي على واردات الطاقة من موسكو وإعلان بريطانيا الاستغناء بصورة نهائية عن تلك الإمدادات بحلول نهاية العام الجاري.
وأعلنت بعض دول الاتحاد، اليوم الإثنين 21 مارس/آذار، أهمية التصعيد ضد موسكو خلال الجولة الخامسة للعقوبات، وبرز النفط الروسي لأول مرة على طاولة العقوبات بالاتحاد الأوروبي، في حين قاومت بعض دول الاتحاد مقترح الحظر خوفًا على أمن الطاقة.
ورغم تباين مواقف دول الاتحاد حول الحظر، فإن اتجاهات غالبية الدول تميل لفرضه حسبما كشفت تصريحات المسؤولين قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد، استعدادًا لوصول الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية الأسبوع الجاري لمناقشة تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا مع دول الاتحاد ودول مجموعة الـ7، ومن ضمنها اليابان.
في المقابل، حذّرت روسيا من تلك الخطوة، إذ ترى أن فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على واردات النفط خطوة تُلحق الضرر بالأطراف كافة، خاصة أن الغاز الروسي يلبّي 40% من الطلب الأوروبي.. فهل ينجح الاتحاد في خطوة الحظر؟
الاتحاد الأوروبي والنفط الروسي
سبق أن اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات تصعيدية عدّة ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، وشملت العقوبات فرض قيود مالية على مصارف وحسابات لقيادات روسية، لكن الخطوة المرتقبة بحظر النفط الروسي تشكّل ضربة قوية لموسكو.
من جانبه، اتّهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، خاصة مدينة ماريوبول.
وأضاف أن لقاء وزراء خارجية الاتحاد يهدف لمناقشة فرض المزيد من العقوبات على قطاع النفط والطاقة الروسي، وفق رويترز.
وشهدت رؤية بوريل تأييدًا من جانب أيرلندا وليتوانيا، إذ أكد وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني أن الاتحاد الأوروبي يتعين عليه التحرك لفرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي (خاصة النفط والفحم)، نظرًا لحجم آثار التدمير التي شهدتها أوكرانيا جراء القصف الروسي.
اتفق معه وزير خارجية ليتوانيا، غابريليوس لاند سبيرغس، مشيرًا إلى أنه يجب بدء الحديث عن عقوبات على النفط الروسي الذي يمثّل أكبر عائدات ميزانية موسكو، وكذلك قطاع الطاقة.
- أزمة روسيا وأوكرانيا تؤكد حاجة أميركا وأوروبا لإبرام صفقة طاقة كبرى
- عقوبات الاتحاد الأوروبي تستهدف مصافي النفط الروسية بعد غزو أوكرانيا
مخاوف أمن الطاقة
اتخذت ألمانيا وهولندا موقفًا مختلفًا، لكنهما لم ترفضا حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي، إذ تحفّظتا فقط على "توقيت" فرض الحظر الذي يتزامن مع نمو مخاوف أمن الطاقة في القارّة العجوز.
وشددت تصريحات مسؤولين بالدولتين على أهمية الإعداد الجيد لخطوة تخلّي دول الاتحاد عن إمدادات الطاقة الروسية.
قال رئيس وزراء هولندا، مارك روتي، إن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يتخلى بصورة فورية عن اعتماده على واردات النفط والغاز من موسكو، مشيرًا إلى أن المصافي شرق وغرب أوروبا تعتمد بالكامل على إمدادات الطاقة الروسية.
وأكد أنه رغم حاجة الاتحاد للتخلي عن إمدادات الطاقة الروسية، فإن ذلك لا يمكن أن يحدث بصورة فورية.
واتّسم الموقف الألماني بالتباين، إذ أوضحت وزيرة الخارجية، أنالينا بربوك، أن الاتحاد الأوروبي القائم على القواعد يتعين عليه عزل النظام الروسي، خاصة في ظل مشاهد الدمار والقصف اليومية، وفق "رويترز".
ورغم تأثّرها بالأوضاع داخل الحدود الأوكرانية، فإن بربوك تحفّظت على توضيح سيناريوهات ما بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على إمدادات الطاقة الروسية.
واتّسم الموقف الألماني بالانحياز لمخاوف أمن الطاقة، منذ إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس، في 7 مارس/آذار الجاري، عدم قدرة القارّة الأوروبية -خاصة ألمانيا- على الاستغناء عن إمدادات الطاقة الروسية.
موسكو تحذّر..
في المقابل، سارعت روسيا للتحذير من اتّساع دائرة العقوبات ضدّها، بفرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على قطاع النفط والطاقة الروسي.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي سيُلقي بتبعات خطيرة على الأسواق العالمية، ومن شأنه التأثير في واردات الطاقة للاتحاد.
وأضاف في تصريحات، اليوم الإثنين، أنه رغم تبعات هذا الحظر على الأطراف كافة، فإنه سيدعم مواجهة الأوروبيين أوقاتًا صعبة، في إشارة منه لنقص مخزونات الغاز الأوروبية التي تهدد بأزمة طاقة فصل الشتاء المقبل، وفق وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وأوضح بيسكوف أن حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي وقطاع الطاقة يهدد موازين الطاقة بالقارّة الأوروبية، مشيرًا إلى أن الاتجاه القوي لدول الاتحاد بإقرار الحظر سيؤثّر في سوق النفط العالمية.
ولفت إلى تباين القدرة الأوروبية على تأمين إمدادات الطاقة عن القدرة الأميركية، مشيرًا إلى أن أمن الطاقة في أميركا يعدّ أفضل حالًا من مثيله الأوروبي.
اقرأ أيضًا..
- نوفاك يكرر تحذيره من ارتفاع أسعار النفط إلى 300 دولار للبرميل
- السعودية تخلي مسؤوليتها عن نقص إمدادات النفط عالميًا
- سعر سهم أرامكو السعودية يتراجع بعد 3 جلسات من المكاسب