طاقة الرياح تدعم النمو الاقتصادي المستدام للبلدان النامية (دراسة)
يمكنها توليد الكهرباء وتوفير تكاليف الصحة العامة
نوار صبح
- • طاقة الرياح تمثل حجر الأساس للنمو الاقتصادي المستدام في المستقبل
- • طاقة الرياح يمكن أن تساعد الحكومات على تسريع التعافي الاقتصادي الأخضر
- • حققت طاقة الرياح انخفاضًا كبيرًا في التكلفة وتميزًا تقنيًا على مدار العقدين الماضيين
- • يمكن للمكسيك أن تضاعف تخفيضاتها المتوقعة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
أصدر مجلس طاقة الرياح العالمي (جي دبليو إي سي)، في 17 مارس/آذار الجاري، تقريرًا حديثًا بعنوان "اغتنام طاقة الرياح في الاقتصادات النامية لفرص التعافي الأخضر"، الذي أشار إلى أن طاقة الرياح تمثّل حجر الأساس للنمو الاقتصادي المستدام في المستقبل.
وأكد التقرير وجود مجموعة من الأدلة التي تؤكد أن طاقة الرياح يمكن أن تساعد الحكومات على تسريع التعافي الاقتصادي الأخضر، وفقًا لموقع مجلس طاقة الرياح العالمي.
وبيّن التقرير أن فوائد طاقة الرياح واسعة النطاق، وتمتد إلى أبعد من توليد الكهرباء النظيفة، إذ تشمل تحقيق وفورات في تكاليف الصحة العامة التي ستُنفَق في معالجة آثار توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري، وإيجاد فرص عمل مستدامة.
ويُضاف إلى ذلك توفير استهلاك المياه التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة الحرارية، وضخ رأس مال كبير في سلسلة القيمة المحلية.
مزايا طاقة الرياح
يُعدّ قطاع طاقة الرياح جذابًا للاقتصادات الناشئة التي تحتاج إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري مع الحفاظ على النمو الاقتصادي وتلبية الطلب سريع النمو على الكهرباء وحماية أمن الطاقة.
وقد حققت طاقة الرياح انخفاضًا كبيرًا في التكلفة وتميزًا تقنيًا على مدار العقدين الماضيين، ما جعلها بديلاً مؤكدًا وجاهزًا للسوق للوقود الأحفوري.
ورغم أن التكاليف قد تكون مرتفعة في البداية في الاقتصادات الناشئة، إذ تضم صناعة طاقة الرياح الجديدة الموظفين قليلي الخبرة، وتتطلب تكاليف مرتفعة عند بدء التشغيل، فإن هذه التكاليف يمكن أن تنخفض بسرعة بفضل التزام الحكومة والسياسة المتبًعة وتعاون قوى السوق.
تقرير مجلس طاقة الرياح العالمي
يعكس هذا التقرير نتائج دراسة بشأن إمكانات طاقة الرياح في الاقتصادات الناشئة حول العالم على مدى السنوات الـ5 المقبلة، من 2022 إلى 2026، بهدف تسليط الضوء على الفرص الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الواسعة وغير المستغلة إلى حد كبير المرتبطة بطاقة الرياح.
واختارت الدراسة 5 اقتصادات ناشئة على وجه الخصوص بمثابة دراسات قُطْرية: البرازيل والهند وجنوب أفريقيا والمكسيك والفلبين.
وأوضحت الدراسة أن النشر السريع لمشروعات الرياح لن يدعم العمل المناخي فحسب، وإنما سيساعد البلدان النامية على تحقيق مجموعة من الفوائد من خلق فرص العمل إلى الحفاظ على نظافة الهواء.
علاوة على ذلك، حددت الدراسة 3 عوائق مشتركة تواجه نشر طاقة الرياح في الاقتصادات الناشئة وتقدم توصيات حول كيفية التغلب على هذه الحواجز.
دعم طاقة الرياح للاقتصادات النامية
أشار تقرير مجلس طاقة الرياح العالمي إلى أن اعتماد التعافي الأخضر بعد جائحة كوفيد سيمكّن البرازيل والهند والمكسيك والفلبين وجنوب أفريقيا من إضافة 20 غيغاواط من طاقة الرياح بين عامي 2022 و2026، حسبما نشر موقع "إنرجي مونيتور".
وكشف التقرير، الذي شاركت في إعداده مؤسسة استشارات الطاقة المتجددة "بي في جي أسوشيتس" في بريطانيا، عن أنه يمكن لهذه البلدان النامية الـ5 أن توفر 2.23 مليون وظيفة مكافئة بدوام كامل على مدى دورة تشغيل مزارع الرياح البالغة 25 عامًا.
ويقدر التقرير أن مشروعات طاقة الرياح يمكن أن تزوّد ما يقرب من 25 مليون منزل سنويًا من عام 2026 فصاعدًا، ويتوقع أن توفر ما يعادل 714 مليون طن متري من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون طوال دورة تشغيل المشروعات.
التحول من الفحم إلى الطاقة النظيفة
في جنوب أفريقيا، يمكن أن يضيف التحول من الفحم إلى الطاقة النظيفة -الذي بدأ بحزمة تمويل بقيمة 8.5 مليار دولار اتُّفق عليها في قمة المناخ كوب 26، 250 ألف وظيفة إضافية وأكثر من 10 مليارات دولار من القيمة الاقتصادية الإجمالية على مدى 25 عامًا.
وبالإضافة إلى الانخفاض الكبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يمكن أن يوفر التحول من الفحم إلى الطاقة النظيفة أكثر من 50 مليون لتر من المياه سنويًا بدءًا من عام 2026.
ويمكن للبرازيل إيجاد 575 ألف وظيفة إضافية خلال دورات تشغيل المشروعات إذا اختارت التعافي الأخضر في سيناريو العمل المعتاد، ما سيؤدي إلى انخفاض بنسبة 40% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال هذه المدة.
وتستطيع الهند توفير 229 مليون طن متري إضافي من مكافئ ثاني أكسيد الكربون على مدار 25 عامًا، مع إيجاد أكثر من مليون وظيفة خضراء.
ويمكن للمكسيك أن تضاعف تخفيضاتها المتوقعة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وأن تخلق نحو 250 ألف وظيفة جديدة وتضيف 3.5 مليار دولار من القيمة الإجمالية للاقتصاد.
وستشهد الفلبين أكثر من 1.1 مليار دولار من إجمالي القيمة المضافة للاقتصاد عند اكتمال أكثر من 1650 ميغاواط من منشآت طاقة الرياح بموجب سيناريو التعافي الأخضر.
وستدعم هذه المنشآت زيادة بنسبة 70% في الوظائف بالإضافة إلى توفير أكثر من 65 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أيضًا..
- أستراليا تتوسع في مشروعات تصنيع المعادن الحيوية
- الإنفاق على خدمات احتجاز الكربون وتخزينه قد يتجاوز 50 مليار دولار
- 3 إجراءات ضرورية لدعم كفاءة الطاقة حول العالم (تقرير)