تُواجه نيجيريا أزمة بسبب ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، رغم كونها سادس أكبر منتج للنفط الخام في العالم، وواحدة من أكبر 10 دول امتلاكًا لاحتياطيات الغاز، إذ تكافح الدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ أكثر من عقدين لتوفير الطاقة بأسعار ملائمة لمواطنيها.
وخوفًا من تصاعد الاحتجاجات الشعبية، تُدعّم نيجيريا أسعار الوقود في البلاد، والتي تصل إلى 165 نايرا، رغم ما تمثّله مخصصات الدعم من عبء على الموازنة العامة للدولة التي يعاني أكثر من 50% من سكانها فقرًا مدقعًا.
وفي الـ9 أشهر الأولى من عام 2021، بلغت تكلفة دعم البنزين في نيجيريا 864 مليار نايرا (2.1 مليار دولارًا).
(نايرا نيجيرية = 0.0024 دولارًا أميركيًا).
تكلفة دعم أسعار البنزين
بينما تشير التقديرات إلى احتياج نيجيريا إلى 360 مليار نايرا شهريًا لدعم أسعار الوقود، قررت شركة النفط الوطنية خصم 242.53 مليار نايرا (580 مليون دولار أميركي)، لدعم أسعار البنزين، من موارد لجنة تخصيص حساب الاتحاد "إف أيه أيه سي" هذا الشهر، بدلًا من تحمّلها بنفسها.
وعلى الرغم من أنها وصفت خصم الدعم المقترَح بأنه عجز في القيمة، قالت شركة النفط: "إن التمويل المُخصص للدعم سيُسترَدّ من عوائد فبراير/شباط 2022، المُخصصة للمشاركة في اجتماع لجنة تخصيص حساب الاتحاد في مارس/آذار 2022.
وأضافت الشركة: "إن استرداد عجز قيمة واردات البنزين خلال ديسمبر/كانون الأول 2021 بلغ 210.38 مليار نايرا".
وسيُسترَدّ عجز القيمة البالغ 242.53 مليار نايرا (المكون من 143.72 مليار نايرا في يناير/كانون الثاني 2022، بالإضافة إلى المتأخرات الفورية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني البالغة 98.81 مليار نايرا)، بداية من فبراير/شباط الماضي.
ولم تُحوّل الشركة الوطنية للنفط في نيجيريا، خلال شهر فبراير/شباط الماضي، أيّ عوائد مالية إلى حساب الاتحاد، بسبب إنفاقها الضخم على دعم الوقود، بالإضافة إلى المستحقات المالية على الاتحاد.
ويبلغ حجم استهلاك نيجيريا من البنزين نحو 1.6 مليار لتر شهريًا، أي أكثر من 19.5 مليار لتر من البنزين سنويًا.
مطالب بإيقاف دعم الوقود
في 3 مارس/آذار الجاري، انتقد حكام الولايات النيجيرية شركة النفط الوطنية، لعدم تحويلها أيّ أموال لحساب الاتحاد، على الرغم من تحقيقها أرباحًا كبيرة.
وقال العديد من رجال الصناعة النفطية لصحيفة "ذا بانش" المحلية: "إذا لم يوقف نظام دعم الوقود، فستستمر الخصومات من حساب الاتحاد، إذ تُعدّ الشركة الوطنية للنفط هي المستورد الوحيد للبنزين في نيجيريا، منذ أكثر من 4 سنوات متتالية".
وتحمّلت شركة النفط تكلفة دعم أسعار الوقود طوال السنوات الـ4 الماضية، إذ تتجاوز التكلفة الحقيقية لأسعار البنزين سعر البيع الذي يتراوح بين 162 و165 نايرا/للّتر.
وقال رئيس رابطة مالكي منافذ البيع بالتجزئة للمنتجات النفطية في نيجيريا، بيلي جيليس هاري: "دون دعم الوقود، كانت أسعار البنزين ستتراوح بين 550 و600 نايرا/للّتر مع الارتفاعات القياسية في أسعار النفط الخام".
ودفعت الحرب الروسية على أوكرانيا أسعار النفط إلى مستويات قياسية، متخطيةً حاجز 139 دولارًا للبرميل، في أعلى مستوى منذ عام 2008، ثم قلّصت أسعار النفط من مكاسبها، لتستقر فوق مستوى 100 دولار.
وأنتجت نيجيريا نحو 1.31 مليون برميل نفط خام في ديسمبر/كانون الأول 2021، وبلغت عائداتها من تصدير النفط في يناير/كانون الثاني 2022، 2.23 مليون دولار، وإجمالي إيراداتها من النفط الخام والغاز 253.36 مليار نايرا خلال يناير/كانون الثاني 2022.
أزمة في الكهرباء وقطاع الطيران
مع الارتفاعات القياسية في أسعار الوقود، يقف النيجيريون في صفوف طويلة وفوضوية للتزوّد بالوقود من المحطات التي تعاني نضوبًا حادًا.
وتصاعدت حدّة أزمة نقص الوقود في الدولة الأفريقية، فبراير/شباط الماضي، بسبب استيراد وقود مغشوش للبلاد، يحتوي على نسبة عالية من الميثانول من بلجيكا.
الأمر لم يقتصر فقط على قطاع السيارات، بل امتدّ إلى الطيران، إذ تعرَّض وقود الطائرات للعجز أيضًا، ما أجبر شركات الطيران على إلغاء الرحلات أو زيادة أسعار التذاكر.
وأدى عجز الوقود في البلاد إلى تراجع الإنتاج الاقتصادي، مع توقف الأعمال التجارية التي تعتمد أساسًا على الديزل والبنزين.
وتنتج نيجيريا 1.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، يُصَدَّر بالكامل إلى الخارج، ويعاد استيراده في صورة منتجات نفطية مكررة.
وتعاني نيجيريا انقطاعًا في التيار الكهربائي منذ ما يقرب من شهر، أصاب العاصمة أبوجا و الولايات المختلفة بالشلل التامّ.
وتولّد محطات الكهرباء في نيجيريا الآن 2535 ميغاواط، وهو أقلّ بكثير من الحدّ الأدنى للاستهلاك البالغ 5 آلاف ميغاواط.، بحسب موقع ذا إيست أفريكان.
ويباع البنزين في السوق السوداء بسعر 300 نايرا (0.45 دولارًا) و 500 نايرا (0.50 دولارًا)
ورفعت منظمة أوبك+ حصة إنتاج نيجيريا إلى 1.72 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار، من 1.7 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط الماضي.
موضوعات متعلقة..
- موازنة دعم الوقود التكميلية.. هل تنهي تهديدات الاحتجاجات في نيجيريا؟
- الحياد الكربوني.. نيجيريا تحتاج 10 مليارات دولار سنويًا لتمويل تحول الطاقة
- الغاز المسال.. أوروبا تلجأ إلى نيجيريا لتأمين إمدادات إضافية من الوقود
اقرأ أيضًا..
- الهند تؤمّن احتياجاتها بصفقة ضخمة من النفط الروسي
- الطاقة المتجددة في الصين.. ريادة عالمية في التصنيع والسعة المضافة (تقرير)
- واردات اليابان من النفط والغاز تتراجع إلى أدنى مستوياتها في 2021