الهند تشتري النفط الروسي وتضع خطة بايدن في مأزق (تقرير)
الرئيس الأميركي متمسك بالهند حليفةً ضد الصين في آسيا
أحمد بدر
بينما الهند تشتري النفط الروسي، وجد الرئيس الأميركي جو بايدن خطّته لتوحيد العالم ضد روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في مأزق، لا سيما أن نيودلهي اشترت من موسكو النفط بأسعار مخفضة.
وأعلن مسؤول حكومي هندي، الجمعة 18 مارس/آذار، أن الهند تشتري الخام الروسي لتعزيز إمدادات الطاقة بأسعار مخفضة، في وقت تواجه فيه أزمة اقتصادية، وتكافح للتعافي منها، موضحًا أن بلاده اشترت مؤخرًا 3 ملايين برميل من موسكو.
صادرات النفط الروسي إلى الهند تتضاعف 4 مرات في مارس
وتعدّ هذه الخطوة تحديًا لإدارة بايدن، التي تعاني في الأساس من صعوبة إقناع دول مثل الصين، الحليفة لروسيا، باتخاذ موقف معادٍ لموسكو، وفقًا لما نشرته منصة "إنرجي وورلد" من إيكونوميك تايمز.
الهند ودول أخرى
ليست الهند وحدها التي تشتري النفط الروسي، إذ تُواصل بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا -الحليفة للولايات المتحدة- شراء إمدادات الطاقة الروسية، الأمر الذي يتعارض مع جهود بايدن لحصار الاقتصاد الروسي من خلال فرض عقوبات عليه.
وقد يؤدي تدفّق النفط الروسي المتزايد إلى الهند لمزيد من الضغط على العلاقة بين واشنطن ونيودلهي، التي سبق اختبارها من خلال مشتريات الهند الأخيرة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة، إذ ما زال البيت الأبيض يدرس فرض عقوبات على الهند بسبب عملية الشراء هذه.
وقال مسؤول أميركي، إن قضية شراء الهند للأنظمة الدفاعية الروسية تنظر إليها إدارة بايدن بطريقة مختلفة، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
أهمية الهند للولايات المتحدة
رغم أن الهند تشتري النفط الروسي حتى الآن، ما زال الأخير يرى -حتى خلال محاولته حشد الدول لمعارضة الغزو الروسي- أن الهند ما زالت شريكًا مهمًا لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في آسيا.
وبحسب المسؤول الأميركي، فإن روسيا كانت دائمًا نقطة احتكاك في العلاقات بين الولايات المتحدة والهند، لكن البيت الأبيض يعتقد أن الديمقراطيتين -الولايات المتحدة والهند- لديهما الكثير من الأشياء المشتركة أكثر مما يفرّق بينهما.
وتحوز الهند عضوية اللجنة الرباعية، وهي شراكة دولية تضم أيضًا الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، ومن المقرر أن يجتمع قادة الدول الـ4 هذا العام في طوكيو.
كما إن بايدن دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للمشاركة في قمّته الافتراضية حول الديمقراطية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، رغم سجلّه المتقلب في حقوق الإنسان.
تحذيرات من الانحياز لروسيا
حذّر البيت الأبيض الصين علنًا من الانحياز إلى روسيا خلال الحرب في أوكرانيا، لكنه كان أكثر حذرًا عند تناول دور الهند، إذ أشار المتحدث باسم البيت الأبيض يوم الأربعاء 16 مارس/آذار، عند سؤاله عن أن الهند تشتري النفط الروسي المخفض، إلى أن الرسالة الأميركية لأيّ دولة هي التفكير في مكانها عند كتابة التاريخ.
وتشكّل الواردات 85% من احتياجات الهند من النفط، ومن المتوقع أن يقفز الطلب الإجمالي لها بنسبة 8.2% إلى 5.15 مليون برميل يوميًا هذا العام، في حين ذكرت تقارير إعلامية هندية أن روسيا تقدّم خصمًا بنسبة 20% على مشتريات النفط الروسي، أقلّ من الأسعار القياسية العالمية.
وتدور علاقة الهند مع روسيا حول الدفاع أكثر من كونها تدور حول الطاقة، إذ تقدّم روسيا جزءًا صغيرًا فقط من النفط إلى الهند، ولكنها توفر غالبية عتادها العسكري.
ويرى الخبير في العلاقات بين الولايات المتحدة والهند في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، ريتشارد روسو، أن روسيا بالغة الأهمية بالنسبة لاستعداد الهند العسكري، خاصة أن لديها أزمة حدودية مستمرة مع الصين.
ورغم ذلك، من المتوقع أن تواجه نيودلهي ضغوطًا إضافية مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
اقرأ أيضًا..
- أسهم أرامكو ترتفع بعد إعلان قفزة أرباح الشركة في 2021
- مسؤول: الربط الكهربائي بين إيران وقطر ينطلق قريبًا
- من النفط الروسي إلى طاقة الرياح.. كيف تتغير سياسة الاتحاد الأوروبي؟