أخبار النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

شراء النفط الروسي يثير انتقادات حادة ضد الهند

مسؤول: الغرب يواصل شراء الغاز والنفط من موسكو

حياة حسين

أصبح النفط الروسي يشكل أزمة لدى حكومة الهند التي تواجه انتقادات حادة بعد قبولها شحنات نفطية من موسكو، في حين توقع مسؤول حكومي هندي زيادة واردات بلاده من النفط الأميركي بنسبة 11% خلال العام الجاري، في وقت تسعى فيه نيودلهي إلى تغطية احتياجاتها من الطاقة من كل دول العالم، بما فيها روسيا.

وزادت واردات الهند من النفط الروسي بمقدار 4 أضعاف خلال شهر مارس/آذار الجاري، رغم الانتقادات الحادة من قبل الدول الغربية، التي تفرض عقوبات اقتصادية على موسكو، بسبب شنها حربًا على أوكرانيا منذ 3 أسابيع.

واستثنت الدول الأوروبية واردات الغاز والنفط الروسية من العقوبات الاقتصادية بسبب حاجتها إليها، في حين حظرت أميركا تلك الواردات.

زيادة الواردات الأميركية

ناقلة نفط
ناقلة تنقل النفط من كوربوس كريستي الأميركية

قال مسؤول حكومي هندي لوكالة رويترز، اليوم السبت، إن واردات بلاده من النفط الأميركي سترتفع بنسبة 11% العام الجاري، إذ تسعى نيودلهي إلى سد العجز الحاد في إمدادات الطاقة من منتجي النفط في أنحاء العالم متضمنة روسيا، التي تواجه عقوبات اقتصادية شديدة.

وتعاني الهند، مع غيرها من دول العالم، ارتفاعًا حادًا لأسعار النفط عقب غزو روسيا لأوكرانيا، ما يهدد بزيادة معدلات التضخم وتقليص تمويل الميزانية العامة، والإضرار بمعدلات النمو التي بدأت تتعافى من أزمة جائحة كورونا.

وارتفعت أسعار النفط بصورة حادة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا بأيام قليلة، حتى اقترب سعر خام برنت من 140 دولارًا للبرميل، قبل أن يهبط عن هذا المستوى ويبلغ 108 دولارات بنهاية تعاملات أمس الجمعة.

سعر أقل

أشار رئيس قسم الأبحاث في كبلر، أليكس بوث، في وقت سابق إلى أن الزيادة الكبيرة في واردات الهند من النفط الروسي هذا الشهر، تعني أن نيودلهي استطاعت شراء خام سي بي سي، وهو مزيج من الخام القازاخستاني والروسي بسعر أقل بكثير من العادي.

وأضاف أنه مع الأزمة الروسية الأوكرانية، عُرِضَ خام الأورال -في روسيا- بخصم يصل إلى نحو 30 دولارًا أقل من سعر خام برنت القياسي.

وتشتري الهند شحنات النفط الروسي، التي ترفضها المواني الأوروبية، إذ إنه رغم عدم فرض عقوبات على صادرات النفط من موسكو فإن تجار النفط الروسي يجدون صعوبة في تسويق شحناتهم، مع تجنب المشترين لها، في ظل إحجام العديد من المصارف وشركات التأمين عن منح خطابات ضمان بنكي للسلع الروسية.

الجانب الخطأ

كانت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، قد أشارت، في تصريحات صحفية الثلاثاء الماضي 15 مارس/آذار، إلى أن الهند تقف في الجانب الخطأ من التاريخ إذا اشترت النفط الروسي، رغم أن تلك المشتريات لن تنتهك العقوبات الأميركية.

وتتوالى انتقادات الدول الغربية للدولة الآسيوية العملاقة، بسبب علاقاتها الطويلة السياسية والأمنية مع روسيا، ويرى البعض أن التعاون مع موسكو في مجال أنشطة الأعمال، يعني أنها تعزز موقفها في الحرب.

ورغم أن الهند طالبت روسيا بإنهاء حربها ضد أوكرانيا، لكنها امتنعت عن التصويت ضدها في مجلس الأمن.

وقال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، الذي يزور الهند اليوم السبت 19 مارس/آذار، لإجراء مباحثات مع نظيره ناريندرا مودي، إنه سيعمل على توحيد الموقف بشأن الحرب على أوكرانيا.

الشرق الأوسط

أسعار النفط في الهند

قال المصدر الحكومي الهندي: إن بلاده تشتري معظم نفطها من دول الشرق الأوسط، "لكن برزت أميركا مؤخرًا لتصبح رابع أكبر مصدر لنا، وستشهد إمدادات الولايات المتحدة ارتفاعًا إضافيًا هذا العام".

يُذكر أن الهند تحصل على معظم نفطها من دول الخليج العربي الغنية بالنفط والغاز، ويحتل العراق المرتبة الأولى، إذ يزود نيودلهي بنسبة 23%، تليه السعودية بنسبة 18%، ثم الإمارات بنسبة 11%.

وتوقع المصدر الحكومي المطلع -الذي اشترط عدم ذكر اسمه- أن ترتفع حصة النفط الأميركي في السوق الهندية، هذا العام، إلى 8%.

تعاقدات جديدة

تعاقدت شركة النفط الهندية -وهي أكبر شركات مصافي التكرير المملوكة للدولة في البلاد- على شراء 3 ملايين برميل من النفط الروسي في مناقصة مؤخرًا، كما اشترت شركة هندوستان للنفط مليوني برميل، تتسلمها الهند في مايو/أيار المقبل.

وقال مسؤول حكومي هندي آخر -مدافعًا عن قرار بلاده بمواصلة مشترياتها من روسيا، رغم غزوها لأوكرانيا-: "إن نيودلهي ترحب بالمنافسة في سوق النفط، التي تشمل النفط الروسي، لأنها تؤدي إلى انخفاض الأسعار بعد القفزة التي شهدتها مؤخرًا".

وأضاف أن الدول الأوروبية تواصل شراء النفط والغاز الروسيين، ولا تستطيع الهند التوقف عن ذلك أيضًا.

تجنّب عقوبات النفط

النفط الروسي
الدكتور أنس الحجي في منتدى جيبكا (2 مارس 2022) - أرشيفية

أوضح المصدر الحكومي الهندي، أن عقوبات الغرب الاقتصادية تجنبت إحداث أي تأثير في وارداتها من الطاقة، كما أن البنوك الروسية التي تعمل في هذا القطاع في موسكو، لا تزال على نظام سويفت.

وقال المسؤول الحكومي: "يجب عدم تسييس معاملات الهند المشروعة في مجال الطاقة.. والدول التي لديها اكتفاء ذاتي من الطاقة، أو التي تستورد من روسيا خامات الطاقة لا يمكن أن تثق بدفاعها عن تقييد التجارة مع موسكو".

ويُعرِّف سويفت، خبير اقتصادات وسياسات الطاقة، مستشار تحرير "الطاقة"، الدكتور أنس الحجي، بأنه نظام لا ينقل الأموال، ولكن ينقل الرسائل لتبادل هذه الأموال، إذ إنه يربط أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية عالمية، منها بنوك وشركات وبيوت المال حول العالم.

نظام سويفت

يُرسل نظام سويفت أكثر من 40 مليون رسالة يوميًا لتبادل الأموال وتسجيلها، لذلك إذا طُرِدَت روسيا من هذا النظام، فإن ذلك سيترك أثرًا كبيرًا في إيرادات النفط والغاز الروسية والإيرادات من الصادرات الروسية الأخرى، وتبادل الأموال حتى بالنسبة إلى الأفراد، وفق مستشار تحرير "الطاقة"، الدكتور أنس الحجي.

ورغم أن الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد، وخارجه مثل بريطانيا، حظرت استيراد السلع من روسيا، فإنها استثنت النفط والغاز، بسبب اعتمادها عليه بنسبة كبيرة.

وتغطّي روسيا نحو 40% من احتياجات أوروبا من الغاز، و30% من النفط، لذلك تسعى دول القارة العجوز إلى البحث عن بدائل لتوفير الطاقة، تمكنها من الاستغناء عن موسكو.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق