الصفقات الخاصة سلاح تجار النفط الروسي لتجنب العقوبات الغربية
تتصاعد المخاوف في أسواق الطاقة العالمية من نقص شديد في الإمدادات جراء العقوبات التي تهدد النفط الروسي من الوصول إلى الأسواق مع رفض العديد من الشركات والمتعاملين الخامات الروسية.
وعلى الرغم من عدم فرض عقوبات مباشرة على صادرات الطاقة الروسية -النفط والغاز والفحم- فإن العديد من شركات التأمين والمصارف ترفض منخ ضمانات بنكية إلى المتعاملين مع السلع الروسية.
ويسعى العديد من المتعاملين في سوق النفط الروسية، لتخطي الأزمة التي باتت تهدد الصادرات، إذ حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أسواق النفط قد تفقد نحو 3 ملايين برميل في أبريل/نيسان المقبل من النفط الروسي والمنتجات المكررة.
أساليب جديدة للتداول
قال متعاملون إن المشاركين في سوق النفط الروسية غيّروا أساليبهم في التداول وفضّلوا الصفقات الخاصة على العروض العامة بسبب العقوبات الغربية الجديدة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وعادة ما يُباع نحو ربع صادرات النفط الروسي، بما في ذلك درجات زيت الأورال الرئيسة ومزيج إسبو، على أساس فوري، وعادة ما يجرى ذلك من خلال المناقصات العامة التي يجري دعوة عدد من الشركات إليها عمومًا.
وبدءًا من 17 مارس/آذار الجاري، لم تطرح شركات النفط الروسية أي عطاءات فورية لمزيج مايو/أيار، والذي سيُطرح عادةً في المناقصات بحلول هذا الوقت.
المناقصات الفورية
قال متعاملون إنه لم يصدر أي مناقصات فورية لتحميل جبال الأورال في أوائل أبريل/نيسان، وفقًا لخطة التحميل للمدة من 1 إلى 5 أبريل/نيسان، التي جرى إصدارها أول أمس الأربعاء.
وكانت المناقصات الفورية أداة مثالية لوضع البراميل الفورية، واستخدمت السوق نتائج المناقصات مرجعًا للسعر، لكن منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، رفض المشترون المناقصات بسبب العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا والتي تستهدف موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
وجزءًا من عقوباتها، نفذت الولايات المتحدة حظرًا على النفط الروسي، ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي- وهو مستورد أكبر بكثير- لم يفعل ذلك.
وكان هناك تأثير مخيف في تجارة النفط، إذ لا يرغب المشترون في القيام بأعمال تجارية مع موسكو، كما أدت عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على المصارف الروسية إلى تعقيد عقد الصفقات.
أسعار الخامات الروسية
قال مصدر في شركة نفط روسية: "العطاءات لا فائدة منها الآن.. إنها تُخيف المشترين المحتملين فقط".
وفشلت شركتا سورجوتنفتيغاز الروسية وزاروبيجنفت في طرح نفط الأورال في المناقصات، في حين لم تتمكن مؤسسة النفط والغاز الطبيعي الهندية من جذب عطاءات في مناقصة لخام سوكول.
وقد تكون الصفقات الخاصة مكسبًا لكلا الطرفين، إذ يجد النفط الروسي منافذ للبيع، في حين يقتنص المشترون الأسعار المخفضة، بالنظر إلى أن خام الأورال الروسي يُقدَّم بخصومات تزيد على 30 دولارًا للبرميل مقارنةً بمعيار برنت القياسي العالمي.
وخلال الأيام الماضية، نجحت شركة فيتول -وهي تعمل تاجر نفط- في بيع أكثر من 5 ملايين برميل من النفط الروسي إلى شركة التكرير الهندية هندوستان بتروليوم، وشركة النفط الهندية "إنديان أويل"، أكبر شركة تكرير في الهند.
وبموجب الصفقتين، ستحصل هندوستان بتروليوم على مليوني برميل، وإنديان أويل على 3 ملايين برميل من خام الأورال الروسي للتحميل في مايو/أيار.
طرق دفع بديلة
تبحث شركات النفط الروسية والمشترون الأجانب عن حلول لممارساتهم التجارية المعتادة، نظرًا إلى الضغط المرتبط بالعقوبات على السوق، مثل تقديم طرق دفع بديلة وإجراء معاملات بعملات بديلة.
وكانت المنتج الروسي سورغوتنيفتغاز قد سمح للمشترين الصينيين بالحصول على النفط دون تقديم ضمانات تعرف باسم خطابات الاعتماد لتجاوز العقوبات الغربية.
ودفعت العقوبات الغربية ردًا على الغزو، الذي تصفه روسيا بأنه "عملية عسكرية خاصة"، المصارف إلى وقف إصدار خطابات الاعتماد للنفط جميعه الذي يأتي من روسيا.
وقالت مصادر إنه للتغلب على القيود، تستخدم الشركات الصينية حسابات مفتوحة تسمح للعميل بشراء البضائع على أساس الدفع المؤجل، مع اشتراط الدفع بالكامل حتى 3 أيام بعد تحميل الشحنة.
موضوعات متعلقة..
- هل تنقذ ورادات النفط والفحم الروسي الهند من ارتفاع أسعار الطاقة؟
- تراجع كبير في صادرات الفحم والنفط والغاز الروسية خلال مارس
اقرأ أيضًا..
- ليلى بنعلي تكشف عن خطة المغرب لترشيد استهلاك الطاقة بحلول 2030 (صور)
- وكالة الطاقة الدولية تطرح خطة من 10 نقاط لتقليل استخدام النفط