التقاريرتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياغاز

3 عوامل تهدد إمدادات الغاز إلى تايلاند.. غزو أوكرانيا أبرزها

والحكومة تدرس توليد الكهرباء من النفط لتعويض نقص الغاز

هبة مصطفى

وقعت إمدادات الغاز إلى تايلاند تحت ضغط عوامل عدة، مهددة بأزمة دفعت مسؤولين إلى إعلان دراسة اللجوء إلى النفط لتوليد الكهرباء.

وجاء الغزو الروسي لأوكرانيا أبرز العوامل المؤثرة في انتظام إمدادات الغاز إلى تايلاند، فرغم أن الصراع وعمليات القصف دائرة في "كييف" الواقعة شرق أوروبا فإن تأثيره طال أسواق الطاقة العالمية بأسرها، وامتد إلى تايلاند القابعة جنوب شرق آسيا.

وأدّى الغزو الروسي لأوكرانيا دورًا في التحكم بأسعار الغاز ودفعها إلى مستويات قياسية، انعكست سلبًا في قدرة تايلاند الشرائية لإمدادات الغاز، بجانب معاناتها مع عاملين آخرين، كانخفاض الإنتاج المحلي، وعدم انتظام الواردات من ميانمار المتأثرة بالعقوبات الأميركية.

الأسعار العالمية وأزمة الطاقة

لم يؤثر الغزو الروسي لأوكرانيا في إمدادات الغاز لأوروبا فقط، إذ إن تأثيره في أسعار الغاز بالسوق العالمية -بالتزامن مع أزمة طاقة قائمة- امتد إلى تايلاند في ظل مكافحتها لتلبية الطلب المحلي.أسعار الغاز

وتُهدد الأسعار المرتفعة بالأسواق الدولية بزيادة نقص إمدادات الغاز إلى تايلاند، التي تعتمد على الاستيراد لتلبية الطلب على الكهرباء والنفط والفحم والغاز الطبيعي، بنسبة 75%.

وأدت إمدادات الغاز إلى تايلاند دورًا مهمًا في توليد الكهرباء خلال العام الماضي، إذ قُدر استهلاك عمليات توليد الكهرباء إمدادات الغاز بنسبة 54%، لكن أسعار الوقود المرتفعة عالميًا سواء قبل الغزو الروسي لأوكرانيا أو بعده ستدفع الحكومة إلى خفض معدل الواردات.

من جانبه، أكد الأمين العام لهيئة تنظيم الطاقة، كومكريت تانترافانيش، أنه من المرجح شراء تايلاند الغاز الطبيعي المسال من السوق الفورية، في حالة ارتفاع الأسعار بنحو 40 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية.

يُشار إلى أن أسعار تسليم أبريل/نيسان إلى آسيا، انخفضت إلى متوسط 38 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، بعدما سجلت أسعارًا قياسية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

انخفاض الإنتاج المحلي

في ظل ارتفاع الأسعار العالمية برزت عوامل محلية -أيضًا- أدت إلى نقص إمدادات الغاز إلى تايلاند، منها انخفاض الإنتاج المحلي من حقل إيراوان البحري الذي يُسهم بأكبر كميات من الإمدادات المحلية للغاز في تايلاند.

وتشير التوقعات إلى انخفاض إنتاج الحقل إلى أقل من خُمس طاقته الإنتاجية الشهر المقبل، بعد أن كان يلبي عادة ربع الاحتياج المحلي لإمدادات الغاز إلى تايلاند.

وكانت الشركة العامة للإنتاج والاستكشاف، التابعة لشركة النفط والغاز المملوكة للدولة "بي تي تي" تستعد للاستحواذ على حصة شركة شيفرون الأميركية في حقل إيراوان البحري الشهر المقبل بعد محادثات ممتدة منذ العام الماضي.

ورغم أن تلك الخطوة قد تزيد من الحصة التايلاندية المحلية لإمدادات الغاز، فإنها واجهت تأخيرات إدارية بين الطرفين.

وأدّى تأخير تنفيذ صفقة الاستحواذ إلى تأثر الاستثمارات وتعطل إنتاج الحقل، ما يهدد أمن الطاقة في البلاد.

وتشير التوقعات إلى ارتفاع الإنتاج إلى 200 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميًا عقب تخارج شيفرون، قبل أن يرتفع بحلول نهاية العام إلى 400 مليون قدم مكعبة قياسية، وفق تحليل لـ"رويترز".

يأتي هذا رغم تسجيل إنتاج الغاز من الحقل 1200 مليون قدم مكعبة عام 2019.

إمدادات ميانمار.. وإجراءات محلية

تعزز ميانمار، الواقعة بجنوب شرق آسيا، من إمدادات الغاز إلى تايلاند بما يقرب من 14%، لذا يخشى المسؤولون في بانكوك تأثر إمداداتهم بفرض عقوبات أميركية على ميانمار.

ويدفع نقص تلك الإمدادات في ظل انخفاض الإنتاج المحلي نحو زيادة الإقبال التايلاندي على الاستيراد من السوق الفورية المرتفعة.

تايلاند تخطط لزيادة الاستثمار في مشروعات الغاز الطبيعي
تايلاند تخطط لزيادة الاستثمار في مشروعات الغاز الطبيعي

وتخطط الحكومة لمجموعة من الإجراءات لمحاولة تفادي التعرض لأزمة طاحنة لإمدادات الغاز إلى تايلاند، إذ دفعت تلك العوامل نحو زيادة الواردات بنسبة 9.7 مليون طن العام الجاري، ارتفاعًا من 6.4 مليون طن عام 2021، كما أن المحللين يرجحون زيادة واردات الغاز في تايلاند بمعدل 2.3 مليون طن سنويًا حتى عام 2030.

وتخطط شركة بي تي تي -التابعة إلى الدولة- للاستيراد من السوق الفورية ما يقرب من 1.2 مليون طن، خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى أبريل/نيسان المقبل، لتلبية الطلب المحلي بصورة عاجلة رغم ارتفاع الأسعار العالمية.

وأكد وزير الطاقة التايلاندي، سوباتانا بونغ بونميشاو، أن بلاده تسعى للحفاظ على مخزونها الحالي من الطاقة في ظل الاضطرابات الحالية، خاصة أن تايلاند لجأت العام الماضي إلى استيراد ما يقرب من 90% من احتياجاتها النفطية.

وتعتزم الحكومة توجيه بعض محطات الكهرباء للاعتماد على النفط، في محاولة لخفض الطلب على الغاز، خاصة في ظل إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالفحم.

وإلى جانب تلك الخطوات، تعمل الحكومة على تطوير محطات تغويز الغاز وزيادة قدرتها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق