الهند تطالب أوبك+ بزيادة الإنتاج.. وتدرس عرضًا روسيًا لشراء النفط
وزير النفط: سنعقد اتفاقات مع فنزويلا وإيران بمجرد عودة نفطهما إلى الأسواق مجددًا
أحمد بدر
تأمل الهند في التعجيل بالسيطرة على أسعار النفط العالمية، التي ألقت بظلال مخيفة على أسعار الوقود المحلية، في وقت تعلق فيه آمالًا أخرى على استئناف إمدادات النفط الخام من فنزويلا وإيران، بجانب زيادة الإنتاج من جانب دول أوبك+.
وفي الوقت نفسه، تعمل الهند -وهي ثالث أكبر دولة مستهلكة ومستوردة للطاقة في العالم- على تقييم العرض الروسي لبيع النفط الخام لها بأسعار مخفضة، بعد النظر في جوانب أخرى مثل التأمين والشحن، وهي عناصر مطلوبة لنقل الوقود، وفقًا لما نشره موقع إنرجي وورلد، من إيكونوميك تايمز.
وقال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، اليوم الثلاثاء، في جلسة أمام "راجيا سابها"، وهو مجلس الولايات المجلس الأدنى في برلمان الهند، إن صادرات النفط من فنزويلا وإيران تضررت بسبب العقوبات، على الرغم من أن الدولتين من بين أعلى الدول امتلاكًا للاحتياطات النفطية في العالم، وكانتا موردين مهمين للهند، قبل أن تحرم العقوبات الأميركية الهند من شراء النفط الخام منهما، وهو ما أثر في أسعار النفط لديها.
وأضاف: "نأمل ونتوقع أن يتوافر النفط، ليس فقط من فنزويلا وإنما من دول أخرى خاضعة للعقوبات، كما نأمل أن نستغل قدرتنا على الإقناع لمطالبة المجتمع الدولي بتوفير المزيد من النفط".
اتفاقات مع فنزويلا وإيران
قال وزير النفط الهندي، إن شركات النفط الهندية ستعقد اتفاقات مع فنزويلا وإيران بالتساوي، بمجرد دخول نفطهما إلى الأسواق مجددًا.
وأوضح الوزير أن هناك تقارير تتحدث عن احتمال حل أزمة إيران النووية التي تسببت في فرض عقوبات أميركية عليها، وهو الأمر الذي سيجلب مزيدًا من النفط إلى الأسواق.
وأبدى بوري أمله في أن تُزيد دول أوبك+ من إنتاجها في الوقت الحالي لتهدئة أسعار النفط، التي سجلت -مؤخرًا- أعلى مستوى لها خلال 14 عامًا عند 130 دولارًا للبرميل، قبل أن تتراجع، اليوم الثلاثاء، إلى مستوى 100 دولارٍ للبرميل.
وردًا على سؤال حول العرض الروسي لبيع النفط الخام والمشتقات النفطية الأخرى بأسعار مخفضة، قال هارديب سينغ بوري، إن الحكومة ستستكشف وتدرس الخيارات كافّة المتاحة أمامها.
وأضاف: "اسمحوا لي مرة أخرى أن أكرر، أنه في وضع مثل الذي خلقه الوباء في العامين الماضيين، والحرب في الأسابيع القليلة الماضية، ستستكشف الحكومة جميع الخيارات المتاحة".
وقال إنه أجرى مناقشات مع مسؤولين في الحكومة الروسية، وما زالت المناقشات جارية حتى الآن، إذ إن هناك عديدًا من القضايا التي يجب تناولها، مثل كميات النفط المتوفرة، سواء في روسيا أو الأسواق الجديدة، أو لدى الموردين الجدد في السوق.
ووعد وزير النفط الهندي بإعلان أي ترتيب يُجرى التوصل إليه بين شركات النفط الهندية ونظيراتها في روسيا، أو مع إيران أو أي دولة أخرى يظهر فيها المزيد من النفط.
أسعار الوقود في الهند
قال الوزير الهندي إن أسعار الوقود، مثل البنزين والديزل في نقاط البيع بالتجزئة، تتحدد حسب الأسعار الدولية، بجانب تكلفة التأمين والشحن وسعر الصرف وهوامش التكرير وعدد من العوامل الأخرى.
ولفت إلى أنه في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خفّضت الحكومة الضريبة على البنزين بمقدار 5 روبيات (0.06 دولارًا أميركيًا)، لتوفير الإغاثة إلى المستهلكين الذين يعانون ارتفاعًا قياسيًا في الأسعار، ومنذ ذلك الحين ارتفعت الأسعار الدولية إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات، لكن أسعار التجزئة ظلت عند مستويات 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
وردًا على سؤال منفصل، قال وزير الدولة للنفط والغاز الطبيعي، رامسوار تيلي، إن الوضع الجيوسياسي بين روسيا وأوكرانيا أدى إلى زيادة حادة في أسعار النفط الخام والغاز العالمية.
وأوضح -في كلمته خلال الجلسة البرلمانية نفسها- أن حكومة بلاده "تراقب عن كثب أسواق الطاقة العالمية، وكذلك الاضطرابات المحتملة في إمدادات الطاقة نتيجة لتطور الوضع الجيوسياسي".
- الهند تخطط للإفراج عن مخزون النفط الإستراتيجي لتهدئة الأسعار
- الهند في المقدمة.. أسعار النفط تكبد اقتصاد 3 دول آسيوية خسائر فادحة
ومن جانبه، أعلن وزير الدولة للشؤون المالية، بانكاج تشودري، أن المجموعة الفرعية للنفط والغاز الطبيعي والوقود والطاقة في مؤشر أسعار الجملة "دبليو بي آي" ترتبط ارتباطًا مباشرًا بتقلبات أسعار النفط الخام.
وأجاب تشودري عما إذا كانت الحكومة ستخفض ضريبة المكوس مجددًا للحفاظ على أسعار الوقود، قائلًا إن شركات تسويق النفط التابعة للقطاع العام تتخذ القرارات المناسبة بشأن تسعير البنزين والديزل بالتوازي مع أسعار منتجاتها الدولية وسعر الصرف والهيكل الضريبي والشحن الداخلي وعناصر التكلفة الأخرى.
وتعتمد الهند على المشتريات الخارجية لتلبية نحو 85% من احتياجاتها من النفط، ما يجعلها واحدة من أكثر الدول عرضة لارتفاع أسعار النفط في آسيا، حسب إيكونوميك تايمز.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في المغرب تعوض غياب إمدادات الغاز الجزائري
- أرامكو السعودية تبرم صفقة لمشروع تنقيب عن الغاز
- أوبك تحذر من تضرر الطلب على النفط جراء الغزو الروسي لأوكرانيا