تواصل أسعار النفط العالمية ارتفاعها إلى مستويات قياسية، في وقت تُناضل فيه حكومة كينيا للحفاظ على استقرار أسعار الوقود التي تُعَد الأغلى بين دول شرق أفريقيا، قبل أن تُقر دعمًا ماليًا لأسعار الديزل لامتصاص الغضب الشعبي.
ومع تزايد حدة المخاوف العالمية من نقص المعروض من النفط في السوق جرّاء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008، قبل أن تقلص مكاسبها مع انتعاش الآمال بزيادة المعروض النفطي.
وتراجعت أسعار الديزل في كينيا إلى أدنى مستوى سعري في شرق أفريقيا في أعقاب إقرار الدولة دعمًا شهريًا؛ حيث بلغ متوسط سعر لتر الديزل 112.63 شلنًا كينيًا (0.99 دولارًا أميركيًا) مقارنة بنحو 118.44 شلنًا كينيًا (1.04 دولارًا أميركيًا) في تنزانيا، و139.08 شلنًا في أوغندا، و149.91 شلنًا كينيًا للتر الديزل في بوروندي.
ويعتقد مسؤولو هيئة الطاقة والنفط في البلاد أن وزارة الخزانة في كينيا ستحتاج إلى 10 مليارات شلن خلال الشهر الجاري بالإضافة إلى 15 مليار شلن أخرى في أبريل/نيسان المقبل؛ للحفاظ على استقرار أسعار الوقود في البلاد.
(1 شلن كيني = 0.0088 دولارًا أمريكيًا)
أسباب تراجع سعر الوقود في كينيا
تعد أسعار الوقود في كينيا هي الأعلى في منطقة شرق أفريقيا، بسبب الضرائب المرتفعة وزيادة الرسوم.
ودفعت أسعار الديزل والبنزين المرتفعة في الدولة الأفريقية، مالكي السيارات المحليين في القرى الحدودية إلى الذهاب لدول مجاورة للتزود بالوقود، وفقًا لموقع ذا إيست أفريكان.
ويرجع انخفاض أسعار الوقود في كينيا إلى تقديم حكومة البلاد دعمًا شهريًا لأسعار الديزل؛ ما أدى إلى تراجع سعر اللتر بنحو 23.29 شلنًا (0.21 دولارًا أميركيًا).
وأسهَم دعم الوقود في كينيا في حماية مالكي السيارات من دفع 23.29 شلنًا إضافيًا للتر الديزل.
وبدأت حكومة كينيا تقديم دعم الوقود منذ 14 أبريل/نيسان من العام الماضي، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي من تضخم الأسعار.
وتستحوذ تكلفة الطاقة في كينيا -التي يعتمد معظم سكانها على الكيروسين وغاز النفط المسال للطهي- على وزن كبير في سلة السلع والخدمات، وهي مقياس يستخدم لقياس معدلات التضخم في البلاد.
وحافظ الدعم الشهري على ثبات أسعار الوقود في البلاد كما هي لمدة 4 أشهر متتالية، رغم ارتفاع تكلفة شحن الوقود المكرر.
وحال غياب الدعم الشهري، كان المواطن الكيني سيدفع نحو 133.89 شلنًا مقابل لتر الديزل، وبفضل الدعم تراجعت تكلفة الكيروسين والبنزين السوبر بقيمة 15.88 شلنًا و14.53 شلنًا على التوالي، بحسب موقع بيزنس ديلي أفريكا.
مليارات الشلنات لدعم أسعار الوقود
تدعم الحكومة الكينية أسعار الوقود في البلاد بمليارات الشلنات من أموال ضريبة تطوير النفط التي يدفعها سائقو السيارات في البلاد.
كانت ضريبة تطوير النفط قد ارتفعت إلى 5.40 شلنًا كينيًا للتر في يوليو/تموز 2020 مقابل 0.40 شلنًا كينيًا في 2019، بمعدل زيادة قدره 1250%.
وتعد تنزانيا الدولة الوحيدة التي تمتلك سعرًا أقل للبنزين السوبر من كينيا في منطقة شرق أفريقيا، بحسب موقع غلوبال بترول بريسيز، الذي يتتبع أسعار الوقود على مستوى العالم.
ويبلغ متوسط سعر لتر البنزين السوبر في كينيا 131.63 شلنًا كينيًا (1.15 دولارًا)، في حين يصل سعره في تنزانيا إلى 125.2 شلنًا، ويوجد أعلى سعر للتر البنزين السوبر في أوغندا مسجلًا 158.1 شلنًا كينيًا، تليها بوروندي بسعر 152.85 شلنًا للتر.
وبسبب ارتفاع تكلفة الضرائب وتعرفة الرسوم في كينيا، سجّلت البلاد في شهر سبتمبر/أيلول 2021، أعلى سعر للتر البنزين السوبر في المنطقة بقيمة 134.72 شلنًا كينيًا، مقابل 131 شلنًا للتر في أوغندا، وحافظت تنزانيا على أرخص سعر للبنزين في المنطقة بتكلفة 115.26 شلنًا كينيًا للتر.
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في إرباك سوق النفط في دول شرق أفريقيا -التي تستورد كامل احتياجاتها النفطية-؛ ففي أوغندا -التي تعافت حديثًا من أزمة نفط ضربت البلاد منذ شهر ونصف الشهر- تواجه البلاد أزمة مستمرة في نقص المنتجات النفطية وزيادة في أسعار الوقود مع ارتفاع السعر العالمي للخام الأسود.
وألغت تنزانيا ضريبة تعادل 4.9 شلنًا كينيًا على كل لتر من الوقود، في محاولة لخفض الأسعار بداية من الشهر الجاري.
وتحدد هيئة تنظيم الطاقة والنفط في كينيا أسعار الوقود، بناء على 7 أنواع من الرسوم واثنتين من الضرائب، والتي أُلقي اللوم عليها في ارتفاع تكلفة المنتجات النفطية في البلاد، وتشكّل رسوم الوقود ما يقرب من نصف تكلفة البنزين الحالية في كينيا.
تحديات تواجه دعم الوقود في كينيا
يواجه دعم الوقود في كينيا تحديًا جديدًا يتمثل في ارتفاع أسعار النفط الخام لأعلى مستوياتها منذ 10 سنوات، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتكافح وزارة الخزانة الكينية لدفع أكثر 25 مليار شلن كيني (220 مليون دولار) لمسوقي النفط، خلال الشهرين المقبلين؛ للحفاظ على أسعار الوقود في البلاد عند مستوياتها الحالية، على الرغم من الارتفاع الهائل في تكلفة شحن الوقود.
وتعتمد أسعار الوقود في كينيا حاليًا على متوسط سعر للنفط الخام يصل إلى 82.03 دولارًا للبرميل، والمقرر أن ترتفع إلى 92 دولارًا للبرميل خلال المراجعة الشهرية للأسعار الثلاثاء المقبل.
وقفزت أسعار النفط العالمية أكثر من 30% منذ 24 فبراير/شباط الماضي لتلامس حاجز 139 دولارًا للبرميل خلال الأسبوع الماضي، قبل أن يُقلص مكاسبه إلى نحو 106 دولارات للبرميل، يوم الأربعاء الماضي (8 مارس/آذار)، ثم عاود الارتفاع مجددًا في صباح يوم الخميس (9 مارس/آذار) إلى 116 دولارًا للبرميل.
وتواجه الخزانة العامة في كينيا ضغوطًا مالية كبرى بخلاف دعم أسعار الوقود تتمثل في تزايد الإنفاق على الانتخابات العامة المقرر عقدها في أغسطس/آب المقبل، بالإضافة إلى نفقات لقاحات فيروس كورونا.
موضوعات متعلقة..
- أزمة المناخ تهدد مستقبل أشجع قبيلة أفريقية في كينيا (صور)
- صفقة التنقيب عن النفط الملغاة في الصومال تثير الخلاف مع كينيا
- شحن السيارات الكهربائية بالطاقة الشمسية.. كينيا تنشئ أول مركز
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية.. هواوي الصينية تكشف النقاب عن مشروع ضخم في غانا
- أوكيناوا اليابانية تتجه إلى الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء
- سفير الهند في أميركا يكشف عن خطة بلاده للطاقة النظيفة