سفير الهند في أميركا يكشف عن خطة بلاده للطاقة النظيفة
نوار صبح
- • توقعات بأن تشهد الهند أكبر زيادة في الطلب على الكهرباء بحلول عام 2040.
- • الهند تشهد تحولًا ملحوظًا نحو مصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي المسال.
- • تعمل الهند على تعزيز قدرات تصنيع السيارات الهجينة والكهربائية ورفع كفاءة استخدام الطاقة.
- • تحقيق خفض قدره مليار طن في الانبعاثات المتوقعة من الآن حتى عام 2030.
تسعى الهند إلى تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء من خلال مبادرات خضراء طموحة تعتمد على الهيدروجين والطاقة المتجددة، إضافة إلى الإصلاحات المعمّقة التي تجريها في قطاع الكهرباء والعمل المناخي.
ومن المتوقع أن تشهد الدولة الآسيوية أكبر زيادة في الطلب على الكهرباء في أي دولة بحلول عام 2040.
وستحتاج الهند إلى إضافة نظام كهرباء بحجم الاتحاد الأوروبي إلى ما لديها الآن لمواجهة النمو في الطلب على الكهرباء خلال الأعوام الـ20 المقبلة، وفقًا لمقال بعنوان "التزام الهند بالعمل المناخي وإمكانية الشراكة بين الولايات المتحدة والهند".
وأشار المقال الذي كتبه سفير الهند لدى الولايات المتحدة، تارانجيت سينغ ساندو، ونشرته مجلة "نيوزويك" الأميركية الأسبوعية، إلى أن بلاده تشهد تحولًا ملحوظًا نحو مصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي المسال، ودعم تصنيع وتصدير ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وتعمل الهند على تعزيز قدرات تصنيع السيارات الهجينة والكهربائية، ورفع كفاءة استخدام الطاقة، وتحفيز السياسات المتعلقة بالهيدروجين (بما في ذلك الحوافز المرتبطة بالإنتاج) والتقنيات الناشئة.
ووزعت الهند أكثر من 367 مليون مصباح ثنائي باعث للضوء "ليد" على المستهلكين خلال السنوات الـ7 الماضية؛ ما وفر الكهرباء وخفض 3.86 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البلاد.
التزامات الهند بالأهداف المناخية
قُيِّمت التزامات الهند بأهداف اتفاقية باريس للمناخ على أنها "متوافقة مع درجتين مئويتين"، وأشار تقرير الشفافية المناخية لعام 2020 إلى الهند باعتبارها الدولة الوحيدة في مجموعة الـ20 التي حققت هذه العلامة.
وتجاوزت الهند التزاماتها الرئيسة بأهداف اتفاقية باريس للمناخ قبل الموعد المحدد بوقت طويل، وقدمت التزامات مؤكَّدة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ كوب 26، لعام 2021 في غلاسكو.
وألزم رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الهند، في مؤتمر كوب 26، بشكل مؤكد بمسار التنمية المستجيبة للمناخ من خلال 5 إجراءات مناخية طموحة رئيسة.
وتشمل تلك الإجراءات تقليل كثافة انبعاثات الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 45% بحلول عام 2030 من مستويات 2005، وتحقيق 50% من السعة المركبة للطاقة الكهربائية التراكمية من موارد الطاقة القائمة على الوقود غير الأحفوري بحلول عام 2030.
يضاف إلى ذلك تحقيق خفض قدره مليار طن في الانبعاثات المتوقعة من الآن حتى عام 2030، وتحقيق 500 غيغاواط من سعة طاقة الوقود غير الأحفوري بحلول عام 2030 والهدف المهم لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
النموذج الهندي
قدمت الهند نهجًا للاستهلاك الواعي، أو ترشيد أنماط الحياة من أجل البيئة المستدامة، وهو نهج يتجنب الهدر ويحترم الطبيعة ويعتمد على الثقافة والأخلاق.
وبما أن القدرة على تحمل التكاليف كانت أحد الاهتمامات الرئيسة فيما يتعلق بالتحول إلى التقنيات الخضراء في البلاد؛ حققت الهند بعضًا من أقل تكاليف الطاقة النظيفة في العالم.
وشهدت الهند، بين عامي 2010 و2020، أكبر انخفاض (85%) في تكلفة الطاقة الشمسية على مستوى الدولة، في حين كان متوسط تعريفة الطاقة الشمسية في عام 2020 أقل بنسبة 34% من المتوسط المرجح العالمي، حسبما نشرت مجلة "نيوزويك" الأميركية الأسبوعية.
وكان لدى الهند أيضًا أدنى تكلفة مؤكدة على المستوى المحلي للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في عام 2020.
وكما أوضح البنك الدولي، فإن منحنى التعلم الشمسي في الهند يلهم العمل في جميع أنحاء العالم.
وتُعَد حديقة ريوا للطاقة الشمسية، التي تشغّل شبكة مترو نيودلهي الذي يخدم أكثر من 2.6 مليون مسافر يوميًا، أحد مشروعات الطاقة الشمسية الرائدة في الهند.
وتقود الهند المبادرات العالمية للتصدي لتغير المناخ وتأثيره؛ حيث يضم التحالف الدولي للطاقة الشمسية، الذي أطلقته الهند وفرنسا وشركاء آخرون لتوفير الطاقة الشمسية بأسعار معقولة في متناول الجميع، أكثر من 100 عضو، بعد انضمام الولايات المتحدة باعتبارها العضو الـ101 في عام 2021.
وأصبح برنامج شبكة الطاقة الشمسية "وان صَنْ، وان وورلد" –شمس واحدة، عالم واحد- التابع للتحالف الدولي للطاقة الشمسية (آي إس إيه)، جزءًا من مبادرة الشبكة الخضراء في مؤتمر كوب 26 بقيادة أستراليا وفرنسا والهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن الهند اتخذت في مؤتمر كوب 26، بالاشتراك مع المملكة المتحدة وأستراليا، مبادرة جديدة تحت رعاية تحالف البنية التحتية المقاومة للكوارث (سي دي آر آي) للمساعدة الفنية وبناء القدرات في الدول الجُزُرية؛ تسمى البنية التحتية للدول الجزرية المرنة.
التعاون مع الولايات المتحدة
في سياق جهودهما الوطنية والدولية لتعزيز العمل المناخي، تعمل الهند والولايات المتحدة بشكل وثيق على المستويات الثنائية والمتعددة الأطراف والعالمية.
وقد أطلقت الهند والولايات المتحدة، في أبريل/نيسان 2021، شراكة برنامج عمل 2030 للمناخ والطاقة النظيفة، ذا مسارات رئيسة، هي: شراكة الطاقة النظيفة الإستراتيجية وحوار العمل المناخي وجمع التمويل.
ويسعى البلدان، من خلال هذه الإجراءات، إلى تعبئة التمويل وتسريع نشر الطاقة النظيفة، وإظهار وتوسيع نطاق التقنيات النظيفة المبتكرة وبناء القدرات.
ونتيجة انتقال الهند إلى الوقود المعتمد على الغاز، أصبحت الآن خامس أكبر سوق للغاز الطبيعي المسال الأميركي؛ كما أقامت الصناعات في كلا البلدين شراكات تجارية من خلال فريق عمل الغازات منخفضة الانبعاثات في الهند والولايات المتحدة.
علاوة على ذلك، تستكشف الهند والولايات المتحدة التعاون في تقنيات الفحم المتقدمة عالية الكفاءة بهدف خفض وإزالة الانبعاثات من خلال تقنية احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وذلك إلى جانب التعاون في مجال البحث والتطوير لتصنيع الخلايا الشمسية وتخزينها.
بدورها، أعلنت المؤسسات المالية الأميركية ضمانات ائتمانية لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في الهند لنشر الطاقة الشمسية على الأسطح.
ويبحث فريق عمل الهيدروجين في قضايا تتراوح من الإنتاج المستدام للهيدروجين إلى نشره الآمن، ويوفر استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي في دمج الطاقة المتجددة واستقرار شبكات الكهرباء وسيلة أخرى للتعاون.
ويرى المحللون أن شراكة الهند مع الولايات المتحدة ستمثل ركيزة مهمة في تحقيق مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة للعالم.
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط تتهاوى 15%.. وخام برنت أقل من 113 دولارًا - (تحديث)
- إذا توقف الغاز الروسي.. ما البدائل المتاحة أمام أوروبا؟
- مراكز سعودية وقطرية ومصرية تنافس ميناء الفجيرة لتقديم وقود السفن