خط أنابيب بحر قزوين.. هل يكون ملجأ روسيا للتحايل على قرار بايدن؟
وقازاخستان تطمح في استمرار عمليات التصدير بالخط
هبة مصطفى
زادت المخاوف تجاه سيناريو استفادة موسكو من خط أنابيب بحر قزوين، للتحايل على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بحظر واردات النفط والغاز الروسية، خاصة مع استثنائه واردات الخط من الإمدادات الدولية الأخرى من الحظر، شريطة فصل النفط الروسي عن تلك الشحنات.
وخيّم الارتباك على مشروعات النفط التي تجمع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، عقب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء الماضي، بحظر واردات النفط والغاز الروسية بالمواني الأميركية إثر غزو موسكو لأوكرانيا.
ويخشى المتعاملون من وقوعهم بطريقة غير مباشرة تحت طائلة العقوبات المفروضة على روسيا؛ ما دفعهم إلى العزوف عن شراء شحنات النفط الروسية التي تكدّست بالناقلات البحرية ويُتوقع زيادتها بمعدلات أكبر قد تؤثّر سلبًا في تجارة النفط الروسية.
ورغم القرار الأميركي الصارم، فإنه ترك المجال مفتوحًا أمام صادرات ساحل البحر الأسود الروسي، وشمل القرار استثناء ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين، وتعوّل قازاخستان على هذا الاستثناء لاستمرار حركة الصادرات.
استثناء أميركي
يعدّ ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين أكبر المشروعات الدولية لنقل النفط، ويهدف لبناء لتشغيل خط أنابيب يزيد طوله عن 1500 كيلو متر، وتجمع شبكة خطوط المشروع النفط الخام من الحقول النفطية في قازاخستان وروسيا.
وقررت أميركا استثناء عمليات النقل والتصدير الخاصة بائتلاف خط أنابيب بحر قزوين عبر ساحل البحر الأسود الروسي من قرارها بحظر واردات النفط والغاز الروسية للمواني الأميركية.
لكن وزارة الخزانة الأميركية دعت ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين للتفرقة بين مصادر النفط الخام التي ستُنقَل عبر خط الأنابيب، والسماح -فقط- بتسويق الإمدادات وتحميلها من أيّ مصادر بخلاف روسيا.
يُشار إلى أن روسيا تملك حصة قدرها 24%، وشركة كاز موناي غاز القازاخستانية 19%، وشيفرون الأميركية 15%، وفق الموقع الإلكتروني للائتلاف.
وتمثّل تلك أعلى 3 حصص بين المساهمين في ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين، وأبرزها شركة لوكاركو بي في التابعة لشركة لوك أويل الروسية بحصة 12.5%، وموبيل قزوين التابعة لإكسون موبيل الأميركية بحصة 7.5%، وروسنفط الروسية بحصة 7.5% وغيرها.
- شحنات النفط الروسي عالقة في البحر تبحث عن مشترين
- إذا توقف الغاز الروسي.. ما البدائل المتاحة أمام أوروبا؟
أهمية خط أنابيب بحر قزوين لأميركا
يشكّل خط أنابيب بحر قزوين أهمية للجانب الأميركي دفعت لاستثنائه من القرار الرئاسي لبايدن بحظر واردات النفط والغاز الروسية، إذ أكد الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، مايكل ويرث، أن الخط يكتسب أهمية عالمية للإمدادات في الآونة الحالية.
وأضاف أن شركة شيفرون تعتمد -في جزء من إمداداتها- على إنتاج النفط من قازاخستان، لتحقيق أهدافها بزيادة الإنتاج بنسبة تزيد عن 3% سنويًا حتى 2026، حسبما نقلت عنه رويترز مطلع الشهر الجاري.
وتملك الشركة الأميركية حصة قدرها 50% في شركة تينغيزشيفرويل المشتركة بينها وبين كاز موناي غاز وولوكاركو وإكسون موبيل لتطوير حقلي نفطيين غرب قازاخستان، حقل تينغيز، وحقل توروليف.
يُشار إلى أن خط أنابيب بحر قزوين نقل إمدادات النفط الخام من قازاخستان تُقدَّر بـ1.1 مليون برميل يوميًا، و200 ألف برميل يوميًا من روسيا، خلال عام 2021.
ويشغّل ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين خطًا لتصدير النفط يبلغ طوله 1500 كيلومتر، ويمتدّ مساره من قازاخستان إلى محطة قرب ميناء نوفوروسيسك الروسي.
ويشهد خط أنابيب بحر قزوين -في الآونة الحالية- مرحلة توسعات للسعة الإنتاجية، من خلال مشروع يتطلب تهيئة منشآت الضخ والتحميل البحري لاستيعاب الصادرات بين روسيا وقازاخستان، وزيادتها بحلول عام 2024 إلى 1.8 مليون برميل يوميًا، يُخصَّص منها 1.6 مليون برميل يوميًا للمورّدين في قازاخستان.
تكدّس الشحنات.. وتحايل روسي
خفض الائتلاف المُشغّل لخطّ أنابيب بحر قزوين من حجم تأثير القرار الأميركي في نقل الإمدادات، إذ أكد أن الشحنات الروسية لإمدادات النفط -غالبيتها من إنتاج روسنفط- شكّلت 13% فقط من إجمالي الشحنات المنقولة عبر الخط (المُقدّرة بـ 1.3 مليون برميل يوميًا، العام الماضي).
ورغم انخفاض الشحنات الروسية المنقولة عبر الخط العام الماضي، وقبيل قرار الحظر الأميركي وإعلان المملكة المتحدة بالاستغناء عن إمدادات الطاقة الروسية بحلول نهاية العام الجاري، تكدّست شحنات النفط الروسي بالمواني بعد عزوف الأسواق الغربية عن شرائها ونقلها عقب غزو موسكو لأوكرانيا.
وتنفيذًا للشرط الأميركي، بفصل الواردات الروسية عن الشحنات المنقولة عبر خط أنابيب بحر قزوين ومنع نقلها، أعلن الائتلاف المُشغّل للخطّ بدء فحص خصائص النفط الخام، لاستبعاد الشحنات الروسية.
لكن الائتلاف يواجه عقبة لتنفيذ الشرط الأميركي، إذ يملك خط ربط قصيرًا واحدًا فقط بين شبكة خطوط ترانسنفت الروسية وخط أنابيب بحر قزوين يسمح بمرور الشحنات عبر الأراضي الروسية خلال عمليات النقل الدولية.
ويثير ذلك المخاوف من احتمال ضخّ شركة روسنفط الروسية بعض الإمدادات لخطّ قزوين خلال مروره بالأراضي الروسية.
من جانب آخر، تواجه روسيا اتهامات بالتحايل على الحظر الأميركي، بعدما أشارت التقارير الاستخباراتية بأسواق النفط بمزج روسيا النفط الخام بموانئ نوفوروسيسك وأوست لوغا بنفط الأورال المُنتج بها، وإعادة بيعه بصفة إنتاج وارد من قازاخستان؛ ما يسمح له بمواصلة عمليات التصدير، وفق صحيفة آبستريم أون لاين.
مخاوف قازاخستان
تخشى قازاخستان تأثّر حركة نقل إمدادات النفط الخام في خط أنابيب بحر قزوين بتبعات العقوبات المفروضة على روسيا، إذ يشكّل ميناء نورفوروسيسك الروسي -الذي يقع الخط بالقرب منه- طريقًا رئيسًا لمشروعات نفطية ضخمة في قازاخستان تشارك بها شركات عالمية، مثل مشروعات تطوير حقول تينغيز وكاشغان.
وتطمح قازاخستان لزيادة إنتاجها النفطي خلال العام الجاري إلى 1.8 مليون برميل يوميًا (بنسبة 2%)، بعد تطورات جيدة شهدتها مشروعات الحقول المشتركة.
وبخلاف خط أنابيب بحر قزوين، يعوّل مُنتجو النفط في قازاخستان على شبكة خطوط نقل روسية لنقل شحناتهم النفطية دوليًا، ومن ضمنهم شركة كاز موناي غاز التابعة للدولة، التي أنتجت 470 ألف برميل يوميًا، العام الماضي.
ويُعَدّ منتجو النفط في قازاخستان ضمن المورّدين الرئيسيين للنفط من موانئ نوفوروسيسك وأوسكت لوغا، ورصدت وزارة الطاقة الروسية نقل المنتجين القازاخستانيين ما يقرب من 292 ألف برميل عبر شبكة الخطوط والمواني الروسية في ديسمبر/كانون الأول ويناير كانون الثاني الماضيين.
وبصورة عامة، تربط روسيا وقازاخستان علاقات قوية؛ إذ أسهم جنود روس في السيطرة على الاحتجاجات الشعبية بقازاخستان، مطلع العام الجاري، الرافضة لأسعار الوقود.
اقرأ أيضًا..
- عاجل.. دبلوماسي إماراتي: نشجع أوبك على زيادة إنتاج النفط
- إذا توقف الغاز الروسي.. ما البدائل المتاحة أمام أوروبا؟
- خبير مصري: الجزائر وقطر لا يمكنهما توفير إمدادات غاز إضافية إلى أوروبا (مقابلة)
- سوق السيارات في الجزائر بين الإفلاس والهجرة.. القصة الكاملة