ارتفاع سعر الفائدة يهدد نمو الطاقة المتجددة (دراسة)
توقعات بزيادة 5% في أوروبا وخسارة 535 غيغاواط
حياة حسين
حذّرت دراسة حديثة من أن نهاية عهد سعر الفائدة المستقر والرخيص قد يكون تهديدًا لمواصلة مشروعات الطاقة المتجددة نموها، بسبب انعكاساتها السلبية على تنافسية القطاع.
وتتجه البنوك المركزية في دول العالم إلى رفع سعر الفائدة، بوصفها إحدى وسائل علاج معدلات التضخم، التي كثيرًا ما تعتمد عليها السياسة النقدية.
وقد صعدت معدلات التضخم بصورة حادة في أنحاء العالم، بسبب التعافي من وباء كوفيد-19، وزيادة الطلب، وارتفاع تكلفة الشحن بأكثر من 6 أضعاف، وستضيف حرب روسيا على أوكرانيا أعباء تضخمية جديدة.
ارتفاع 5%
توقع باحثان من ألمانيا وسويسرا -في ورقة بحثية جديدة، نشراها في "ناتشر إنرجي"، بعنوان "حماية تحول الطاقة ضد رد فعل سياسي عنيف في سوق الكربون"- ارتفاع سعر الفائدة بنسبة 5% على الأقل المدة المقبلة في أوروبا، ما سيؤدي إلى خسارة نحو 535 غيغاواط من سعة توليد مشروعات الطاقة المتجددة.
وعبّر الباحثان من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير تغير المناخ في ألمانيا، و"إي تي إتش زيورخ" في سويسرا، عن قلقهما، من أن قطاع الطاقة المتجددة سيعاني رفع سعر الفائدة، في وقت تخفض فيه الحكومات في أوروبا من دعمها له.
كما يخشى الباحثان من زيادة سعر الكربون بالتزامن مع أسعار الفائدة المتنامية؛ ما يزيد من المخاطر المحيطة بمشروعات الطاقة المتجددة.
تنافسية القطاع
قال الباحث، ميشيل بالي: "إن ارتفاع سعر الكربون العام الماضي أسهم في زيادة تنافسية مشروعات الطاقة المتجددة، لكن مع نمو حصة تلك المشروعات، سيعتمد سعر الكربون على تكلفة الاستثمار، وهو يتعرض لزيادة من رفع سعر الفائدة"، حسبما ذكرت مجلة "بي في ماغازين"، اليوم الثلاثاء.
ويرى الباحثان أن أوروبا توشك أن تنتقل من دعم الطاقة المتجددة إلى سوق الكربون، وهذا الوضع سيقلل من تنافسية مشروعات طاقة الشمس والرياح وغيرها، في ضوء رفع سعر الفائدة.
يُذكر أنه في يناير/كانون الثاني الماضي، أصدرت "بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس" تقريرًا، عن "توقعات تعويضات الكربون طويلة الأجل لعام 2022"، أشار إلى أن التسعير في سوق تعويضات الكربون -التخفيضات المؤكدة للانبعاثات التي تعادل طنًا واحدًا من الكربون- يمكن أن يبلغ 120 دولارًا للطن، أو أن يصل تسعير الانبعاثات المنخفضة إلى 47 دولارًا للطن بحلول عام 2050، وأن الطلب المتزايد في سوق الكربون سيؤدي إلى فوضى.
سيناريوهان
وضع الباحثان سيناريو يعتمد على فرضيات استمرار سعر الفائدة بالقرب من الصفر كما هو حاليًا، بالإضافة إلى دعم الحكومات، ووجدا أنه بحلول عام 2035 ستكون سعة الطاقة المتجددة 1447 غيغاواط، وهي أعلى بنحو 535 غيغاواط من السيناريو الثاني، الذي يفترض ارتفاع سعر الفائدة 5%، وإلغاء الدعم الحكومي.
وحذّر الباحثان من استمرار دعم مشروعات الطاقة المتجددة بالطريقة السابقة، إذ إنها حققت الغرض منها، وأسهمت في نمو القطاع اقتصاديًا وتقنيًا.
موضوعات متعلقة..
- بريطانيا تطرح مناقصة ضخمة لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة
-
الحرب الروسية الأوكرانية تهدد إجراءات مكافحة تغير المناخ (تقرير)
-
الحياد الكربوني.. مجموعات بيئية تطالب الحكومات بمراجعة تعهدات الشركات
اقرأ أيضًا..
- عاجل.. بايدن يعلن حظر واردات النفط والغاز الروسية
-
احتياطي النفط الإستراتيجي يواصل الانخفاض بعد السحوبات الأميركية (تقرير)