تعطل آلاف من توربينات الرياح الألمانية.. واشتباه في تورُّط قراصنة روس
الهجوم الأول من نوعه على الطاقة المتجددة بعد غزو أوكرانيا
مي مجدي
تعرّضت شركة إنركون الألمانية، لهجوم سيبراني أدى إلى توقف آلاف توربينات الرياح بقدرة تصل إلى 11 غيغاواط.
وقالت الشركة المصنعة لتوربينات الرياح إن الأقمار الصناعية توقفت عن العمل بين الساعة الـ5 صباحًا و6 صباحًا، ولم يعد بإمكانها المراقبة أو التحكم عن بُعد في قرابة 5 آلاف و800 توربينة للرياح بوسط أوروبا.
وأوضحت في بيان أن سبب العطل لم يُعرف بعد، لكن خدمات الاتصال توقفت بالتزامن مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وسرعان ما أبلغت الشركة هيئة الرقابة على الأمن السيبراني الألمانية "بي إس آي"، وتعملان مع مقدمي خدمات شبكات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية الأخرى لحل العطل، الذي أثر في قرابة 30 ألف محطة قمر صناعي تستخدمها الشركات والمؤسسات من مختلف القطاعات في جميع أنحاء أوروبا.
كما تعمل شركة إنركون مع مشغلي مزارع الرياح المتضررة لتطوير طرق بديلة لاستعادة التحكم عن بعد في التوربينات.
هل كان الهدف الطاقة المتجددة أم عسكريًا؟
يعتقد العضو المنتدب لشركة "توبي ويندإنرجي فيروالتونغز جي إم بي إتش"، دومينيك بيرترامز، أن السبب وراء الحادث هجوم سيبراني شنّه القراصنة الروس، حسب موقع بي في ماغازين.
ومع ذلك، من غير المحتمل في ما يبدو أن يستهدف القراصنة الروس توربينات الرياح الألمانية مباشرة.
وتعليقًا على الحادث، قال المتحدث باسم شركة "جيرمان ويند إنرجي آسوسييشن"، إن عطل توربينات الرياح كان بسبب توقف القمر الصناعي للاتصالات "كا-سات" التابع لشركة "فياسات"، الذي يوفر الإنترنت عالي السرعة عن طريق الأقمار الصناعية في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط.
ووفقًا لمقال نشرته مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية الألمانية، تعمل خدمات الاتصالات العسكرية للجيش الأميركي عبر أقمار "فياسات" أيضًا.
وتشير هذه التقارير إلى أن تعطل أنظمة التحكم في توربينات الرياح ربما يكون ضررًا مصاحبًا لهجوم سيبراني موجه في المقام الأول ضد أهداف عسكرية.
حجم الخسائر
قالت هيئة "إنرجي ماركت إنوفاتوز" الألمانية لموقع بي في ماغازين، إن العديد من توربينات الرياح لم تتأثر بالحادث، وتعتمد أغلب الأنظمة على شبكات اتصالات أخرى.
وأضافت الهيئة أنها ليست لديها أي معلومات تتعلق ما إذا كانت أنظمة خلايا الطاقة الشمسية قد تأثرت بالحادث، موضحة أنه بمجرد توقف الاتصال، تتحول محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى التشغيل التلقائي.
ونصح المكتب الفيدرالي الألماني لأمن المعلومات الإدارات الفيدرالية ومشغلي البنية الحيوية والمنظمات والشركات بتعزيز الرقابة وتأهبها للرد.
استهداف "فياسات" المتواصل
قالت شركة الأقمار الصناعية "فياسات" -المدرجة في الولايات المتحدة-، يوم الإثنين الماضي، إنها بدأت تحقيقًا بعد هجوم إلكتروني مشتبه به تسبب في انقطاع جزئي بخدمات النطاق العريض للمباني السكنية في أوكرانيا ودول أوروبية أخرى.
وتكمن المشكلة في القمر الصناعي "كا-سات" التابع للشركة، بعدما اشترته من شركة يوتلسات الفرنسية في أبريل/نيسان 2021.
وأعلنت أن إحدى شركات الأمن السيبراني تبحث في سبب انقطاع الخدمة في الأيام الأخيرة.
ويتزامن العطل مع تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء عملياته العسكرية في أوكرانيا، إذ أبلغ العديد من مزودي خدمات الإنترنت عن انقطاع الخدمة منذ الساعات الأولى من يوم 24 فبراير/شباط.
وبعد يومين، صرح المتحدث باسم الشركة بأن فياسات تحقق وتحلل الشبكات وأنظمتها الأوروبية لتحديد السبب، وستبدأ في اتخاذ تدابير إضافية لمنع حدوث المزيد من الحوادث، في حين تحاول إعادة الخدمة إلى عملائها المتضررين.
ولم تذكر الشركة عدد عملائها الذين تأثروا بالحادث.
إيلون ماسك يدعم أوكرانيا
في الوقت نفسه، تأثرت خدمات الإنترنت بمجرد دخول الدبابات الروسية إلى أوكرانيا.
وتصاعدت المخاوف من أن القراصنة الروس قد يحاولون قطع الإنترنت في أوكرانيا، بالطريقة نفسها التي أوقفوا بها شبكة الكهرباء في البلاد عام 2015.
وبناءً على ذلك، طلب نائب رئيس الوزراء الأوكراني ووزير التحول الرقمي، ميخائيلو فيدوروف، من رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك الحصول على الدعم من خدمة "ستارلينك" -خدمة للإنترنت عالي السرعة عن طريق الأقمار الصناعية- لتوفير الإنترنت للشعب الأوكراني.
وكتب فيدوروف على تويتر لإيلون ماسك: "في الوقت الذي تحاول فيه استعمار المريخ، روسيا تحاول احتلال أوكرانيا، وفي الوقت الذي تهبط فيه صواريخك بنجاح من الفضاء، تهاجم الصواريخ الروسية المدنيين الأوكرانيين؛ لذا نطلب منك تزويد أوكرانيا بمحطات (ستارلينك) وحث الروس على وقف هجماتهم".
وعلى الفور، استجاب إيلون ماسك إلى نداء الوزير الأوكراني، وأرسل شاحنة مليئة بمعدات ستارلينك إلى أوكرانيا، مع وعد بوصول المزيد من المعدات في المستقبل.
اقرأ أيضًا..
- قطاع الطاقة الروسي.. كل ما تريد معرفته في 3 رسوم بيانية
- هل يؤثر قرار وكالة الطاقة في خطة أوبك+؟.. أنس الحجي يجيب
- تطورات أوروبية بشأن الغاز الجزائري في ظل أزمة روسيا وأوكرانيا